المكان بلدة صوريف شمال غرب مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة، الزمان منتصف ليلة أمس الثلاثاء، حتى فجر اليوم، الأشخاص الفدائي الفلسطيني المطارد محمد الفقيه، إلى والضابط في الأمن الوطني الفلسطيني محمد عبدالمجيد بريوش، وابن عم آخر من عائلة الفقيه.
أحداث الموقعة
قام جيش الاحتلال الإسرائيلي باقتحام بلدة صوريف شمال غرب الخليل، وذلك بعد تمهيد من وحدة المستعربين الذين استطلعوا الأمر، حيث تبعتهم عشرات المركبات العسكرية الإسرائيلية بتغطية من الطائرات، وبعدها قاموا باقتحام منزلًا يقع في منطقة وادي أجدور يعود لعائلة الحيح.
حاصرت قوات الاحتلال المنزل المكون من ثلاثة طوابق، لأكثر من 7 ساعات، استخدمت فيها قذائف الإنريجا، وأطلقت النار بشكل مستمر نحو المنزل، ثم استعانت بالجرافات المصفحة لهدم أجزاء منه، وتفجير أجزاء أخرى، خلال اشتباك متقطع مع المقاومين.
على إثر ذلك وقعت مواجهات عنيفة بين سكان البلدة وقوات الاحتلال، التي أطلقت قنابل الصوت وقنابل الغاز المسيل للدموع، والرصاص المطاط، كما تسبب قصف المنزل الذي تحصن به المقاومين وفي مقدمتهم محمد الفقيه باشتعال النيران في المنازل المحيطة به.
البلدة حوصرت بالكامل ومنعت القوات الإسرائيلية الدخول أو الخروج منها، وأعلنت أنها منطقة عسكرية مغلقة، إضافة إلى قطع التيار الكهربائي بالكامل، كما أصيب في هذه الأحداث 8 مواطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
بسالة الفقيه
لم يستسلم المقاوم محمد الفقيه أمام هذه التحركات الإسرائيلية العسكرية وقرر المقاومة، حيث استمر بالاشتباك مع القوة الإسرائيلية لأكثر من 7 ساعات وسط حصار مشدد للمنزل الذي يتحصن به، فيما تخلل هذه الفترة إطلاق نار وقذائف وصواريخ صوب المنزل بشكل متقطع.
وحاصرت في هذه الأثناء المنطقة 45 آلية عسكرية للاحتلال، فيما استمرت الاشتباكات العنيفة بمحيط المنزل طوال ساعات الليل، ثم قصف المنزل بعدة صورايخ قبل أن تشرع جرافات عسكرية استقدمها الاحتلال لهدم المنزل كاملًا وسط تحليق مكثف لطائرات من دون طيار في سماء المنطقة.
مصادر محلية أكدت أن قوات الاحتلال نادت عبر مكبرات الصوت لضرورة استسلام محمد الفقيه، في إشارة إلى محاصرة المكان، وعقب ذلك سمعت في محيط المنزل أصوات انفجارات ضخمة، بينما دفعت قوّات الاحتلال بالجرافات العسكرية المجنزرة والحفارات إلى المنطقة، فيما أطلقت القنابل والصواريخ الخفيفة باتجاه المنزل.
قتل على إثر هذا الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال الفدائي الفلسطيني محمد الفقيه، فجر الأربعاء، وأفادت مصادر محلية، أن قوة عسكرية للاحتلال انتشلت جثمان محمد الفقيه من تحت أنقاض المنزل في صوريف بعد هدم المنزل عليه واستهدافه بالصواريخ، وفي نفس الوقت منعت دخول عربات الإسعاف إلى المنطقة.
تتهم سلطات الاحتلال الفقيه والضابط بريوش، بأنهما يقفان وراء مقتل زعيم للمستوطنين في مستوطنة “عتنائيل” مطلع يوليو الجاري ، على طريق التفافي، حيث وجهت قوات الاحتلال أصابع الاتهام للفقيه بعد يومين من تنفيذ العملية، وقامت بدهم منزله عشرات المرات في بلدة دورا، واعتقال أقاربه للضغط عليه لتسليم نفسه.
وبعدما تمكن الاحتلال من تحديد مكانه وبدأ في حصاره، لم يستسلم محمد الفقيه ليبدأ بعدها اشتباك مع الاحتلال وهو متحصن داخل المنزل،حتى انتهت الليلة باغتيال الفقيه واعتقال بريوش، وابن عم آخر من عائلة الفقيه، حسب إعلام الاحتلال.
حماس تنعي الفقيه
هذا وقد نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس” المقاوم محمد جبارة الفقيه التي أكدت أنه ابن كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، مشددة على أن استشهاده يأتي “على طريق انتفاضة القدس وتحرير فلسطين” بحسب بيان لها.
أضاف البيان “إن الشهيد البطل الفقيه كان من خيرة أبناء فلسطين الذين عرفتهم السجون، وقدموا لوطنهم وقضيتهم، حيث قضى من عمره الكثير في سجون الاحتلال”.
وأكدت حماس في بيانها أن الفقيه هو “منفذ عملية إطلاق النار البطولية بالقرب من مغتصبة عتنائيل وقتل فيها صهيونيا، وأصاب آخرين”، موضحة أنه رفض تسليم نفسه لقوات الاحتلال، رغم كل المضايقات التي تعرضت لها عائلته.