انتهت حرب الابتسامات , يرددها باستمرار احد أفراد الدفاع المدني العاملين في منطقة النفق لإنقاذ الناس من الغرق بعد ارتفاع منسوب المياه في المنطقة بفعل مياه الإمطار .
محمد النجار احد أفراد الدفاع المدني الذي لم يصل بيته منذ بداية المنخفض الجوي الذي يضرب غزة في ظل ارتفاع منسوب مياه الأمطار بشكل كبير ، يؤكد محمد علي انه لا حاجة للابتسامات في وجه الصديق قبل العدو لان غزة يعصف بها منخفض هو الأصعب منذ سنوات وبحاجة لتحرك دولي وعربي بشكل سريع .
ويضيف النجار: لا وقت لتبادل الابتسامات في الوجوه العابسة من أجل جلب الدعم للمنكوبين من هنا وهناك في ظل صمت دولي ، ويتساءل محمد عن مؤسسات التي تدعي حمايتها لحقوق الإنسان كاشفا عن إنقاذ أفراد الدفاع المدني عن المئات من كبار السن والمرضي في ظروف صعبة جدا ووسائل مهترئة مر عليها عقود من الزمن .
يواصلون الليل بالنهار وبإمكانيات بسيطة يقوم أفراد الدفاع المدني بعمليات إنقاذ للسكان في المناطق المنكوبة بواسطة المجداف والحسكة الصغيرة ، يسارعون إلي المناطق المنكوبة ونقلهم إلي أماكن الإيواء المخصصة لهم
إلى ذلك ، افترشت العشرات من العائلات العديد من الفصول الدراسية التابعة لمدارس مديرية التربية والتعليم غرب غزة ، وسط أجواء من البرد القارس في الكثير من المناطق التي تأثرت بالمنخفض الجوي في غرب مدينة غزة، حيث فتحت مديرية التربية والتعليم مدرسة مصعب بن عمير ومدرسة الماجدة وسيلة بن عمار ومدرسة شهداء الشاطئ ومدرسة عبد الرحمن بن عوف وذلك بقرار وزير التربية والتعليم العالي أسامة المزيني لإيواء المتضررين من موجة المنخفض الجوي العميق الذي ضرب كافة أنحاء قطاع غزة.
ويعتبر المنخفض الجوي الذي ضرب قطاع غزة والأراضي الفلسطينية من أقوى المنخفضات الذي ضربت القطاع والمنطقة بشكل عام, وقد تعطلت بسببه كافة مناحي الحياة وأعلنت نتيجته وزارة التربية والتعليم العالي عن تعليق الدراسة نتيجة الأحوال الجوية السيئة.
جاءت الأمطار، وارتجف الصغار ,النساء وكبار السن بردا ولم يمنع المنخفض الكثير من سكان المناطق المنكوبة من مغادرة منازلهم بسبب صعوبة نزول النساء وكبار السن جراء ارتفاع منسوب المياه إلي الطابق الثاني من منازل المواطنين .
وكان المنخفض الجوي الذي عصف بغزة الأربعاء الماضي قد سبب العديد من الخسائر علي المستوي الاقتصادي والحيواني والنباتي .
من جهته أعلن يوسف الغريز وزير الأشغال والإسكان في غزة أن المنخفض الجوي خلف خسائر مادية جسيمة بقيمة 64 مليون دولار، وقال الغريز إن كميات الأمطار التي هطلت على القطاع خلال المنخفض 300 مليون متر مكعب ما يمثل 85% من قيمة المعدل السنوي للأمطار.
وأضاف وصلت سرعة الرياح إلى 70 كم/س، بشكل يفوق قدرة الأجهزة العاملة لانعدام الموارد اللازمة لذلك، موضحا ما زاد الأزمة قيام الاحتلال بفتح السدود المقامة على الحدود مع قطاع غزة، مما أدى إلى غرق مناطق سكنية.
ولفت الصليب الأحمر إلي أن عدد الأسر التي نزحت من منازلها بلغ نحو 7,000 أسرة، أي ما يعادل 42,000 فرد، تم إيواء أكثر من 900 أسرة منها في 20 مركز إيواء فيما توجهت باقي الأسر لمنازل الأقارب .
في حين بلغت تقديرات المنازل التي تعرضت للغرق ما يزيد عن 3,300 منزل، وتضرر نحو 1,000 وحدة سكنية بأضرار جزئية في المبني ، و تقدر الخسائر المادية لهذه الوحدات ما بين تدمير الأثاث وإعادة تأهيلها إنشائيا بحوالي 40 مليون دولار.
أما فيما يخص القطاع التجاري، فقد قدرت عدد المحلات التجارية الصناعية التي تعرضت للأضرار قرابة 1,000 منشأة، حيث قدرت خسائرها بقيمة 3 مليون دولار أمريكي، أما خسائر القطاع الزراعي بلغت 7 مليون دولار جراء موت آلاف الدواجن بفعل الأمطار ودرجة البرودة , بالإضافة إلي وتضرر الثروة الحيوانية والسمكية والإنتاج النباتي.
واشارت وزارة النقل والمواصلات إلي حدوث اضرار كبيرة في قطاع النقل والمواصلات، فقد بلغت الخسائر نحو 2 مليون دولار، تمثلت بغرق اكثر من 250 مركبة، وتضرر العديد من سفن الصيادين في ميناء الصيادين.