على وقع العروض الفلكلورية و الفرق الموسيقية والاستعراضية من تونس وسوريا و روسيا والجزائر وليبيا، وحضور عشرات الالاف من المشاهدين، انطلقت مساء أمس الثلاثاء الدورة الـ57 لكرنفال (مهرجان) “أوسّو”، تحت شعار “الاحتفالات تتواصل”، بمدينة سوسة الساحلية في تونس.
مهرجان، أراد من خلاله القائمين عليه، تحدّي الارهاب في المدينة التي سقط فيها عشرات السياح نتيجة عمل ارهابي ضرب أحد نزلها السنة الماضية.
كرنفال استعراضي، أضاء سماء مدينة سوسة الساحلية، وأسعد أكثر من 50 ألف متفرج جاؤوا من كل مكان كيْ يعيشوا أوقاتا من المتعة والسعادة, لأكثر من ساعة ونصف على طول “شاطئ بوجعفر”.
تحكي الذاكرة الشعبية في سوسة، أن “أوسّو” هو تسمية إلاه بحر سوسة الذي يدعى ” أغسطس”
استعراض، شاركت فيه 9عربات تحمل مجسمات تحيل على رسائل حضارية وتاريخية منها عربة “بابا أوسّو”( إله البحر حسب الأسطورة الإغريقية), اعتلاها مجسم لرجل ملتحٍ ذي شعر طويل في تجسيد لإله البحر “أغسطس”، وعربة السلام، وأخرى تمثل الثقافة المحلية، وعربة السياحة، ورابعة تمثل القارة الإفريقية.
وتحكي الذاكرة الشعبية في سوسة، أن “أوسّو” هو تسمية إلاه بحر سوسة الذي يدعى “أغسطس”، والذي يكون موجودا في هذه الفترة من كل عام لرعاية المصطافين الذين يؤمون بحر سوسة من أهاليها وضيوفها.
فرق استعراضية إلى جانب فرق نحاسية والأسطمبالي وفرق العيساوية وماجورات وعربات ومجسمات ودمى عملاقة، شاركت في الاستعراض.
أكثر من ألف و500 شخص من فنانين ومبدعين ضمن فرق فلكلورية وموسيقية واستعراضية من تونس و سوريا و روسيا والجزائر وليبيا، شارك في فعالية افتتاح المهرجان.
وشارك في استعراض “أوسّو”، عدد من الفرق الاستعراضية إلى جانب مشاركة فرق النحاسية والأسطمبالي وفرق العيساوية فضلا عن ماجورات وعربات ومجسمات ودمى عملاقة.
يقام كرنفال ” أوسّو” منذ العهد الفينيقي على شرف إلاه البحر “اغسطس” .
ويعتبر مهرجان “أوسّو” من أقدم المهرجانات بالحوض المتوسطي, ويمتد لحضارات تعود لأكثر من ألفي عام، ومنذ الحقبة الفينيقية، يحتفل به أهالي محافظة سوسة وضيوفها كل صيف من كل عام، كان يقام منذ العهد الفينيقي على شرف إلاه البحر “اغسطس” .
ورغم تعاقب الحضارات على هذه المدينة الساحلية التي سماها الفينيقيون “حضرموت” والبيزنطيون “جوستينيا” والمسلمون “سوسة”، فقد بقي كرنفال “أوسو” البصمة التي تميز سوسة.
خلال الفترة الممتدة من 24 يوليو إلى 13 أغسطس، يحافظ أهالي محافظة سوسة على طقوسهم الخاصة بـ “اوسو” المتمثلة في الحرص على السباحة لما يمثله ذلك من شفاء للجسد وسكينة للروح وتجنبا للأمراض طوال الشتاء بحسب معتقدات هذه المدينة السياحية.
ويعتبر هذا المهرجان” تحدياً للإرهاب”، الذي ضرب شاطئ بوجعفر حيث النزل السياحي “امبريال مرحبا” الذي شهد جريمة إرهابية راج ضحيتها 39 سائحاً وجرح 38 آخرين، أغلبهم أجانب.
يرتبط موسم ” أوسّو” بعدة عادات وتقاليد، من بينها تناول أكلة العصيدة بزيت الزيتون.
و تطلق كلمة “أوسّو” على أشهر من موسم فصل الصيف وهو يمتد من 25 يوليو إلى غاية الثاني من شهر أيلول من كل سنة، وذلك حسب التقويم ” الشمسي”.
ويتكون اسم “أوسّو” من كلمتين أمازيغيتين هما “أوي” بمعنى “خذ ” و “سو” بمعنى “عملية الشراب”.
ويرتبط موسم ” أوسّو” بعدة عادات وتقاليد، من بينها تناول أكلة العصيدة بزيت الزيتون مع طحين الحلبة مع كوب من حليب الماعز المالطي والتي تشتهر بها مدينة سوسة قديما.
وينتظر القائمين على مهرجان “أوسّو”، ان يعيد للسياحة قوتها في هذه المدينة الساحلية “رائعة الجمال”.