قبل شهرين تقريبًا من انطلاق الماراثون الانتخابي لاختيار اسم الرئيس رقم (45) في تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية، ها هو الشارع السياسي الأمريكي يشتعل بين المتنافسين على هذا اللقب، هيلاري كلينتون مرشحة الحزب الديمقراطي، ودونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري، بعد خمسة أشهر من المواجهات الشرسة كل داخل حزبه، وصولاً إلى منصات التتويج، حيث اللحظة التاريخية التي ينتظرها كلا المرشحين حين يتخذ من البيت الأبيض مقرًا وسكنًا.
وبالرغم من المناوشات المستعرة بين المرشحين، وتعدد الأوراق المستخدمة في هذه الانتخابات، إلا أنه وكالعادة سيظل اللوبي اليهودي، اللاعب الأول في تحديد اسم من يقود أمريكا خلال السنوات القادمة، وستبقى مصالح الكيان الصهيوني هي الترمومتر الذي يقيس درجة حرارة فرص كل منافس، ليبقى السؤال: ماذا يحمل كلا المرشحين، كلينتون وترامب، لإسرائيل حال فوزهما؟ وما موقف تل أبيب منهما؟ ولمن سيصوت اللوبي اليهودي؟
ترامب: العازف على هوى الصهيونية
لم يكن اسم رجل الأعمال والملياردير الأمريكي دونالد ترامب، مطروحًا على قائمة السياسيين المرشحين لخلافة أوباما خلال الفترة المقبلة، حيث احتل اهتمامه بالاستثمارات وقطاع الأعمال والعقارات معظم أوقات يومه وحياته، ومن ثم كانت السياسة بالنسبة له شيئًا هامشيًا لا يرتقي لأن تدفعه إلى البيت الأبيض، إلا أنه وفي الفترة الأخيرة بزغ نجمه بصورة ملفتة للنظر، لاسيما بعد الجدل الذي أثارته تصريحاته المتطرفة حيال عدد من القضايا.
والقارئ الجيد لمواقف ترامب السياسية الأخيرة، وما نجم عنها من تصريحات، يجد أن معظمها يصب في اتجاه “كراهية المسلمين”، ومغازلة اليهود، فضلاً عن النزعات المتطرفة الصادرة عنه بين الحين والآخر، كان آخرها تصريحاته ضد الأمريكيين من أصول إفريقية.
وللوقوف على مكانة الكيان الصهيوني في عقل وقلب وأجندة الملياردير الأمريكي حال وصوله للبيت الأبيض، كان لزامًا التعريج سريعًا على أبرز مواقف وتصريحات الرجل حيال العرب خلال السنوات الأخيرة الماضية، وما تعكسه من دلالات ومؤشرات تساعد في تفسير طلاسم المشهد.
تحت عنوان “دونالد ترامب: أشياء مثيرة للجدل يؤمن بها المرشح المحتمل” نشر موقع “BBC عربي” تقريرًا عن أبرز المعتقدات الجدلية التي يؤمن بها المرشح الأمريكي، والتي لعبت دورًا كبيرًا في تصدره للمشهد على حساب الكثيرين، لاسيما وهي تخاطب عقول وأفئدة شريحة مجتمعية أمريكية ليست بالقليلة.
كشف الملياردير الأمريكي عن كراهيته للعرب والمسلمين مبكرًا في أكثر من تصريح، والبداية تعود لما قاله إبان أحداث 11سبتمبر 2001، حيث زعم مرارًا أن الآلاف من العرب الأمريكيين كانوا يحتفلون في ولاية نيو جيرسي بعدما اصطدمت طائرتان ببرجي التجارة العالمي في هذا اليوم، ملفتًا أن مثل هذه المظاهرات العامة “تقول لكم شيئًا” عن المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة، لكن لا توجد تقارير إعلامية تدعم هذا الزعم، كما أنه صاحب مقترح مراقبة مساجد المسلمين بالكاميرات، وإعداد قوائم خاصة بالمسلمين المتواجدين بالولايات المتحدة.
الآلاف من العرب الأمريكيين كانوا يحتفلون في ولاية نيو جيرسي بعدما اصطدمت طائرتان ببرجي التجارة العالمي في هذا اليوم، ملفتًا أن مثل هذه المظاهرات العامة “تقول لكم شيئًا” عن المسلمين الذين يعيشون في الولايات المتحدة
كما طالب ترامب أكثر من مرة بترحيل ما يقرب من 11 مليون مهاجر داخل أمريكا، وصفهم بأنهم “غير شرعيين” وبالرغم من التكلفة الباهظة الناجمة عن هذا المقترح والتي تتجاوز 114 مليار دولار، إلا أن ترامب أصر على مقترحه، متعهدًا بأن عملية الترحيل ستكون إنسانية في المقام الأول.
الملياردير الأمريكي والمرشح لخلافة أوباما كان صاحب التصريح الأكثر تطرفًا في تاريخ الولايات المتحدة منذ نشأتها، والمتعلق بمنع العرب والمسلمين من دخول أمريكا، وطرد وترحيل المتواجدين بها، وذلك في أعقاب ما تعرضت له الولايات المتحدة من هجمات إرهابية مؤخرًا، فضلاً عما تلفظ به في حق المسلمين ووصفهم بالتطرف والإرهاب والهمجية والفوضى، وبالرغم من موجة الاستنكار التي قوبلت بها هذه التصريحات إلا أنها وجدت لنفسها صدى ورواجًا عند الكثير من المتطرفين.
تحت عنوان “ترامب، كلينتون وإسرائيل” نشرت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية، تقريرًاناقشت خلاله مستقبل العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية بعد اختيار من يخلف أوباما في البيت الأبيض، مع الإشارة إلى نظرة كل مرشح لتل أبيب، وما يحمله لها في أجندته الخاصة.
الذي أعده الباحثان ستيفن سيمون، ودانا آلين، ربط بين أفكار ومعتقدات دونالد ترامب ذي الخلفية الجمهورية، وبين حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، مؤكدًا أن التشابه الكبير في استراتيجية التوجهين اليمينيين سيلعب دورًا مؤثرًا في إعادة رسم خارطة العلاقات الأمريكية – الإسرائيلية مستقبلاً.
سيمون وآلين في تقريرهما أشارا إلى أنه وبالرغم من أن النظرة السطحية قد تلمح إلى أن هذا سيقرب البلدين اليمينيين، ويؤدي إلى تقاطع كلا البلدين بدعوات إغلاق الحدود وتهميش المسلمين، إلا أن الوضع هنا مختلف عما يتوقعه البعض، ملفتين أن البلدين يتغيران بشكل راديكالي، لكنهما يتحركان في جهات مختلفة.
فهناك انقسام واضح في إسرائيل حول هوية الدولة، مابين الدينية والديمقراطية، وهو ما أشار إليه وزير الحرب الإسرائيلي السابق إيهود باراك، الذي كان وزيرًا في حكومات نتنياهو السابقة، بانتقاده حزب الليكود ورئيسه بشدة، قائلاً إنه “يضع إسرائيل في أيدي مجموعة من المتطرفين”، وذلك تعليقًا على سيطرة اليمين المتطرف على مقدرات الأمور في تل أبيب، وتابع: “هؤلاء المتطرفون يشوهون قضاء البلاد المستقل، ويقمعون المعارضة في التعليم والثقافة والمجتمع المدني”، موضحًا بكلمات حادة، أنه “إذا كان يمشي كفاشٍ، ويتحدث كفاشٍ، وينبح كفاشٍ، فهو فاشٍ إذًا”، متهمًا حكومة نتنياهو بقتل حل الدولتين عبر نشر المستوطنات في الضفة الغربية.
وفي المقابل تدعم الغالبية العظمى من اليهود هذه السياسات الدينية المتطرفة، وهو ما كشفت عنه نتائج استبيانات الرأي من حيث التراجع الحاد في دعم هوية إسرائيل كـ”دولة ديمقراطية”، من 26.1% عام 1998، إلى 14.3% عام 2015، كما أن – وبحسب التقرير – نصف الأطفال في إسرائيل عرب أو يهود أرثوذكسيون متشددين، أي أن الجالية المتدينة ستصبح أقوى في المجتمع والسياسة الإسرائيلية، بما في ذلك في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث إن 2.5% فقط من المترشحين للجيش عرفوا أنفسهم كمتدينين في عام 1990، لكنهم أصبحوا 26% في عام 2008.
وفي استبيان آخر في عام 2014، فإن ما بين 55 و58% من الحريدم والمشاركين الأرثوذكس، قالوا إن الجنود الذين يتلقون أوامر بإخلاء المستوطنات يجب ألا يطيعوا الأوامر، كما أنه تم اغتيال أحد رؤساء الوزراء إيتزهاك رابين، الذي أمر بإخلاء كهذا، ويلاحق شبح الصراع الأهلي أي رئيس وزراء قد يفكر بذلك، بما يعكس سيطرة النزعة الدينية المتطرفة على العقلية الصهيونية.
وعلى نفس الخط والهوى يأتي دونالد ترامب، ذو التوجهات العنصرية المتطرفة، فإنه وبحسب الباحثين سيمون وآلين، فإن ترشح ترامب سيؤدي إلى تراجع نسبة دعم الأمريكان ذوي الأصول الإسبانية للحزب الجمهوري، مثلما امتنع الإفريقيون الأمريكيون عن التصويت للحزب الجمهوري لمدة 52 عامًا منذ أن عارض باري غولدوتر تمرير ميثاق الحقوق المدنية، وهو ما يمثل إشكالية كبرى لترامب، لاسيما وأن الشباب الأمريكي ينحى إلى أن يكون أكثر ليبرالية وأقل تدينًا وأقل دعمًا لإسرائيل من أقرانه، فقد أظهر استبيان لمؤسسة “بيو” مؤخرًا أن ما يقارب الـ57% ممن يسمون أنفسهم “ليبراليين ديمقراطيين” متعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، كما أظهر الاستبيان نفسه أن الديمقراطيين الشباب ينحون إلى أن يسموا أنفسهم “ليبراليين.”
أظهر استبيان لمؤسسة “بيو” مؤخرًا أن ما يقارب الـ57% ممن يسمون أنفسهم “ليبراليين ديمقراطيين” متعاطفون مع الفلسطينيين أكثر من إسرائيل، كما أظهر الاستبيان نفسه أن الديمقراطيين الشباب ينحون إلى أن يسموا أنفسهم “ليبراليين.
ومن ثم فإن رهان ترامب على اللوبي اليهودي داخل أمريكا سلاح ذو حدين، ومغامرة غير محسوبة العواقب، حسبما أشارت “فورين أفيرز” من أن هذا النوع من الاستقطاب، مع ارتباط اليمين الإسرائيلي بحزب جمهوري مصاب تمامًا بالإسلاموفوبيا، قد يولد حالة من الرفض لدى اليسار الأمريكي كذلك.
الملياردير اليهودي أدلسون معلنًا دعمه لـ “ترامب”
هيلاري وكسب جميع الأطراف
لم تكن هيلاري كلينتون المرشح المجهول بالنسبة لليهود والصهاينة، فقد ساعدها تاريخها الطويل في البيت الأبيض ومجلس الشيوخ والخارجية أن تلتقي مرارًا وتكرارًا بالقادة الإسرائيليين، سواء داخل تل أبيب أو خارجها، وفي مقدمتهم، رابين، وبيريس، وباراك، ونتنياهو، ومن ثم فهي على دراية تامة بالواقع الإسرائيلي المعقد أكثر من أي مرشح آخر.
فبعد خسارتها في التنافس على الترشح باسم الحزب الديمقراطي، وتوليها حقيبة الخارجية في إدارة بوش في الفترة الأولى من عام 2009 وحتى 2013، ترددت كلينتون على منطقة الشرق الأوسط أكثر من مرة في محاولة للدفع بعملية السلام، حيث تباينت مواقفها بصورة ملحوظة من قضية الصراع العربي الإسرائيلي، وهو ما أُخذ عليها بعد ذلك، ففي عام 2009، أيدت استمرار الكيان الصهيوني في بناء المستوطنات، قائلة: “إن وقف بناء المستوطنات في الضفة الغربية لن يكون شرطًا مسبقًا لاستئناف المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين”، بينما في عام 2011، أدلت بتصريح يكشف تحولاً في موقفها من القدس كعاصمة لدولة إسرائيل، عما كانت تتبناه حين كانت عضوًا في مجلس الشيوخ، فقد حذرت من التحرك الأمريكي نحو الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قائلة إن ذلك سوف يعرض عملية السلام للخطر.
كما أنها صاحبة العبارة: “يجب على إسرائيل مساعدة الملتزمين بالسلام من الجانب الفلسطيني”، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس وزرائه آنذاك سلام فياض وأشادت بإنجازاتهما في إصلاح المؤسسات في السلطة الفلسطينية والتعاون مع إسرائيل في مجال الأمن.
هيلاري “يجب على إسرائيل مساعدة الملتزمين بالسلام من الجانب الفلسطيني”
وفيتقرير نشرته صحيفة “الجارديان” البريطانية، أعلنت فيه كلينتون عن دعمها المطلق للكيان الصهيوني، وحقه في بناء المستوطنات، والدفاع عن نفسه، في رسالة استقبلها الفلسطينيون والعرب عمومًا بالاستهجان المطلق.
هيلاري في تصريحات لها نقلتها الصحيفة الإنجليزية انتقدت سياسة العرب في فرض حصار اقتصادي سياسي على تل أبيب، مؤيدة تمامًا لما يقوم به الكيان الصهيوني من ممارسات عنصرية ضد الفلسطينيين، ومتعهدة بالوقوف إلى جانب الإسرائيليين في مواجهة ما أسمته بـ “الحصار المرفوض”.
العلاقات الشخصية التي تجمع هيلاري كلينتون بالقادة الإسرائيليين داخل تل أبيب أو أعضاء اللوبي الصهيوني داخل الولايات المتحدة لا تخفى على أحد، فلقد تميزت خلال العشر سنوات الأخيرة بالقوة والمتانة على طول الخط، اللهم إلا في بعض المواقف التي عبرت فيها كلينتون عن تضامنها العاطفي – النسبي – مع الفلسطينيين وهو ما لم ينسه الإسرائيليون حتى الآن، بالرغم من تراجعها عن هذه التصريحات.
كلينتون في برنامجها الرئاسي تعهدت بالحفاظ على المصالح الصهيونية بما يدفع عملية السلام للأمام، في إشارة لمغازلة الطرفين، الإسرائيلي والفلسطيني، كما سعت لطمأنة اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة على المضي قدمًا في تحقيق مصالحه وعدم التعرض لها.
هيلاري كلينتون تداعب الحكومة الإسرائيلية لكسب أصوات اليهود
هيلاري – ترامب: من تدعم تل أبيب؟
لاشك أن كلا المرشحين باتا كتابًا مفتوحًا للجميع، لاسيما لليهود داخل الولايات المتحدة، فهيلاري صاحبة التاريخ الطويل من الحضور السياسي في قضية الصراع العربي – الإسرائيلي، وصاحبة العلاقات المتميزة مع بعض صناع القرار لدى الجانبين، في مقابل الوافد الجديد في سماء السياسة الأمريكية، الملياردير صاحب التصريحات العنصرية المتطرفة، واليميني العازف على هوى الصهيونية، وما بين الخبرة السياسية متأرجحة المواقف، والمراهقة المتطرفة المؤيدة لعنصرية الحكومة الإسرائيلية، من تدعم تل أبيب؟
ساهمت مواقف ترامب المعادية للمسلمين والعرب، وأفكاره الداعمة لليمين الليكودي المتطرف، في رفع أسهمه لدى الحكومة الإسرائيلية، وهو ما أكد عليه عمدة نيويورك السابق رودي جولياني.
“جولياني” فيتصريحات صحفية له نقلتها صحيفة “معاريف” الإسرائيلية خلال المؤتمر الجمهوري في مدينة كليفلاند الأسبوع الماضي، قال إنه تحدث مع مسؤولين بارزين في الحكومة الإسرائيلية وأخبروه أنهم لا يريدون أن تصبح كلينتون رئيسة للولايات المتحدة، ملفتًا أنه قد التقى الربيع الماضي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ومسؤولين آخرين بحكومته، وتابع: “تحدثت مع مسؤولين بالحكومة، أعرف من يريدون وصوله للبيت الأبيض، ليست هيلاري كلينتون”.
عمدة نيويورك الأسبق والمؤيد لترامب، أشار إلى تخوف الحكومة الإسرائيلية حال فوز كلينتون أن تعمل على تطبيق سياسة غير مرغوب فيها، مثل استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، وانتقاد سياسة الاستيطان الصهيوني، والعمل على حل الدولتين وتسليم الأرض للفلسطينيين.
جولياني أكد على إدراك الإسرائيليين قدرة ترامب على مهاجمة الإسلاميين بصورة مباشرة دون مواءمات سياسية، فضلاً عن شجاعته في قول “إرهاب إسلامي”، وإمكانية التصدي له، لذلك ليس هناك خلاف أنه الأفضل بالنسبة لإسرائيل مقارنة بهيلاري، على حد قوله.
في السياق، كشف مصدر مقرب من عمدة نيويورك السابق للمراسل جوش روجين أن نتنياهو قال إنه يفضل إدارات جمهورية وليست ديمقراطية، وطلب من جولياني أن ينقل رسالة لترامب يخبره فيها كيفية التحدث عن المسائل المتعلقة بإسرائيل، ووفقًا للمصدر نفسه، فقد التقى جولياني المرشح الجمهوري ونقل له الرسالة.
وبالرغم من نفي الحكومة الإسرائيلية لدعمها أي من المرشحين، وهو ما أكده ديفيد كيز المتحدث باسم نتنياهو عندما قال: “سنواصل الامتناع عن الانجرار وراء الانتخابات الأمريكية ونتطلع للعمل مع أي رئيس ينتخبه الشعب الأمريكي”، إلا أن الدعم القوي لترامب من قبل اللوبي اليهودي داخل الولايات المتحدة كشف النقاب عن اسم الرئيس الأمريكي الجديد الذي ترغب تل أبيب في التعامل معه.