أثارت الضربات الجوية التي شنها الطيران الأمريكي على مواقع تنظيم الدولة الإسلامية في ليبيا، تساؤلات العديد من المراقبين عن جدوى هذه الضربات وقدرتها على القضاء على تنظيم داعش هناك.
انطلاق الضربات الجوية الأمريكية
وأعلن رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، أمس الإثنين، أن الولايات المتحدة شنت ضربات جوية على مواقع لتنظيم داعش في معقل التنظيم بـ “سرت” بطلب من حكومته.
وقال المتحدث باسم البنتاغون بيتر كوك، في بيان: “بطلب من حكومة الوفاق الوطني الليبية، شن جيش الولايات المتحدة غارات محددة على أهداف لتنظيم داعش في سرت بليبيا لدعم قوات هذه الحكومة في مسعاها لهزم التنظيم في معقله الأساسي بليبيا”.
الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في ليبيا، في غياب دولة وحكومة قوية من شأنها السيطرة على مختلف مناطق البلاد
ويرى العديد من الخبراء في الجماعات المسلحة أن التدخل العسكري الأجنبي ضد تنظيم داعش في ليبيا، لن يقضي على الإرهاب في هذا البلد العربي، بل سيؤدي إلى تشظي الجماعات الإرهابية داخل ليبيا ومزيد من الانتشار لهذه الجماعات في مختلف أنحاء ليبيا.
ويؤكد آخرون، أن الحل العسكري لا يمكن أن يؤدي إلى نتائج إيجابية في ليبيا، في ظل غياب دولة وحكومة قوية من شأنها السيطرة على مختلف مناطق البلاد.
وتبعد مدينة سرت الليبية التي يسيطر عليها التنظيم منذ أكثر من سنة، على مسافة 700 كيلومتر من السواحل الإيطالية وتمثل نقطة من النقاط التي تنطلق منها موجات الهجرة باتجاه أوروبا.
من شأن التدخل العسكري الغربي في ليبيا أن يغذي روح الكراهية والحقد عند العرب
وتعد هذه الضربات، الثانية التي تشنها أمريكا في ليبيا بعد أن استهدفت ضربة أمريكية معسكرًا تدريبيًا تابعًا لتنظيم داعش في منطقة ريفية قريبة من صبراتة على مشارف ليبيا في فبراير الماضي أدت على الأرجح إلى مقتل زعيم تنظيم داعش في ليبيا المدعو نور الدين شوشان وعشرات من عناصر التنظيم.
مزيد من تعقيد الوضع في ليبيا
ومن شأن التدخل العسكري الغربي في ليبيا أن يغذي روح الكراهية والحقد عند العرب تجاه الغرب، حسب العديد من الخبراء، كما من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وانتشار السلاح في ظل غياب دولة قوية، الأمر الذي من شأنه تقوية التنظيمات المسلحة.
من جهة أخرى، يؤكد متابعون للشأن الليبي أن القضاء على داعش يكمن في إعادة بناء دولة ليبية شرعية تضم أكبر عدد ممكن من الفاعلين السياسيين والعسكريين المحليين ومنظمات المجتمع المدني.
يبرر المسؤولون الأمريكيون تدخلهم في سرت الليبية بخشيتهم من تواصل سيطرة التنظيم على المدينة
وقال مسؤول بارز في الإدارة الأمريكية إن الضربات الجوية ستستهدف بنى تحتية عسكرية رئيسية لتنظيم داعش من بينها الدبابات والأسلحة الثقيلة ومقرات القيادة والتحكم.
ويبرر المسؤولون الأمريكيون تدخلهم في سرت الليبية بخشيتهم من تواصل سيطرة التنظيم على المدينة الساحلية، وسعيها للتمدد باتجاه منطقة “الهلال النفطي” (شمال شرق)، الذي يتواجد فيها ما لا يقل عن 60% من الثروة النفطية الليبية.