ترجمة وتحرير نون بوست
يلتقي اليهود يوم السبت في معبد “تلمود توراة” الكبير في الرباط، ويتبادلون تحية السبت “شالوم!” فيما بينهم، وكان عددهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد، حيث يجتمع الرجال الذين بالكاد يصل عددهم إلى عشرة، وهو النصاب اللازم لأداء الصلاة.
كان عدد اليهود الذين يعيشون في العاصمة المغربية 25 ألفًا وما يقرب من 300 ألف في كامل أنحاء المملكة، ويعود ذلك إلى مغادرة ما يقرب من 90 ألف يهودي من المغرب متجهين إلى إسرائيل عند نشأتها بين عامي 1949 و1956، وقد تم تشجيعهم من قبل مبعوثين من المنظمة اليهودية للعيش في “أرض الميعاد” وتكوين الدولة الجديدة.
الحج في الأماكن اليهودية
قالت مريم خروز، الأمينة العامة لجمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي: ”غادر 360 يهودي العام الماضي، وبقي من تتجاوز أعمارهم في الغالب ستين عامًا”، وأضافت: “يقوم عمل سيمون ليفي، مؤسسة المتحف ومؤسسة التراث اليهودي المغربي، على إنقاذ العديد من المعابد، وهو عمل معقد بسبب تشابك الوضع القانوني للممتلكات اليهودية، وتتألف اللجنة العلمية من يهود ومسلمين لحماية التراث المغربي”.
وتخطط الجمعية لتحويل معبد “السويرة” إلى متحف ومقهى ثقافي، كما تم إنشاء هيكل آخر، من قبل طلبة في عام 2007، يهدف إلى تعزيز الثقافة اليهودية المغربية وجمع الشتات، وعلاوة على ذلك، قام العديد من اليهود بالعودة إلى وطنهم في فترة الحج للصلاة، كما قامت وزارة المغاربة المقيمين في الخارج بتمويل رحلة لمجموعة من شباب الشتات اليهودي المغربي، وتكفلت جمعية أصدقاء المتحف اليهودي المغربي وجمعية “ميموار أفونير” بتنظيم هذه الرحلة لسبعة عشر شابًا من كندا وفرنسا وإسرائيل لاستكشاف مواقع يهودية ولاكتشاف الدولة المغربية المعاصرة.
قالت زهور رحيل، القائمة على المتحف اليهودي “كازا”: “تم ترميم 9 معابد يهودية، منذ عام 1997”، وأشارت إلى لوحة تتضمن مقتطفًا من دباجة دستور 2011، التي تذكر أن اليهود هم أحد مكونات الهوية الوطنية، وأضافت: “هذه هي المرة الأولى التي يتم ذكر هذا العنصر كجزء لا يتجزأ من الثقافة المغربية الفريدة من نوعها في العالم العربي والإسلامي”.
ومن جهته، قام كمال هشكار في فيلمه “تنغير القدس” بتعقب خطى اليهود في قرية بربرية تنحدر منها عائلته، وقد أوصلته الرحلة إلى إسرائيل، أين استقروا، وتم عرض الفيلم على قناة المغربية الثانية في وقت الذروة في عام 2012.
وحسب كمال: “الفيلم أثر في القرى المغربية، والشباب الذين كانوا يجهلون تمامًا هذا التاريخ، حيث إنه غير مدرج في برنامج التعليم في المدارس، على الرغم من أن الدستور يُقر بتعددية الهوية المغربية، وهنا يجب الانتقال من الأقوال إلى الأفعال، وإصلاح المناهج الدراسية، إذا كنا نريد لأطفالنا أن يطلعوا على الآخر“.
وقالت نيتا، امرأة إسرائيلية تبلغ من العمر 30 عامًا وتعمل مع منظمة “محاربون من أجل السلام”: “ترك والدي مدينة فاس في عام 1966 في عمر يناهز 4 سنوات، أجدادي توفوا ولم يقولوا لي لماذا غادروا، كيف كانت العلاقات بين اليهود والمسلمين، لذلك أردت أن أرى بنفسي، عن طريق العودة إلى جذور عائلتي”.
وقد قامت نيتا بزيارة قبر جدها في مدينة فاس، وحصلت على نسخة من شهادة ميلاد أبيها، بالإضافة إلى ذلك، قامت بطلب الحصول على جواز سفر مغربي، وبعد شهر من عودتها، قام ثلاث من عماتها بزيارة مدينة فاس.
المصدر: لوفيغارو