ترجمة من الإيطالية: نون بوست
قدم رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الخريطة الجديدة التي تحدد علاقاته الخارجية والتي اعتبرت فيها كل من إيران والعراق وسوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية دولا معادية لها.
أصبح نتنياهو يستعين بالخرائط والرسوم البيانية منذ مدة لتوضيح رؤيته الجديدة للوضع العالمي أمام البرلمان ووسائل الإعلام والرأي العام. وقد استعملها سابقاً، قبل ما يربو عن سنة، بهدف دق ناقوس الخطر حول المخاطر التي ستنجر عن الاتفاق النووي مع إيران، وأعاد الاستعانة بها أثناء الكلمة التي ألقاها في الكنيست أمام لجنة الأمن القومي.
واعتمد رئيس الوزراء في الخريطة الجديدة التي تقدم بها على أربعة ألوان مختلفة قسم بها الدول حسب العلاقة التي تربطها مع إسرائيل، حيث أخذت الدول التي تربطها مع إسرائيل علاقة جيدة اللون الأزرق وأعتمد اللون الأحمر للإشارة إلى الدول التي تحسنت معها العلاقات مؤخراً واللون الأسود للدول التي أعلنتها معادية بشكل علني وعدائي وخصص اللون الأخضر للدول التي لا تربطها معها “علاقة خاصة”.
الدول ذات اللون الأحمر
سلط نتنياهو الضوء، في تحليله للعلاقات التي تربط إسرائيل مع الدول التي تضمنها اللون الأحمر في الخريطة الجديدة، على التقدم الذي أحرزته دولته مع الدول الكبرى كاليابان والصين وروسيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة والهند على الصعيدين الدبلوماسي والاقتصادي. وأكد نتنياهو أيضاً على ضرورة المحافظة على علاقات جيدة مع اليونان وقبرص، التي يجمعها مع إسرائيل مشروع بناء خط أنابيب الغاز الجديد، الذي سيعبر البحر الأبيض المتوسط للوصول إلى شواطئ أوروبا.
وعمد نتنياهو إلى إسناد اللون الأحمر لتركيا، التي جمعتها من جديد علاقة مع إسرائيل، بعد مرور ست سنوات على النزاع الدبلوماسي الذي نشأ بينهما على اثر حادثة مافي مرمرة.
حدد نتنياهو الدول الإفريقية العشر التي شهدت علاقتها مع إسرائيل تحسناً، وأسندها اللون الأحمر وهي: أثيوبيا ورواندا وكينيا وتنزانيا، التي أعلنت مؤخراً عن سعيها لفتح سفارة لها في إسرائيل لأول مرة، وغينيا وتشاد وجنوب السودان وزامبيا وساحل العاج.
الدول باللون الأخضر
اعتبر نتنياهو أمريكيا اللاتينية، منذ أغسطس 2015، من المناطق الرئيسية في العالم التي ينبغي على إسرائيل تركيز جهودها معها بهدف فتح أسواق جديدة. لكن الخريطة الجديدة لم تشمل منها سوى ثلاث دول لونها نتنياهو بالأحمر وهي كولومبيا وباراجواي والأرجنتين. تسعى إسرائيل، في السنوات القادمة، إلى تعزيز العلاقات مع كل من المكسيك وتشيلي وبنما والبرازيل، التي شهدت برودا في الماضي.
على الرغم من التقارب الذي يجمعها مع مصر، والذي أوضحته الزيارة الأخيرة التي أدتها وزيرة الشؤون الخارجية المصرية، سماح شروقي، إلى القدس، جمع نتنياهو مصر مع الدول التي تحمل اللون الأخضر لإثبات حقيقة أن العلاقة بين الدولتين لا تزال متأثرة بالقضايا التي ضلت عالقة والتي أعاقت جدول الأعمال المشترك بينهما، وفي مقدمتها علاقة بعض أجهزة الاستخبارات المصرية بمنظمة حماس الفلسطينية.
الدول باللون الأزرق
تملك إسرائيل علاقات جيدة مع الولايات المتحدة الأمريكية، تكونت على اثر الاتفاق النووي الذي روجه الرئيس اوباما شخصياً، وكندا وأستراليا ونيوزيلندا وجميع الدول الأوروبية بشكل عام، حتى بعد الانتقادات التي وجهها الإتحاد الأوروبي ضد السياسة التي تعتمدها إسرائيل مع المجتمعات الفلسطينية والتي تسببت في العديد من الخلافات. في المقابل، تربط إسرائيل مع السويد، الدولة الأوروبية الوحيدة التي تعترف بالدولة الفلسطينية، وأيرلندا، التي تعتبر من أكثر المؤيدين للفلسطينيين بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، علاقة تصنف بأنها باردة جداً.
الدول باللون الأسود
تعتبر إسرائيل كل من إيران والعراق وسوريا وأفغانستان وكوريا الشمالية دولا معادية لها لذلك أسندتها اللون الأسود.
واستخدم نتنياهو اللون الأخضر للإشارة إلى الدول التي جمعتها مع إسرائيل علاقة تاريخية سيئة كاليمن والمملكة العربية السعودية وقطر والبحرين والكويت والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان والسودان وباكستان وليبيا والجزائر وتونس واندونيسيا وكوبا وفنزويلا.
في الختام، أراد نتنياهو أن يبرز للعالم، من خلال هذه الخريطة، أن إسرائيل تعتبر بالنسبة للدول المعادية قوة عالمية قادرة على أن يكون لها تأثير في جميع أنحاء العالم بقدراتها التكنولوجية والتزامها بمكافحة الإرهاب. وسيكون على إسرائيل تفسير المبادرات الأخيرة التي نظمتها مع تركيا ومصر والمملكة العربية السعودية، والتي تعتبر حليفتها في حربها ضد إيران.
المصدر: بانوراما