أعلن تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أن جماعة بوكو حرام النيجيرية التابعة للتنظيم قد اختارت أبومصعب البرناوي قائدًا جديدًا لها، دون ذكر مصير أبو بكر شيكاو الذي تزعم جماعة بوكو حرام منذ العام 2009 وظهر في العديد من تسجيلاتها المصورة كقائد للجماعة.
جاء ذلك في العدد الأخير من مجلة تابعة لتنظيم الدولة حيث أُعلن البرناوي، الذي عُرف سابقًا بأنه متحدث باسم جماعة بوكو حرام، قائدًا جديدًا للجماعة.
وفي المقابلة التي نشرتها مجلة “النبأ” الأسبوعية التابعة للتنظيم في عددها الصادر مساء الثلاثاء الماضي. قال البرناوي إن “بوكو حرام ما زالت قوة لا يستهان بها”، وما زالت تستقبل مجندين جدد، متعهدًا بوقف الهجمات على المساجد وعلى الأسواق العامة التي يرتادها المسلمون، ووصف البرناوي معركة بوكو حرام ضد دول غرب أفريقيا بأنها حرب المسلمين ضد “المرتدين” و”الصليبيين”.
جدير بالذكر أن الزعيم السابق شيكاو آخر زعيم للتنظيم قبل البرناوي كانت آخر مرة يشاهد فيها بتسجيل مصور جرى تداوله في شهر مارس الماضي وأشار فيه -على ما يبدو- إلى اعتلال صحته وفقدان بوكو حرام لفاعليتها، ثم ظهر في تسجيل مصور في الأسبوع التالي يقول إن الحركة لن تستسلم.
وتقاتل جماعة بوكو حرام، التي فقدت معظم الأراضي التي كانت تسيطر عليها منذ نحو 18 شهرًا، للإطاحة بالحكومة النيجيرية، وقد خلف التمرد الذي تشنه الحركة منذ نحو 7 سنوات نحو 20 ألف قتيل، سقط معظمهم في شمالي شرق البلاد.
فيما سيطرت بوكو حرام في السابق على مساحات واسعة في شمال شرق نيجيريا بنهاية العام 2014، لكنها أجبرت على التخلي عنها في مواجهة قوات نيجيرية يدعمها جنود من دول مجاورة أوائل العام الماضي.
وكان الرئيس النيجيري محمد بخاري -وهو قائد عسكري سابق تولى الحكم العام الماضي- قد أكد أن القضاء على بوكو حرام يمثل أولوية بالنسبة له.
هل عزل البرناوي الزعيم السابق أبو بكر شيكاو؟
غياب الإعلان عن مصير الزعيم السابق للجماعة التي أعلنت مبايعتها لتنظيم الدولة الإسلامية “داعش” في شهر مارس من العام 2015، وسميت منذ ذلك الحين بـ”جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد” (ولاية غرب أفريقيا لتنظيم الدولة الإسلامية)، يُثير العديد من التساؤلات حول الطريقة التي تم بها هذا التغيير الداخلي، الذي يبدو وأنه لم يُرض القائد السابق للجماعة.
حيث ظهر أبو بكر شيكاو في رسالة صوتية مسجلة قام فيها بتكفير الزعيم الجديد للجماعة “أبو مصعب البرناوي”، لأنه بحسب حديثه عقيدته باطلة، وهو غير راض عن تولية التنظيم للبرناوي قائدًا خلفه.
وكان شيكاو قد تولى قيادة الجماعة، بعد وفاة مؤسسها محمد يوسف بأحد المعتقلات التابعة للشرطة النيجيرية، في يوليو من عام 2009.
ولكن يبدو أن انقسامًا يلوح في الأفق داخل التنظيم الداعشي الأفريقي بعد أن صرح شيكاو بأن البرناوي قاد انقلابًا عليه، وأنه لا يزال القائد الفعلي لجماعة بوكو حرام، متهمًا البعض بمنعه مع التواصل مع التنظيم المركزي “تنظيم الدولة” وقائده أبو بكر البغدادي، وذكر أنه أرسل برسائل عدة إلى التنظيم المركزي لكن دون جدوى.
ومما يبدو أن القيادة المركزية لتنظيم الدولة قد ارتضت البرناوي قائدًا جديدًا على عكس رغبة شيكاو، وهو ما يهدد بوقوع انقسام فعلي داخل جماعة بوكو حرام، إذا ما تمسك شيكاو بأحقيته في القيادة وانضم إليه جناح من داخل التنظيم.
وبالرغم من أن هذا الانقسام إذا حدث ليس الأول في تاريخ الجماعة القصير نسبيًا، ولكنه سيكون الأخطر لأنه تحت إمارة تنظيم الدولة المركزي مما يهدد باقتتال داخلي ربما كالذي حدث بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة في سوريا حين أُعلن الانفصال فيما بينهما.
في حين يرى مراقبون أن هذا الانقسام دليل كبير على وصول جماعة بوكو حرام إلى أضعف حالاتها الداخلية، وهو ما سيؤثر على حركتها العسكرية بالتأكيد في حالة الدخول في اقتتال عسكرية، وهي فرصة للحكومات الأفريقية للانقضاض عليها بحسب تعبيرات البعض
من هو أبو مصعب البرناوي؟
عُرف البرناوي من خلال ظهوره في مقطع مصور لجماعة بوكو حرام في يناير من عام 2015 كمتحدث باسم الجماعة، وقد كان يظهر دائمًا مرتديًا عمامته مطموس الوجه، ولكنه معروف باتزان حديثه الإعلامي.
على عكس القائد السابق شيكاو الذي عرف عنه الحديث بصوت عال عن انتصارات الحركة، ويطلق تهديدات ويلقي خطبًا أيدلوجية غير مترابطة.
البرناوي كان دائمًا ما يهدد في خطبه بتسوية حكومات غرب أفريقيا بالأرض في حال مقاومة جماعته، التي أكد أنها لا تزال ترفض الديمقراطية والتعليم الغربي، فيما التزم البرناوي في لقائه الأخير مع المجلة التابعة للتنظيم باستخدام اسم بوكو حرام، والذي يطلقه السكان المحليون على جماعته، وهو يعني بلغة الهاوسا “التعليم الغربي حرام”.
وأكد مجددًا أن تنظيم الدولة لا يزال قويًا في المنطقة، وتعهد بمواصلة القتال ضد حكومات دول غرب أفريقيا.
في حين لا تعرف مزيد من المعلومات عن شخصية البرناوي، ولكنه فيما يبدو جاء ليستكمل مسيرة التنظيم في غرب أفريقيا، ولكن بلغة أقل حدة بعد أفول نجم التنظيم بعد إحراز الحكومة النيجيرية بدعم إقليمي أفريقي تقدمًا عسكريًا على تنظيمه.