ترجمة حفصة جودة
هناك العديد من الآمال الكبرى المعقودة على مشروع السكة الحديدية الجديد في كينيا، هذا المشروع الذي تصل تكلفته إلى 13.8 مليار دولار وتقوم ببنائه شركة صينية؛ يهدف إلى ربط مدينة مومباسا الساحلية بمدينة نيروبي واخيرًا ما تبقى في شرق أفريقيا، ومن المتوقع أن يؤدي المشروع إلى خفض تكاليف النقل وتعزيز مكانة كينيا كأكبر اقتصاد في المنطقة، والأهم من ذلك؛ أنه سيؤدي إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل.
ووفقًا لما قاله العمال والسكان المحليين؛ فلم تظهر أي وظائف، والمتاح منها ليس كافيًا، في الثاني من أغسطس؛ قام بعض سكان مقاطعة ناروك جنوب غرب كينيا باقتحام موقع بناء مقاول المشروع –الشركة الصينية للطرق والكباري (CRBC)- وقاموا بالهجوم بالهراوات والسكاكين على العمال الصينيين وهم يصيحون “haki yetu” (حقوقنا)، وعليه تم ارسال 14 موظفًا صينيًا إلى مستشفى قريب؛ وفقًا لوسائل الإعلام المحلية.
قال المحتجون –ومعظمهم من قبيلة الماساي الرعوية في كينيا- أنهم تلقوا وعودًا بوظائف مثل العمل كسائقين ومشغلي محطات، لكن كما قال أحد المحتجين لمحطة تليفزيونية محلية “فرص العمل التي أتاحوها لنا لا تُذكر”
كما انتشرت العديد من الشكاوى بسبب الأجور وظروف العمل في الشركة الصينية؛ التي قامت ببناء العديد من الطرق والمباني ومشاريع البنية التحتية على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن أحد أكبر المنغصات؛ هو أن الشركة الصينية في كينيا وفي معظم أنحاء القارة تقوم باستيراد العمالة الخاصة بها.
خريطة لشبكة السكة الحديدية في كينيا
كانت شركة CRBC التابعة لشركة بناء صينية مملوكة للدولة، وواحدة من أكبر الشركات في كينيا؛ قد أصبح لها هدف معين، فقد تعاقدت على بناء خط السكة الحديدية بين نيروبي ومومباسا وأجزاء أخرى من الشبكة التي ستربط مومباسا بعدة محاور مثل كمبالا وأوغندا وجوبا وجنوب السودان، وفي العاميين الماضيين منذ أن بدأ البناء؛ تم اتهام الشركة بتسريح العمالة بدون سبب، واستيراد أيدي عاملة، وسرقة المياه من المجتمعات المحلية، وتجريف رمال الشواطيء الكينية سرًا لاستخدامها في مواد البناء.
قبل هجوم ناروك بيوم، قام عمال الشركة الصينية في ناكورو –موقع بناء آخر للسكك الحديدية- بوضع المعدات أرضًا وأوقفوا حركة المرور بالعصي والحجارة، لقد كانوا يطالبوا برفع أجورهم إلى 500 شلن في اليوم (5 دولار) بدلا من 250 شلن –وهذا هو متوسط أجور العمال غير المهرة- كما قالوا أن العمال الذين طالبوا برفع أجورهم قد تم طردهم.
لم تستجب الشركة الصينية ولا سكك الحديد الكينية للمطالبات بالتعليق على احتجاجات وهجوم ناروك، وبدلا من ذلك؛ حاولت الشركة الدفاع عن ممارسات التوظيف التي تنتهجها.
وفي شهر مارس؛ قالت الشركة أنها استخدمت 20.000 عاملا كينيًا، و2000 عاملا صينيًا فقط، وفي محاولاتها للتودد إلى السكان المحليين قامت الشركة بحفر الآبار وتقديم منح للطلاب لدراسة هندسة السكك الحديدية في الصين، وإقامة دورات كرة السلة، كما سمحت لموظفيها بالمشاركة في مسابقات كتابة المقالات. يقول ستيفن تشاو –أحد مسؤولي الشركة- “نحن نعتبر أنفسنا دعاة للخير، ونحمل التغيير للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي نعمل بها”
المصدر: كوارتز