تسود مناطق جنوب اليمن حالة من الفوضى والتوتر على اثر إعلان القبائل هناك “الهبّة الشعبية” منذ يوم الجمعة للسيطرة على محافظة حضرموت وطرد قوات الجيش وتكليف لجان شعبية بتسيير شؤون المحافظة.
“الهبّة الشعبية” التي استجاب لها الآلاف الذين حضروا من مناطق متفرقة جاءت على إثر مقتل زعيم قبيلة الحموم كبرى قبائل حضرموت الشيخ سعد بن حبريش واثنين آخرين من مرافقيه برصاص قوات الجيش في الثاني من ديسمبر الجاري الأمر الذي خلق موجة غضب عارمة في الجنوب.
الشيخ سعد ومرافقيه كانوا قد قتلوا برصاص دورية عسكرية مكلفة بمصادرة الأسلحة في إطار حملة تنفذها السلطات لمكافحة حيازة السلاح في اليمن، الأمر الذي برره الجيش بأن القتلى منتمون إلى تنظيم القاعدة مما شكل ردة فعل غاضبة لدى القبائل الذي هبّوا لنجدة قبيلة الحموم وتنظيم ما أسموه ” الهبّة الشعبية”.
التوتر الذي هدأ مساء الجمعة مع مساعي حثيثة للمصالحة قادها الرئيس عبد ربه منصور للتفاوض مع رئيس تحالف قبائل حضرموت لإنهاء التوتر فشلت جميعها ليعود التوتر من جديد، رافقتها دعوات عديدة من القوى والحركات لإنفصال الشمال عن الجنوب وعودة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) كما كان العهد عليه في عام 1990.
وانتشرت في محافظات عدن وحضرموت وأبين وشبوة الجنوبية أعلام الجنوب على المباني والمؤسسات الحكومية ومبنى الأمن، كما انتشرت ملصقات تدعو المواطنين الشماليين إلى مغادرة المحافظات بعضها ذيّل بعبارات “نحن في حل عن ممتلكاتكم وأموالكم وتجارتكم”، الأمر الذي استجاب له كثير من العوائل الشمالية بالمغادرة خوفاً على أرواحهم، رافق ذلك انقطاع للإتصالات السلكية والمحمولة في الجنوب.
وهوجمت مقرات حكومية جنوبية عدّة منها مقر اللجنة العليا للانتخابات في محافظة حضرموت وتعرضت محتوياتها للنهب، بالإضافة إلى اقتحام كلية التربية في جامعة حضرموت الحكومية، كما هاجم مسلحون البنك المركزي شمال مدينة الضالع، وقتل جندي برصاص مجهولين في منطقة المعلا وسط عدن أثناء ذهابه الى مقر عمله.
وكان بيان صادر عن تحالف قبائل حضرموت قال أن تحالف القبائل رفضت طلبات طرحتها لجنة رئاسية للتحكيم في قضية مقتل الشيخ بن حبريش والبحث في المطالب التي تبناها زعماء قبائل حضرموت لتنفيذها مشيراً إلى أن التحالف القبلي لم يلمح جدية في تناول السلطات مع القضية ولم تتخذ أي خطوات لتنفيذ مطالبها في إحلال قوات أمن من أبناء حضرموت في النقاط الأمنية وإخراج قوات الجيش من المدن.