قررت سلطات الانقلاب العسكري في مصر تجميد أموال مئات من الجمعيات الخيرية الإسلامية، كان على رأسها جمعيات خيرية غير مسيسة مثلا الجمعية الشرعية، وجمعية أنصار السنة، وجمعية الشبان المسلمين، وجمعيات أخرى قدرت مصادر في القاهرة كلفة أصولها بمليارات الجنيهات.
وانتشرت علي شبكات التواصل الاجتماعي أمس وفي الصحف المصرية الأخبار عن إغلاق الجمعيات الأهلية والتي اعتقد النشطاء بحسب الأخبار الأولية أنها ٧٢ جمعية فقط، إلا أن الأخبار التي تواترت لاحقا أثبتت أن قائمة الجمعيات حوت ٧٢ كشفا من الأسماء، بمجموع ١٠٥٥ جمعية خيرية وإنسانية.
الخبر جذب تعليقات المتابعين في مصر من مؤيدي الانقلاب ورافضيه على حد سواء، حيث تبادل المعلقون الآراء والتي كان معظمها يناقش تداعيات القرار حيث اعتبروا أن “تجميد السلطة لأرصدة أموال الجمعيات الأهلية بالبنوك المصرية بمثابة كارثة إنسانية لملايين المصريين الفقراء واليتامى الذين يعيشون من خلال أموال التبرعات التي تجمعها هذه الجمعيات.”
٥٤٠ ألف يتيم، ٢٥٠ ألف أرمة، ٥٠ ألف مريض فيرس سي، ٢٠ مدرسة، ٣ مشاريع للمعاقين: مشاريع الجمعية الشرعية اللي اتجمدت فلوسها النهاردة #إنقلاب
— Abdelrahman Ayyash (@3yyash) December 23, 2013
ففي جمعية واحدة فقط تم تجميد أرصدتها، وهي الجمعية الشرعية ذكر النشطاء أن المستفيدين منها تُقدر أعدادهم بملايين المصريين، فمثلا “عدد الأيتام الذين يكفلهم مشروع كفالة اليتيم بالجمعية الشرعية فقط حوالى 540 ألف يتيم، عدد الأمهات الأرامل يتجاوز 250 ألف أرملة، عدد مرضي فيروس السي المتكفلين بعلاجهم اكثر من 50 الف، حملات لحوم الاضاحي توفر سنويا اكثر من 30 طن لحوم للفقراء” والمئات من المشاريع الأخرى التي يستفيد منها المصريون.
وناقش المصريون الخبر في إطار تضرر عدد ضخم من الفقراء والمحتاجين من القرار.
قرار تجميد أموال الجمعيات الاسلامية الخيرية هو حبل المشنقة الذي سيلتف حول الانقلابيون
حجم تأثير هذه الجمعيات في تخفيف اثار الفقر فوق التخيل— Dr.Basem (@basem474) December 23, 2013
تجميد اموال الجمعيةالشرعيه مش حرب على الاسلام ده فتح مجال للمنظمات التنصيريه
— هواك اوطاني (@mk_796) December 24, 2013
الانقلاب هو المستفيد الوحيد من الانفجار .. والتفجير يعطي على مصيبة تجميد أموال الجمعيات الاسلامية
— عبد القادر الشيشيني (@shesheny) December 24, 2013
١- قرار تجميد أموال الجمعيات قرار غبي و فاسد، بهذا القرار تسرق الحكومة أموال الناس الذي تبرعوا بحسن نية لتوجيها لأنشطة اختاروها لزكاتهم
— Ahmed Shoukry (@ashoukry) December 24, 2013
تجميد أموال جميعات خيرية لا يوجد أي أدلة قوية على قربها من الإخوان المسلمين وعرفت بالتحفظ على منهجهم أصلا.. خطوة جديدة في الفاشية الناشئة
— Amr Magdi (@ganobi) December 23, 2013
٢- قرار التجميد يوسع باب النشاط المالي خارج القانون، كذلك يمنع الخير عن ناس كثر و يحبط من عزم الناس للتبرع مجددا
— Ahmed Shoukry (@ashoukry) December 24, 2013
٣ كان الأولى تشديد الرقابة المالية بدلا من فقدانها.القرار يدين وزارة التضامن في العقود الماضية لفشلها في اكتشاف ١٠٠٠ جمعية تدعم الإرهاب
— Ahmed Shoukry (@ashoukry) December 24, 2013
ناشطون : تجميد أموال الجمعيات هو اعلان الحرب علي الفقراء في مصر .#العرب #مصر
— صحيفة العرب (@AlArab_Qatar) December 23, 2013
تجميد أموال الجمعية الشرعية ؟! .. دي حرب على الدين وحرب وقحة جدا
— أنس حسن (@Anas7asan) December 23, 2013
بل إن نادر بكار المتحدث باسم حزب النور، المؤيد للعسكر في مصر، قد صرح بأن الفقراء هم من سيدفعون الثمن، في موقف نادر في خلاف سلطات الانقلاب في البلاد
بكار بعد تجميد أرصدة #الجمعيات_الأهلية: الفقراء من سيدفعون ثمن القرار
https://t.co/mwIWRoueWR— اليوم السابع (@youm7) December 23, 2013
صحيفة الوفد المصرية المقربة من الانقلاب نشرت بأن أموال الجمعيات التي جُمدت ستوفر عشرات المليارات لخزينة الدولة المنهارة، إلا أن بعض الناشطين قالوا أنه ليس من حق سلطات الانقلاب التصرف في الأموال المجمدة ما لم يصدر قرار قضائي بمصادرتها، إلا أنهم لم يخفوا قلقهم من إقدام السلطات على خطوة مثل تلك.
يأتي ذلك بعد أن نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في افتتاحيتها أمس توقعات بازدياد الوضع سوءا في مصر، وقالت الصحيفة في افتتاحيتها التي نُشرت تحت عنوان “أيام قاتمة في مصر” أن “الأخبار القادمة من مصر سيئة وقاسية ، ولا يمكن التنبأ بعدها متى تتعافى مصر من دوامة العنف والقمع وجنون العظمة.”