في السودان، حكومة ظل لإصلاح المشهد السياسي

BcP4m7lCcAEPGNF

في معظم الدول العربية، وبسبب ضحالة المشهد السياسي، وكما أنه لا وجود لنظام حكم مثالي، فإنه لا وجود –تقريبا- لمعارضة مثالية، وإن كان نظام الحكم في السودان لا يختلف كثيرا عن غيره من الأنظمة العربية، فإن المعارضة السودانية خطت في الأيام الأخيرة خطوة فريدة من نوعها استوردت من خلالها مثالا نادر الوجود حتى لدى الدول الغربية، وهو حكومة الظل.

وتعرف حكومة الظل في بريطانيا، وتطلق عليها أيضا تسمية “المعارضة الوفية”، وهي حكومة لا وجود لها على الخريطة التنفيذية للدولة، ومهمتها توجيه النقد للحكومة القائمة وتقديم حلول بديلة، وتشكل حكومة الظل من قبل حزب غير مشارك في الحكومة التنفيذية، وفي حال سقوط الحكومة تكون هذه الحكومة جاهزة لتكليفها من قبل رئيس الجمهورية أو الملك.

وفي مؤتمر صحفي عقد قبل ساعات، أعلن الناشط السياسي، وائل عمر عابدين، ومعه سياسيون آخرون، عن تشكيل حكومة ظل سودانية قال أنها “جسم معارض من أجل المراقبة و وضع الخطط البديلة للحكومة”، مشيرا إلى أن “حكومة الظل تعتبر أداة فعالة لمحاربة الفساد، حيث تقوم كل مؤسسات حكومة الظل بمراقبة المؤسسة الموازية لها، مما يعمل على تثبيت الحكم الرشيد”.

 وتم خلال المؤتمر تكليف عدد من الشخصيات السودانية بإعداد خططهم لتسلم حقائب وزارية داخل هذه الحكومة بعد عرض برامجهم وخططهم على “برلمان الظل” بعد شهر من الآن، مع العلم بأن هذا البرلمان لم يشكل بعد، وحسب تصريح وائل عابدين فإنه سينتخب بشفافية وعبر التصويت الإلكتروني، مشيرا كذلك إلى أنه ستكون هناك إمكانية سحب الثقة من أي وزير يفشل في تقديم برنامجه أو يسيئ تسيير وزارته.

وبعد دقائق من انتهاء المؤتمر الذي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم، بدأت التفاعلات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما بين مرحبا ومرتاب: