تحتفي موسوعة ويكيبيديا هذه السنة بالذكرى الخامسة عشرة لتأسيسها، فقد أنشئت في عام 2001، ثم نمت وتطورت بسرعة لتصبح واحدة من أكبر المواقع على الإنترنت.
وبدأت النسخة العربية من الموسوعة الحرة في يوليو 2003، وما زالت في مرحلة بناء المحتويات، لذا فإن أي تعديل أو إضافة، مهما بدت بسيطة، هي ذات قيمة كبيرة لهذه الموسوعة.
وتعتبر ويكيبيديا مشروع موسوعة رقمية، متعددة اللغات، حرة المحتوى، يستطيع أي شخص التحرير فيها بدون تسجيل، ويستطيع أي شخص الاستفادة من المحتوى، واستغلاله بهدف تجاري أو غيره وفقًا لترخيص الموسوعة.
كما أن هناك 293 نسخة من ويكيبيديا بلغة مختلفة، وفي النسخة العربية، يساهم أكثر من 3.769 مساهمًا نشطًا في كتابة ما يزيد عن 437.656 مقالة، ويجري آلاف الزوار، من مختلف أنحاء العالم، الكثير من التعديلات، وينشئون الكثير من المقالات الجديدة يوميًا.
وأصبح موقع ويكيبيديا مرجعًا أساسيًا لكل من يبحث عن معلومة خصوصًا وأن تحريره وإضافة المواد فيه يكون من المهتمين والقراء وليس من إدارة الموقع، وبالتالي ضمان استمرارية وجود معلومات يومية ومحدثة على مدار الساعة.
وكلمة ويكيبيديا عبارة عن كلمتين تم دمجهما سويًا وهما wiki – نوع من المواقع التي يتم تحريرها جماعيًا – والكلمة الثانية هي بيديا من كلمة Encyclopedia – تعني بالعربية موسوعة -، وبالتالي هو عبارة عن موسوعة ضخمة مبنية عل الإنترنت تضم معلومات من مختلف اللغات والثقافات والأديان، ويسمح بكتابة المعلومات وتعديلها وحذفها من قبل أي فرد في العالم بدون شروط أو قيود تمنع العبث في المحتوى.
تحرير حر ومصداقية ضائعة
زوار ويكيبيديا ليسوا بحاجة إلى أي مؤهلات فائقة للمشاركة في ويكيبيديا، ولذلك فإن الكثير من المساهمين، من مختلف الأعمار والخلفيات الثقافية، يحررون فيها.
ويمكن لأي شخص – باستثناء حالات نادرة – أن يعدل الصفحات، ويمكنه نقر وصلة عدل هذه الصفحة، في أعلى كل الصفحات، عدا بعض الصفحات الخاصة المحمية، ويرحب بمساهمة أي شخص مرفقة بإسناد إلى مصادر موثوقة في ويكيبيديا وفقًا لبعض السياسات والإرشادات، ولكن النصوص بدون أي مصدر معرضة للحذف.
ونتيجة لذلك، تواجه العديد من الانتقادات حول مدى مصداقيتها والاعتماد عليها كمصدر موثوق به في المعلومات، بعد أن حذر خبراء أستراليون، الأكاديميين والطلبة من استمرارهم في استخدامها كمرجع علمي يستقون منه المعرفة، وشدد الخبراء – وهم باحثون من دراسة النظم المعلوماتية في جامعة دياكن الأسترالية – على ضرورة “الابتعاد” عن ويكيبيديا كمصدر للمعلومات، مشيرين إلى أن اعتماد الطلبة على موسوعة ويكيبيديا التي توصف بالموسوعة الحرة، كمصدر للمعلومات، وإقرار الأكاديميين والمعلمين هذا الأمر، خلق جيلًا غير قادر على إيجاد المعلومة المناسبة من مصدرها الصحيح، الذي يتمثل في الخبراء والمتخصصين، حتى لو رغب الفرد منهم بذلك.
وأجرى فريق من الخبراء دراسة، هدفت إلى تحديد الكيفية التي تقوم من خلالها موسوعة ويكيبيديا الشهيرة بإنشاء موضوعاتها، وتبين أنها تفخر بأن إنشاء موضوعاتها يتم من قبل مجموعة من الأعضاء يتعاونون فيما بينهم، وهم من في الغالب من غير المختصين، وذلك بدلًا من الخبراء الذين يقودهم فريق من المحررين المتخصصين، كما هو الحال بالنسبة للموسوعات العالمية التقليدية.
ومن وجهة نظر هؤلاء الخبراء، فإنه بالرغم من وجود بعض المميزات لهذا النوع من التوجه في الموسوعات، إلاّ أن أغلب الأعضاء في ويكيبيديا هم من الهواة، وليسوا متخصصين في الحقول المختارة لإنشاء الموضوعات، وهذا يعنى أنهم غير معتمدين في تلك المجالات، ويفتقرون إلى الخبرة، وكلاهما ضروري ليساعد في تحديد ما يصلح تضمينه في الموسوعة، وما لا يجب التطرق إليه.
وأضاف فريق الخبراء إلى أن سياسة الموسوعة في عدم اشتراط نشر أسماء المحررين، سيحجب عن مستخدم ويكيبيديا الاسم الحقيقي لكاتب المقالة، ويمنعه من تقييم مدى مصداقية المعلومة.
من جانبها أيضًا حذرت شرمان ليختينستاين ، عضو فريق الدراسة، من أنه في حال استمر المعلمون والموظفون والأكاديميون في التعامل مع ويكيبيديا كمصدر شرعي للمعلومات؛ فإنّ ذلك سيعمل على تهميش المعرفة القيِّمة، التي يحوزها الخبراء والمتخصصون، كما ورد بموقع إذاعة إيران.
تحريف وتشويه
وهذه ليست المرة الأولى التي يوجه فيها اتهام لويكيبيديا بعدم المصداقية، حيث تعرضت مرارًا لتهم التحريف والتشويه فى المعلومات التي تتضمنها، وهو ما ذكره جهاز مسح للشبكة الدولية حيث أظهر أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA تملك اليد العليا في “تنقيح” وتعديل بعض مواد هذه الموسوعة.
وأشار هذا الجهاز الذي يزعم أنه قادر على الكشف عن هوية الجهات التي تشارك في إعداد وتنقيح صفحات موسوعة الإنترنت ويكيبيديا إلى أن موظفين أجروا تعديلات على المادة المتعلقة بالرئيس الإيراني في الموسوعة الإلكترونية، وذلك انطلاقًا من حواسيب وكالة المخابرات الأمريكية.
ويقوم جهاز التدقيق هذا الذي طوره خبراء أمريكان بمسح حوالي خمسة ملايين وثلاثمائة ألف عملية تنقيح أو إضافة، ويتقصى مصدرها ليصل إلى عنوانها الإلكتروني على شبكة الإنترنت.
وأغلب التنقيحات والتعديلات التي يرصدها الجهاز هي عبارة عن تصحيحات إملائية أو لمعلومات وردت في الموسوعة، لكن بعض الإضافات هدفت إلى إزالة بعض المواد التي اعتبرت مواد مضرة أو تشويه الموقع.
وسرد الجهاز بعض المواقف التي تؤيد ما توصل إليه ومنها أن موظفًا بالـ”سي آي إيه” أضاف تعبيرًا للتعجب (واااااو) إلى فقرة تتحدث عن مشاريع الرئيس الإيراني وخطط ولايته في المادة المتعلقة بمحمود أحمدي نجاد.
يذكر أن شركة ميكروسوفت لجأت إلى صرف منح مالية لعدد من الخبراء ليتصفحوا الموقع، وليدخلوا تعديلات على كل ما يتعلق باسم الشركة، كذلك الأسترالي الذي اتفق مع ميكروسوفت على أن يقوم بتحوير مقالات تخص إحدى تقنياتها، أو كالمحاولات العديدة التي تقوم بها جهات حكومية وأمنية كتلك التي قامت بها وكالة المخابرات الامريكية “سي أي إيه”.
ولعل أطرف محاولات التدليس تلك التي قام بها فرنسي أثناء المناظرات التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة، حيث قام بالدخول لويكيبيديا وأبدل معلومة علمية تتعلق بمفاعلات نووية، لكي تتوافق ما قاله مرشحه المفضل نيكولاي ساركوزي، ولأن الموضوع كان مثار تتبع، فقد تم اكتشاف عملية التزوير ووقع الكشف عن صاحبها وتم إصلاح الخطأ.
وبناء على ما سبق اهتز عرش ويكيبيديا حينما أعلنت “جوجل” عن عزمها إنشاء موسوعة جديدة على الإنترنت باسم “نولز Knols” حيث تقوم الشركة حاليًّا بتجربة خدمة جديدة تهدف إلى أن تصبح أكبر مستودع للمعارف عن طريق كتاب خبراء في مختلف الموضوعات ويتوقع أن يكون المنافس الأول لويكيبيديا.
والخدمة الجديدة عبارة عن موقع سيكون عبر الصفحات، وسيسمح بإنشاء صفحات لمواضيع في أي مجال، وتختلف الخدمة الجديدة عن ويكيبيديا في أن المقالات لا يمكن إعادة تحريرها إلا من خلال كاتبها الأصلي، وأيضًا ستكون هناك تعليقات وتقييم للصفحات من خلال الزوار.
بناء بلا أساس
ونتيجة لما ذكر أعلاه، يخطئ الكثيرون عند اعتمادهم على ويكيبيديا كمصدر موثوق للمعلومات، وذلك لأن باستطاعة أي فرد التعديل على معلومات صحيحة واستبدالها بمعلومات خاطئة أو إنشاء موضوع مبني على معلومات خاطئة من الأساس، وهذا بلا شك يزيد من خطورة الاعتماد على الموقع خاصة في المواضيع والقضايا الدينية والسياسية، بالإضافة إلى أن الكثير من المساهمين لا يتوفر لديهم مصادر يمكن الاعتماد عليها في كتابة موضوعاتهم، مما يجعلها في موضع شك.
ويرى الدكتور عبد العزيز الزهراني عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود في قسم الإعلام، في تصريحات صحافية له، أن أحد سلبيات موقع ويكيبيديا هي تزييف المعلومات التي تتحدث عن الأديان وعن الثقافات وعن تاريخ المجتمعات، خاصة وأن الويكبيديا لا يوجد لها لجان للتأكد من صحة المعلومات وتصحيح الأخطاء اللغوية والصياغية، مثل: موقع الموسوعة البريطانية أو الإسلامية.
ويضيف الزهراني قائلًا: “إن ويكيبيديا لا تعتمَد إطلاقًا في الجامعات، ولا تقبل معلوماتها في رسائل الماجستير أو الدكتوراة لأن معلوماتها غير موثوق بها”، ويعتقد الزهراني أن الويكيبيديا في مرحلة البناء والتطور ولكن ليست على أسس سليمة، وسبب ذلك أن مؤسس الويكيبيديا يبحث عن المعلومة بطريقة غير صحيحة، لأنه يوكل مهمة البحث إلى الآخرين وجهود الآخرين لا يمكن الوثوق بها.
ويرى الزهراني أن الخطورة الحقيقية للويكيبيديا هي في تناولها معلومات متضاربة عن قضية واحدة، فمثلًا: قد ينشر معلومتين متضاربتين عن بعض الأحداث التاريخية، وهذا يزيد من خطورة الويكيبيديا.
وتقع العديد من وسائل الإعلام مؤخرًا وحتى الأجنبية منها على اعتبار المعلومة الظاهرة في الموقع صحيحة 100% ومن ثم اعتماد مواضيع وقصص صحفية انطلاقًا مما كتب فيها.
على حافة الإنهيار
تمتلئ الموسوعة العالمية “ويكيبيديا” بعديد من السلبيات التي يمكن أن تحول دون استمراريتها على ساحة المصادر المعلوماتية، ومعالجة هذه السلبيات يتطلب اتخاذ إجراءات ثورية.
ومن السلبيات التي ينتقدها كثيرون الانحياز لثقافات بعينها، إذ تصطبغ أغلب مفردات الموسوعة بالصبغة الأمريكية والأوروبية، والسبب في ذلك أن أغلب محرريها الناشطين يعيشون في الولايات المتحدة وأوروبا، فكان من الطبيعي الميل لثقافتهم الفطرية.
وتعزيزًا لصحة هذا الاعتقاد، أثبتت دراسة أجراها في 2011 مارك جراهام وزملاؤه في جامعة أكسفورد أن موضوع النفايات الثلجية للقارة القطبية حظيت بمقالات فاقت ما كتب عن إحدى دول إفريقيا، التي يقل عدد المقالات المخصصة لها عما كتب عن فكرة عالم “وسط الأرض الخيالي” (فكرة يقصد به قارة تتوسط الأرض تحتضن عالمًا مثاليًا)، فهذه الدول مجهولة بالنسبة للموسوعة، بحسب جراهام.
ومن السلبيات الأخرى للموسوعة، أن 90 % من محرريها من الذكور، بما ينعكس على مدخلاتها.
ويعتقد شايونج لام وزملاؤه في جامعة مينيسوتا في مينيابوليس أن المحررات من العنصر النسائي يفضلن العمل في مقالات متعلقة بالفنون والفلسفة، وقلة مشاركتهن تؤدي بالطبع إلى نقص في عدد مقالات المجالين بل وقلة محتواها.
ولهذه الميول الشخصية والتحيزات خطورة بالغة، على الرغم من إمكانية تجنبها، وعندما رغب القائمون على الموسوعة في إضافة قدر أكبر من التنوع على محتواها، استعانوا بمحررين من البلدان التي لم تحظ باهتمام محرريها الحاليين.
وصدم هؤلاء بقائمة من اللوائح والقوانين المقيدة التي تنظم العمل في الموسوعة، ومازاد المشكلة سوءًا عجرفة بعض خبراء التحرير القدامى، وسوء معاملتهم من الناحية المهنية، للدرجة التي بلغت حذف بعض أعمال الجدد من دون مبرر أو تفسير مقنع.
أسهمت كل هذه المشكلات في تناقص عدد محرري النسخة الإنجليزية من الموسوعة منذ 2007 وتدني معدلات ترقية المحررين إلى درجة مديرين، التي تمنحهم الحق في المشاركة التنفيذية في الإشراف وصياغة اللوائح والقوانين المنظمة، وأدت هذه السلبيات إلى الاعتقاد بأن الموسوعة ينقصها الأمان.
بديل معرفي
وبحسب مجلة “نيوساينتست”، مخطئ من يعتقد في سهولة وجود بديل معرفي للموسوعة، وإن كان ذلك ليس مستحيلًا، فالمواقع التي تتيح لمستخدميها توجيه الأسئلة وتلقي الإجابات تعد منافسًا ضمنيًا لها، ففي كوريا الجنوبية، مثلًا، تتوفر خدمة “سؤال وجواب” يقدمها أحد محركات البحث، يعرف بـ “Naver” الذي يحظى بشعبية تفوق شعبية ويكيبيديا، بحسب آندرو ليه من جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلوس، إضافة إلى خدمة “Quora” المماثلة التي جذبت ملايين من دولارات المستثمرين منذ إطلاقها في العام 2010.
وينوي القائمون على الموسوعة إطلاق نظام جديد قريبًا، يعفي المحررين من تعلم الترميزات الكمبيوترية التي كان من الضروري الإلمام بها لتحرير مواد الموسوعة، بيد أن إيريك مولر نائب مدير مؤسسة ويكيميديا يرى أن ذلك لن يحل كل القضايا الشائكة التي تواجه المحررين الجدد.
وفي ما يتعلق بالمحررين الواعدين في الدول النامية، بدأت الموسوعة في العام 2010 في إقناع أساتذة الجامعات في البرازيل ومصر من أجل تكليف الطلاب بمهام تتعلق بإنشاء محتويات جديدة، وتحديث مواد الموسوعة.
ويسلط مولر الضوء على مبادرة تحمل اسم “ويكيبيديا زيرو” التي تتيح الدخول المجاني للموسوعة لمستخدمي الهواتف الذكية في الدول التي لم تحظ بقدر كبير من التطور، وتغطي الخدمة حتى الآن 12 دولة، منها كينيا، وتايلاند، إضافة إلى 20 دولة أخرى تنوي الانضمام للمبادرة.
وعلى الرغم من كل هذه الجهود والمحاولات، يرى عدد من العاملين في الموسوعة أنها لن تؤدي إلى اقتلاع المشكلات القائمة والوصول بالموسوعة إلى درجة مصداقية عالمية، ويكمن السبب في أن زيادة عدد المحررين واستقطاب الكثير منهم لن يغير من الأمر شيئًا مع بقاء السياسات والقوانين المنظمة للعمل داخل الموسوعة.
فمنذ أيامها الأولى، مُنع المساهمون من إضافة أفكارهم الخاصة، كما تنص القوانين على ذكر المقالات لمصادر موثوقة مثل الصحف الأكاديمية، وتحظر الموسوعة نشر الموضوعات التي لم تدرس وتفحص جيدًا، كما تمنع الأخبار من الدول ذات المصادر الإخبارية المحدودة.
آكال برابالا كاتب هندي من بنغالور (مركز قطاع تقنية المعلومات في الهند)، وأحد مستشاري ويكيميديا، يرى أنه لا يزال أمام دول مثل الهند وجنوب إفريقيا زمنًا طويلًا للحاق بالركب.
وابتكر برابالا نظامًا يسمح للمشاركين في ويكيبيديا بإجراء البحوث بأنفسهم، ويجري هو ومجموعة من طاقم الموسوعة من الدولتين أبحاثًا عن بعض العادات الاجتماعية المحلية، مثل لعب الأطفال، وبعض العادات الدينية التي لم تدرج في الموسوعة، والتقوا عددًا من المشاركين، وأدرجوا حواراتهم في الموسوعة، ولقيت معارضة شديدة ما أدى إلى حذفها.
وفي نهاية الأمر، إذا لم تتمكن ويكيبيديا من التوسع، أو إذا تباطأت خطوات تحديث محتواها، فستنعكس آثار ذلك ليس فقط على مستخدميها، بل على مواقع أخرى.
وفي خلال السنوات القليلة الفائتة، انتقى غوغل ومواقع البحث الأخرى باقات من المعلومات من الموسوعة وقدموها إلى زوارهم ضمن نتائج لعمليات بحث قاموا بها على محركاتهم.
وتعكس تلك الخدمة خطط هذه المواقع التوسعية لتقديم كافة المعلومات عن الأشخاص والأماكن والمدخلات الأخرى إلى زوارهم لتحقيق هدفهم الأسمى المتمثل في توفير خدمة الإجابة عن جميع التساؤلات والاستفسارات مباشرة، بل وتعزيز القدرة على استشراف ما يدور في ذهن الزائر من تساؤلات.
إنجازات وجوائز
بعيدًا عن سلبيات ويكيبيديا التي تم ذكرها أعلاه، فالموسوعة لها العديدها من الإيجابيات التي أسهمت بشكل رائع في التثقيف وزيادة المعرفة، بالاضافة إلى حصولها على العديد من الجوائز نتيجة لدورها التثقيفي الذي تقوم به، فقد نالت الموسوعة الرقمية ويكيبيديا جائزة مؤسسة “أميرة أستورياس” عن فئة “التعاون الدولي”، وتعتبر “أميرة أستورياس” أكبر وأرفع جائزة في إسبانيا وتشمل ثماني فئات مختلفة، فئة التعاون الدولي تقدم للأفراد أو المؤسسات لإسهامهم في التطور العالمي.
يقول رئيس لجنة التحكيم غوستافو سويريز بيرتيرا: “موقع ويكيبيديا يعتبر أكبر موقع للمعلومات ضمن مواقع عشرة تزار في العالم، وهو ينمو بشكل مستمر مع أكثر من 37 مليون مقال مكتوب بـ 288 لغة، بعضها لغات محلية”.
كما أن ويكيبيديا تغطي فراغًا للمستخدم الناطق باللغة العربية، إذ تتواجد تقاليد موسوعية في اللغات المنتشرة عالميًا عبر موسوعات جامعة وحديثة في شكل مجلدات أو DVD (مثل موسوعة بريتانيكا بالإنجليزية)، في حين تؤدي ويكيبيديا العربية هذا الدور لقلة انتشار المشاريع الموسوعية العربية ذات الجودة في شكل مجلدات في الوطن العربي (مثل الموسوعة العربية والموسوعة العربية العالمية) وكذلك لتواجد ويكيبيديا في أول نتائج محركات البحث.
وتحتوي ويكيبيديا العربية حاليًا على 438.363 مقالة و1.213.825 مستخدمًا مسجل منهم 3.823 مستخدمًا نشطًا و29.090 ملفًا، وتحتل المرتبة 20 بين الويكيبيديات والمرتبة 8 من ناحية العمق.