أصبح تعاطي المخدرات بكل أنواعها والإتجار بها في منطقة المغرب العربي ظاهرة اجتماعية منتشرة تمس مختلف الفئات العمرية بنسب متفاوتة بين دولة أخرى.
تونس: بلد استهلاك
ففي تونس، بدأ انتشار ظاهرة استهلاك هذه المواد مع بداية سنة 1996، وتشير التقديرات الرسمية إلى أن عدد المدمنين بلغ نحو 311 ألف شخص، أي نسبة 2.8% من إجمالي عدد السكان البالغ نحو 11 مليون نسمة، 70% منهم دون الـ 35 عامًا.
وارتفع عدد المدمنين خلال السنوات الأربع الماضية نحو 30%، بعد أن تحوّلت تونس إلى منطقة استهلاك وترويج، بعدما كانت منطقة عبور إلى ليبيا والجزائر وإيطاليا.
تزايد عدد مستهلكي المخدرات في المدارس التونسية
كما أثبتت دراسات وإحصائيات حديثة أن 50% من تلاميذ تونس استهلكوا مواد مخدرة، وتنقسم نسبة المتعاطين للمخدرات داخل المؤسسات التربوية إلى 60% من الذكور و40% من الإناث.
المحاكم التونسية تعهدت بـ 4328 قضية من أجل استهلاك مادة مخدرة خلال الـ5 سنوات الأخيرة
الدراسات، أشارت، إلى أن مادة الحشيش والتي تسمى في تونس “الزطلة” هي أكثر المواد المخدرة استهلاكًا في تونس بنسبة 92%، ثم المواد المستنشقة، ثم الكوكايين، فالهيرويين.
المحاكم التونسية تعهدت بـ 4328 قضية من أجل استهلاك مادة مخدرة خلال الـ5 سنوات الأخيرة، كما تمت إدانة 7499 شخصًا من أجل بيع مادة المخدرات في نفس الفترة المذكورة.
وفي إحصائيات أخيرة، تم تسجيل 25 ألف موقوف اليوم في السجون، وما لا يقل عن 8 آلاف موقوف في قضايا تتعلق بالمخدرات استهلاكًا وترويجًا، وأن 9 من بين 10 موقوفين في قضايا المخدرات أوقفوا في قضايا استهلاك أغلبها تتعلق باستهلاك “الزطلة”.
الجزائر: بلد مروج للمخدرات
في الحدود الغربية لتونس، تقع الجزائر، التي تعتبر بلدًا مروجًا للمخدرات، وغالبًا ما يشكل موضوع المخدرات مصدر توتر بين البلدين الشقيقين، الجزائر والمغرب، بسبب اكتشاف دخول كميات كبيرة من المخدرات سنويًا قادمة من المملكة، خاصة من القنب الهندي.
تشير الأرقام الرسمية المعلن عنها من الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، إلى وجود نحو 350 ألف مدمن ومستهلك للمخدرات في الجزائر
ويؤكّد خبراء، أن ما يقارب من 27% من الكميات التي تمر عبر التراب الجزائري، هي موجهة للاستهلاك الداخلي.
وتشير الأرقام الرسمية المعلن عنها من الديوان الوطني لمكافحة المخدرات، إلى وجود نحو 350 ألف مدمن ومستهلك للمخدرات في الجزائر، يوجد من بينهم 13% من تلاميذ المدارس، في مقابل ذلك تؤكد تقارير غير رسمية صادرة عن منظمات المجتمع المدني، وجود ما يقارب من 1.5 مليون جزائري يستهلكون المخدرات والمؤثرات العقلية.
تتعلق حوالي 15000 حالة سنويًا في العمليات الأمنية في الجزائر، بالإتِّجار بالمخدرات
وصنَّف تقرير أعدته الوكالة الدولية لمكافحة المخدرات والجريمة التابعة للأمم المتحدة، أن الجزائر ضمن المرتبة الثانية عربيًا من حيث تعاطي حشيش الكيف، بعد أن تبين أن ما نسبته 5.7% من سكان الجزائر يتعاطون المخدرات.
الجزائر في المرتبة الثانية عربيًا في استهلاك “الحشيش”
وتتعلق حوالي 15000 حالة سنويًا في العمليات الأمنية في الجزائر، بالإتِّجار بالمخدرات، واستهلاك وتسويق العقاقير، 85% منهم، هُمْ أقل من 35 سنة.
بداية المخدرات في الجزائر كانت سنة 1975، بعد حجز 3 أطنان من القنب الهندي دفعة واحدة، وصدر بعدها أول قانون لقمع جريمة تهريب المخدرات.
ازدهار تجارة المخدرات في ليبيا
في الجانب الشرقي لتونس، نجد ليبيا، الذي تعرف فيها تجارة المخدرات ازدهارًا كبيرًا خاصة بعد فبراير 2011، إلا أنه لا توجد أرقام دقيقة لعدد مستهلكي هذه المواد.
انخفاض أسعار المخدرات في ليبيا
في ليبيا تمّ خفض أسعار المخدرات لخلق الطلب وفتح السوق، حتى أصبحت في متناول الفقراء.
من أبرز المخدرات المنتشرة في ليبيا نجد “القنب الهندي” الذي يأتي من المغرب
ونمت تجارة المخدرات في هذا البلد العربي جراء عدم وجود ضوابط كافية على الحدود، نتيجة غياب الدولة.
ومن أبرز المخدرات المنتشرة في ليبيا نجد “القنب الهندي” الذي يأتي من المغرب، ثم الحشيش والماريجوانا، تليها أقراص الأكستاسي، وأخيرًا الكوكايين والهيروين.
المغرب: بلد منتج للمخدرات
يعتبر المغرب من أكثر البلدان التي تواجه أفة المخدرات كونه بلدًا منتجًا، وتعتبر فئة المراهقين ما بين 16 و18 سنة الأكثر تعاطيًا للمخدرات، وتنتشر هذه المواد بشكل كبير على مستوى المؤسسات التعليمية.
قدرت نسبة المخدرات التي تباع سنويًا على الصعيد المحلي بمليار ونصف مليار درهم مغربي.
وتشير دراسات غير رسمية إلى أن 50% من الشباب يتعاطون الحشيش، و8% من هؤلاء الشباب يستهلكون الكوكايين رفقة أصدقائهم، بينما 13% منهم يتناولون هذه المواد المخدرة بمفردهم.
زراعة “الحشيش” في المغرب
وقدرت نسبة المخدرات التي تباع سنويًا على الصعيد المحلي بمليار ونصف مليار درهم مغربي.
موريتانيا تعد مركزًا أساسيًا لعبور المخدرات
تقع موريتانيا في الساحل والصحراء الإفريقية، التي باتت تعد مركًزا أساسيًا لعبور المخدرات.
ووفقا لتقرير صادر عن لجنة غرب إفريقيا لمكافحة المخدرات فإن حجم تجارة المخدرات في المنطقة قدر عام 2014 بنحو 1.25 مليار دولار.
وكشفت موريتانيا مؤخرًا عن شحنة تقترب من طن ونصف الطن من الكوكايين، تورط في إدخالها إلى البلاد أبناء مسؤولين سابقين، وفق ما أعلنت عنه سلطات البلاد.
استنفار أمني في الحدود الموريتانية للتصدي لتجار المخدرات
من جهته، أكّد الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز تفشي المخدرات في بلاده بشكل كبير، مؤكدًا أنه لا يمر يوم دون أن تضبط الأجهزة الأمنية كميات منه داخل البلاد أو على حدودها.
ويصل حجم تجارة المخدرات في العالم إلى 800 مليار دولار سنويًا، وتصل العوائد المالية من الكوكايين وحده إلى 85 مليار دولار، وتخطى حجم تجارة المخدرات في الاتحاد الأوروبي عتبة الـ100 مليار دولار.