يستخدم جمهور أولمبياد ريو دي جانيرو سلاح الصافرات للتعبير عن آرائهم وللتفاعل مع المنافسات الرياضية التي يحضرونها بطرق مختلفة، وعلى الرغم من كون هذا الأسلوب شائعًا بين جمهور مباريات كرة القدم بالتحديد، إلا أنه لوحظ انتشاره في العديد من المنافسات الرياضية الأخرى حتى الفردية منها.
وقد سجلت أولمبياد ريو انتشار هذه الظاهرة على نحو غير مسبوق، بما يجعل الصافرات في منافساتها أكثر ضجيجًا من أي منافسة رياضية عالمية أخرى، بسبب استخدام الجمهور لهذه الأداة لأغراض متعددة تمتد حتى لأن تكون غير رياضية.
صافرات الاستهجان لأغراض سياسية
وهي صافرات تواجه السياسيين الحضور للمنافسات الرياضية المختلفة، وقد كانت هذه الصافرات حاضرة وبقوة، خلال استقبال الرئيس البرازيلي المؤقت ميشال تامر وهو يعلن افتتاح دورة الألعاب الأولمبية يوم الجمعة الماضية.
وذلك على خلفية التوتر السياسي والتدهور الاقتصادي في البلاد بعد عزل سلفه، ديلما روسيف، من منصبها وسط مزاعم بالفساد، حيث تعالت صافرات الاستهجان على الرغم من أن تامر اختصر خطابه إلى جملة واحدة.
وطالت صافرات الاستهجان أيضًا حارسة مرمى المنتخب الأمريكي لكرة القدم للسيدات هوب سولو، التي نشرت صورًا على وسائل التواصل الاجتماعي تستخف بفيروس زيكا، وكان الجمهور يهتف قائلاً “زيكًا” عندما تلمس سولو الكرة خلال مباراة المنتخب الأمريكي ضد نيوزيلندا يوم السبت.
صافرات ضد التحكيم
في كثير من الأحيان يُطلق الجمهور الصافرات الاستهجان للتعبير عن عدم رضاه عن خطأ تحكيمي في منافسة ما، وليس من الشرط أن تكون الصافرات لمواجهة خطأ أو تعنت من حكام المنافسة، ولكن بعض الأحيان تكون تعاطفًا من الجمهور مع فريقهم.
صافرات التشجيع
تخرج صافرات التشجيع دائمًا للتعبير عن الوطنية حينما يكون التمثيل على مستوى الدولة في منافسات كمنافسات الأولمبياد، وهي منتشرة الآن في البرازيل في المنافسات المحتدمة بالتحديد، والأكثرية منها في المنافسات الجماعية ككرة القدم.
وتكثر هذه الصافرات في مباريات الدربيات والمنافسات المعتادة كما يحدث بين الرياضيين البرازيليين أثناء مواجهة نظرائهم من الأرجنتين، حيث يعتبر الجمهور البرازيلي الأرجنتين هي المنافس التقليدي الدائم للبرازيل.
صافرات التعاطف
يطلق الجمهور في بعض الأحيان صافرات للتعاطف مع المنافس الأضعف ضد المنافس الأقوى المرشح للفوز، فيعمل الجمهور في هذه البطولات العالمية على إضافة عنصر قوة إلى المنافس الأضعف بمحاولة تشجيعه عن طريق الصافرات.
وفي المقابل يستخدم صافرات الاستهجان ضد الفريق والمنافس الأقوى، وهو ما أحدث نتيجة غريبة في إحدى مباريات كرة السلة التي أقيمت في الآونة الأخيرة، حيث كان الجمهور يشجع منتخب كرواتيا “الأضعف” ويهتف له، في الوقت الذي يطلق فيه صافرات الاستهجان ضد منتخب إسبانيا الذي كان المرشح الأقوى للفوز بالمباراة، وانتهى اللقاء بنتيجة غير متوقعة بهزيمة إسبانيا 72-70.
صافرات لتعبير الجمهور عن نفسه
ثمة نوع آخر من الصافرات تكون في مدرجات التشجيع دائمًا وتكون بلا هدف محدد، ويستخدمها الجمهور للتعبير عن ذاته ووجوده كأحد أركان المنافسة الرياضية، حيث تطلق في الافتتاحيات بشكل أكثر، وكذلك للتفاعل مع العروض الغنائية والاستعراض، وقد أطلقت بشكل كبير في حفل افتتاح أولمبياد ريو دي جانيرو.