لا تتركز الانقلابات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط كما هو الوضع الآن، حيث شهد العالم ١١٧ نظامًا ديكتواتوريًا خلال الفترة ما بين 1950- 2008، وعلى الرغم من أن الانقلابات لا تحدث بالشكل الدوري المتكرر الذي كانت تسير عليه من قبل، إلا أن هذا لا ينفي انها لازلت تحدث في عصرنا الحالي، ففي السنوات القليلة الماضية يمكننا مشاهدة الانقلاب الحادث في هندوراس بأمريكا اللاتينية، وفي النيجر، والانقلاب العسكري في مصر، وأُحبط بعضًا منها، في جمهورية الكونغو الديموقراطية وأخيرًا في مدغشقر على سبيل المثال، وفي الوقت الراهن نسمع عن أصداء أصوات تشير إلى احتمالية حدوث انقلاب عسكري في باكستان، وكان آخر عهد حكم الجيش في باكستان في عام 1999.
ماذا عن السينما في الانقلابات العسكرية
كان للسينما دور مهم في توثيق الانقلابات العسكرية في مختلف البلدان، حتى وإن كان انتاج الأفلام يعقب الانقلاب ببضعة عقود، حيث استطاعت السينما لعب دور مواقع التواصل الاجتماعي التي لم تكن موجودة بهذه السرعة والتكنولوجيا الحالية في الفترة ما بين ١٩٥٠ وحتى ٢٠٠٨، فالآن، حتى وإن لم يكن هناك فيلم يؤرخ أحداث الانقلاب العسكري، فهناك الملايين من الهواتف الذكية ومئات الكاميرات الاحترافية التصوير من أجل توثيق مشاهد الانقلاب العسكري، وهي ما تعتمد عليه أفلام الألفية الحديثة الآن من أجل انتاج عمل تأريخي للأحداث.
إليك أبرز خمسة أفلام عن الانقلابات العسكرية حول العالم
1- كولونيا ” colonia”
تحتل امريكا اللاتينية مكانة خاصة في السينما المتعلقة بالانقلابات العسكرية، حيث تكثر الأفلام متعددة الجنسات التي تناولت الانقلاب العسكرية المتتالية في أمريكا اللاتينية، منها كولوينا، وتعني ” المستعمرة” باللغة الأسبانية، وهو فيلم ألماني يؤرخ الانقلاب العسكري في تشيلي في أمريكا اللاتينية في عام ١٩٧٠.
يبدأ الفيلم بداية درامية رومانسية قبل أحداث الانقلاب بين مضيفة طيران” إيمي واتسونس” وصديقها الناشط السياسي الألماني دانيل “دانيل برول”، وهو من تم إلقاء القبض عليه من قبل الجيش في تشيلي بسبب تصويره لأحداث الانقلاب بكاميرته الخاصة، يُعتقل “دانيل” في مستعمرة تدعى مستعمرة الكرامة، وتحاول لينا صديقته التسلل إلى هناك في هيئة راهبة لإنقاذه، تدور احداث الفيلم لمجتمع المستعمرة الغريب وعاداتهم المجتمعية القاسية، وظروف التعذيب للسجناء ولكل عامل في المستعمرة باستخدام شخص مريض له هيبة ومكانة دينية في تلك المستعمرة.
ينتهي الفيلم بهروب دانيل وصديقته من المستعمرة ومعهم صور تم تصويرها للمكان من الداخل، ليتم فضح أمر تلك المستعمرة التي يديرها العديد من الأطراف الفاسدة المسئولة عن الانقلاب.
إعلان الفيلم
٢- النبتة السوداء ” The Black Pimpernel”
النبتة السوداء هو فيلم تدور أحداثه وسط الانقلاب العسكري في الأرجنتين، تدور القصة الأساسية عن دور سفير السويد في ذلك الوقت في احداث الانقلاب، حيث ساهم فيإنقاذ 1900 شخص من الموت، وحماهم في السفارة وقام وبترحيلهم الفوري إلى السويد في الأحداث التي تلت الانقلاب العسكري في الأرجنتين في 11 سبتمبر 1973، يصور الفيلم الدور البطولي لهذا الرجل وما عاناه هو شخصيًا من النظام الانقلابي نتيجة فعلته التي أثرّت عليه وعلى عائلته.
إعلان الفيلم
٣- قائدو نيسان ” April Captains”
تدور الأحداث هذه المرة في البرتغال، بعد أحداث الانقلاب العسكري في 1974، والذي أطاح بالنظام اليميني الديكتاتوري ليتابع نفس المنهجية الفاشية في الحكم، تبدأ أحداث الفيلم بداية رومانسية ومن ثم تتحول إلى مشاهد سريعة لاستعدادات العساكر في الجيش لاتباع الأوامر الجديدة والاتجاه إلى ليزبون عاصمة البرتغال للتخلص من الحكومة هناك، تدور أحداث الفيلم من منظور جندين داخل الجيش أثناء الانقلاب العسكري في الرابع والعشرين من إبريل\نيسان عام 1974.
إعلان الفيلم
٤- اشتباك
هو احد الأفلام المعروضة حاليًا في دور السينما، و هو الفيلم المصري الذي نال مقعدًا في مهرجان كان السينمائي مؤخرًا، والذي نال إعجاب ممثلي هولويود، تدور احداث الفيلم في أحداث ما بعد الانقلاب العسكري في مصر يوليو 2013، في إحدى عربة ترحيلات أبوزعبل التي تقل المعتقلين إلى السجن، وهي الحادثة الدموية التي قضى فيها 37 من المعتقلين نحبهم داخل العربة بعد إلقاء قنبلة من الغاز فيها وتركهم يختنقون حتى الموت.
استطاع المخرج محمد دياب جمع كل الأطراف المتنازعة في مشهد واحد، وهو عربة الترحيلات، وهو ما جعل النقاد يتهمونه بالوسطية في حدث دموي وعدم اتهامه للعدو الزاضح اتهامًا مباشرًا، إلا أن الفيلم على الجانب الآخر ينال انتقادًا واسعًا بأنه مسيء إلى ثورة يونيو التي أدت للإنقلاب العسكري وحكم السيسي لمصر
إعلان الفيلم
5- العودة إلى حمص
العودة إلى حمص هو فلم تسجيلي طويل صور على مر ثلاثة اعوام من تاريخ الثورة السورية موثقاً الحياة اليومية للاعب كرة القدم الشاب عبد الباسط الساروت الذي اصبح قائداً للثورة السلمية في مدينة حمص ومن ثم قائداً عسكرياً في المدينة، وحياة الناشط الاعلامي أسامة الهبالي، عرض الفيلم في ما يقرب 80 مهرجاناً سينمائياً في العالم وعرض في الصالات السينمائية في كل من بريطانيا والولايات المتحدة، وعرض على شاشات التلفزيون حول العالم خلال عام 2014، وهو يعد الفيلم السوري الأول الذي يتم توزيعه تجارياً في الولايات المتحدة، والفيلم السوري الأول الذي يباع على منصات الكترونية مثل آيتونز، حصل الفيلم على اكثر من 30 جائزة ابرزها جائزة مهرجان سندانس الكبرى لأفضل فيلم تسجيلي عالمي.
إعلان الفيلم