إسلام الشهابي: لا انسحاب، لا فوز، لا مصافحة

cpujc_iwyaace_m

لا انسحاب ولا فوز ولا مصافحة، هكذا كان موقف لاعب الجودو المصري إسلام الشهابي الذي جاءت قرعته مع اللاعب الإسرائيلي أوري ساسون في أولمبياد ريو 2016، حيث سبق وأن انسحبت اللاعبة السعودية في لعبة الجودو جودي فهمي من المنافسات في الأولمبياد، بسبب مجيء قرعتها أمام الإسرائيلية جيلي كاهن، قرار الانسحاب ذاك، لقي ترحيبًا واسعًا في أوساط الرياضيين العرب والفلسطينيين بشكل خاص حيث أعلن عبد السلام هنية عضو اتحاد الكرة الفلسطيني، عن إقامة جدارية تحمل صورة اللاعبة تقديرًا لموقفها.

وقد توقع العديد من الرياضيين أن يحذو اللاعب المصري حذوها، إلا أنه آثر أن يخوض المباراة وصرح قائلاً “لن أستطيع التحدث، المواجهة حساسة للغاية ولا تحتمل الكلام”، ويذكر أن الشهابي سبق وأن حقق البرونزية في بطولة العالم بطوكيو في العام 2010، كما صرح أيضًا وزير الشباب والرياضة المصري، قائلاً: “بما أننا قبلنا باللعب تحت الراية الأولمبية فعلينا القبول بالمنافسة معه الجميع بصرف النظر عن أي شيء”، إلا أن التلفزيون العربي وفي مقابلة مع رئيس اتحاد الجودو المصري اللواء سامح، أكد فيه أن قرار لعب إسلام الشهابي مع اللاعب الإسرائيلي هو قرار الاتحاد المصري وليس قراره الشخصي، ففي حال لو رفض الشهابي المشاركة في المباراة كان سيتحمل عقوبة من الاتحاد الدولي للجودو.

إسلام الشهابي أثناء تتويجه بالبرونزية في بطولة العالم في طوكيو عام 2010

نتيجة المباراة 100 مقابل 0

ترقب الكثير من المتابعين المنافسة المنتظرة على أمل أن يحرز الشهابي الفوز ويلحق الهزيمة ليس ضد اللاعب الإسرائيلي فحسب بل ضد الاحتلال الصهيوني، حيث برروا أن فوز اللاعب عليه يعني فوزًا للقضية الفسطينية في مجال الرياضة. 

كما ظهر حديث أن مباراة اللاعب المصري أمام الإسرائيلي، هو اعتراف ضمني بالاحتلال الصهيوني لفلسطين وشرعنة لوجودها، وهناك من قال إن القبول بهذه المباراة أشبة بالتطبيع مع إسرائيل، ودعوا اللاعب للانسحاب.

انتهب المباراة بنتيجة 100 مقابل 0 في دور الـ 32 بين الشهابي وساسون، ولكن النتيجة ليست لصالح الشهابي إنما لصالح الإسرائيلي، ولم ينته الموقف هنا إذ رفض الشهابي مصافحة الإسرائيلي بعد انتهاء اللعبة، كما رفض تطبيق بروتوكول اللعبة بانحنائه بالرأس أمام اللاعب الخصم، ودخل الشهابي في حالة نفسية سيئة حيث ذكرت بعض المواقع أنه يدرس اعتزال اللعبة بشكل نهائي عقب خسارته تلك، إذ كان يحلم بتحقيق الفوز والتأهل للدور القادم، فاشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي غضبًا على الشهابي بسبب عدم تحليه بالأخلاق الرياضية في عدم مصافحة اللاعب الإسرائيلي.

تصنيف اللاعب المصري في وزن 100 كجم الـ 25 عالميًا أما تصنيف الإسرائيلي الخامس عالميًا وفقًا لتصنيف الاتحاد العالمي للجودو 2016

ويذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يقابل فيها لاعب جودو مصري لاعبًا إسرائيليًا، ففي بطولة العام 2012 استطاع بطل الجودو المصري رمضان درويش أن يهزم منافسه الإسرائيلي إريك زائيفي رافضًا بعد ذلك مصافحته.

بعد اللقاء فتحت لجنة القيم الخاصة بدورة الألعاب الأولمبية تحقيقًا لمعرفة ملابسات الموقف الذي حصل، حيث حضر في التحقيق الشهابي ورئيس الاتحاد المصري للخماسي الحديث وعضو اللجنة الأولمبية المصرية، وجهت اللجنة سؤالًا عن سبب رفضه مصافحة اللاعب الإسرائيلي، فأكد لهم أن قواعد الاتحاد الدولي تؤكد عدم ضرورة المصافحة، إلا أن اللجنة عادت لتؤكد على وجوب تحية اللاعب، لكن الشهابي قال إن التحية لا يجب أن تكونه باليد.

من ثم سألت اللجنة الشهابي هل كان سيصافح فيما لو كان اللاعب من الجنسية العربية أو أي جنسية أخرى، فامتنع الشهابي عن الإجابة، ومن ثم تم توجيه سؤال آخر له أنه كان سيصافح في حال كانت ديانة الخصم غير اليهودية، فامتنع أيضًا عن الإجابة.

بعد ذلك استفسرت اللجنة عن موقف البعثة المصرية التي يرأسها العريان من الحادثة، فأكد لهم العريان أن البعثة أعلنت في بيان رسمي لها رفضهم لتصرف اللاعب، حيث أكدت في بيانها أنه تم تنبيه الشهابي بالالتزام بالقواعد الأولمبية والتحلي بالروح الرياضية، وأكدت أن ما حدث هو تصرف شخصي من اللاعب، وأعلنت اللجنة في النهاية أنها ستصدر قرارها خلال 48 ساعة، علمًا أن الاتحاد الدولي للجودو قال إنه لن تكون هناك أي عقوبات على اللاعب طبقًا للقوانين الدولية.

وبين من ربط موقف الشهابي بالموقف السياسي وهنأه على ما قام به، اعتبر آخرون أن ألعاب الدفاع عن النفس فيها من الأخلاق الرياضية أكثر من غيرها من الألعاب الأخرى، متمثلة بالانحناءة لكلا اللاعبين في البداية والنهاية والمصافحة بين الخصمين حال انتهاء الجولة بينهما.

وبعد خسارة الشهابي دشن المغردون هاشتاغ #إسلام_الشهابي تناول فيه الكثير من المغردين موقفهم مما حصل، إذ وصفه بعض المغردين أنه بطل من ورق، وآخر قال عنه العار سيلازمك.



وعلق اللواء سامح رئيس اتحاد الجودو المصري على المباراة التي خسر فيها إسلام الشهابي قائلاً “إن السبب هو أنه لم يكن أداؤه قويًا يمكنه من حسم النتيجة لصالحه إلى جانب أن اللاعب الإسرائيلي لاعب قوي وهذه الخسارة شيء عادي بالنسبة للاتحاد”.

وفيما يلي بعض من المواقف المتضاربة حول موقف الشهابي بعد المباراة: 

في حين أنزعج آخرون من الروح غير الرياضية في حادثة عدم المصافحة، معتبرين أن ما قام به الشهابي لا يعدو أن يكون موقفًا طفوليًا، داعين إياه لتحديد موقفه أكثر من المباراة من البداية، فإما أن يكون ضد التطبيع ويرفض المنازلة وينسحب، أو أن يلعب المباراة بكل ما فيها من قواعد وبروتوكولات رياضية واحترام للخصم.  

بيان البعثة المصرية في الأولمبياد من موقف إسلام الشهابي من عدم مصافحة خصمه الإسرائيلي:

وفي النهاية فإن الموقف الذي وضع الشهابي نفسه فيه ينم عن عدم احترام قواعد اللعبة، ويعطي انطباعًا أن اللاعب لا يتمتع بالروح الرياضية التي تؤهله لممارسة ألعاب الدفاع عن النفس والتي تستوجب سواء كان اللاعب غالبًا أو مغلوبًا؛ احترام الخصم أيًا كانت جنسيته ولونه وديانته ومصافحته. وغير ذلك ما كان عليه إذن أن ينافسه ويخوض المباراة معه.