المضخات التي سمح العدو الصهيوني بإدخالها إلى قطاع غزة وقت أن غمرت المياه مساحات سكنية واسعة في القطاع وتشدق بها أدرعي معلنا أنهم أول من سارعوا لنجدة أهل غزة من الكارثة التي وقعت عندهم يبدو أن لها دوافع أخرى لم يغفل عنها أحد ما على الأرض سواء العاملين لصالح المقاومة أو لصالح إسرائيل، فيما يبدو أن المضخات كانت لسرعة سحب المياه من مناطق أوعز جيش العدو لعملاءه على الأرض بعدها أن ينتشروا لمحاولة العثور على ثغرات في التربة أحدثتها المياه الكثيرة جراء الأمطار الكثيفة أو جراء قيام العدو بفتح السدود متعمدا في بعض مناطق القطاع التي لم تكن المياه فيها كافية لكشف بعض العورات التي قد تدل عملائه على إشارات تكشف عن أماكن لبعض الأنفاق.
المواقع الصهيونية سارعت إلى الحديث عن تلك الميزة التي وفرها المنخفض وزيادة منسوب مياه الأمطار في بعض مناطق غزة وكان على رأس هذه التصريحات ما نقلته القناة العبرية الثانية حيث تحدثت عن انتشار لقوات الجيش على حدود قطاع غزة من أجل استغلال هذا الظرف والاستفادة منه في كشف الأنفاق التي يعتقدون أنها ستكون على غرار النفق الذي تم اكتشافه شرق منطقة خانيونس جنوب قطاع غزة.
الإجراءات التي صرح عن بعضها الإعلام الصهيوني تعني أن هناك أولوية صهيونية باتجاه محاربة هذا الشيء الذي بات يشكل هاجسا كبيرا يغفو ويصحو عليه جميع مفاصل الدولة داخل الكيان، لدرجة أنهم وخلال أزمة لها أولوية المواجهة تلك التي أحدثها المنخفض الجوي لم يغفلوا عن استغلال الأمر باتجاه مواجهة الهاجس الأعظم الذي يؤرقهم ألا وهو أنفاق غزة.
وما بين نجاح العدو في الحصول على معلومات تدله على أنفاق للمقاومة وعدم حصوله على ذلك يبقى صراع الأدمغة قائما وتبقى الخيارات مفتوحة أمام إمكانية تسخين جبهة غزة التي يعززها نجاح مخابرات العدو في جمع معلومات وإمكانية تشكيل بنك أهداف يتم استهدافه خلال أي مواجهة عسكرية قادمة، وتبقى المضخات موجودة في غزة لمواجهة احتمالية عودة ارتفاع منسوب المياه في بعض مناطقها خلال أي منخفض قادم.!