في تصريحه الذي أعقب موافقة مجلس الأمن الدولي على إرسال 5500 جندي إضافي و423 من أفراد الشرطة وعدد من طائرات الهليكوبتر الهجومية لتعزيز البعثة الأممية في جنوب السودان (يونميس) على وجه السرعة وبشكل مؤقت، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أنه “لا توجد أي إمكانية لحماية المدنيين في جنوب السودان”، مضيفا: “ترد إلينا معلومات بأن هناك إعدامات بدون محاكمات وهجمات شنيعة، وحالات اغتصاب ومقابر جماعية، وأن عشرات الآلاف من الأشخاص تركوا ديارهم”.
وفي تصريح خاص لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، أكد العقيد فيليب أقوير الناطق باسم الجيش، استعادة مدينة “بور” عاصمة “جونقلى” والتي تعد أكثر مناطق جنوب السودان توترا، وذلك بعد سيطر المتمردون الموالون لريك مشار، نائب الرئيس السابق، الأسبوع الماضي على مدينتي “بانتيو” بولاية “الوحدة” المنتجة للنفط، و”بور” عاصمة “جونقلي”، إحدى أهم ولايات جنوب السودان العشر.
ومن جهته، أجرى وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، محادثة هاتفية مع نظيره وزير خارجية جنوب السودان، برنابا بن يامين، حيث ذكرت وكالة الأناضول أن “ليبرمان أبلغ نظيره في جنوب السودان، بأن إسرائيل ستقوم بإرسال مساعدات إنسانية للجنوب في هذه المرحلة”، كما أعرب ليبرمان في اتصاله هذا عن أمله في أن “ينتهي الصراع في الدولة الفتية بشكل سلمي”.
ومن ناحية أخرى، تجددت الاشتباكات بمدينة “مالاكال” عاصمة ولاية “أعالي النيل”،الواقعة شمال شرق السودان، بين بعض جنود منشقين موالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار، وقوات عسكرية تابعة للرئيس سيلفا كير ميارديت، ورغم تصريحات مشار وميارديت عبر وسائل الإعلام والوسطاء الدوليين عن استعداد كل منهما للحوار مع الأخر، فإن المواجهات لا تزال مستمرة حتى الآن، وسط أنباء عن فرار معظم سكان مدينة “مالاكال” خارج المدينة، إلى مقر الأمم المتحدة، القريب للاحتماء به.
بعض الفارين من المواجهات
وكان سيلفا كير، قد ناشد قوات الجيش النظامية، والقوات الموالية لزعيم المتمردين ريك مشار، بوقف أعمال العنف على “أساس قبلي”، مشيرا إلى أن “بعض الناس يقومون باستهداف المواطنين على خلفية انتماءاتهم القبلية”، وإلى أن “مثل هذه التوجهات من شأنها أن تقود الدولة الجديدة إلى الفوضى”، مضيفا أنه “أصدر توجيهات صارمة للقوات النظامية بعدم الاعتداء علي المدنيين أو التحرش بهم، وعدم نهب ممتلكاتهم أو تهديدهم”.