ترجمة حفصة جودة
يحقق الرياضيون الأولمبيون أقصى أداءً قد تصل إليه قدرة البشر، فكل الأطراف وكل عضلة في الجسم تتناغم لتحقيق الأداء المطلوب تمامًا، لكن للأسف، فالسيدات اللاتي تمارسن الرياضة مازلن يواجهن المشاكل بسبب شكل أجسادهن.
أصبحت ميشيل كارتر أول أمريكية تفوز بالميدالية الذهبية في رياضة رمي الجلة، لكنها صرّحت لمجلة “نيويوركر” أن الكثير من النساء مازلن يشعرن بالخجل من تلك الرياضة، لخوفهن من أنها رياضة غير أنثوية، وغالبًا ما يطلب منا الآباء والمدربون التحدث إلى اللاعبات الأصغر سنًا، ليس طلبًا للمشورة أو الإلهام لكن لطمأنتهن بأنه لا بأس بأن يكن قويات.
تقول كارتر “يقول الكثير من الآباء: هل تخبرين ابنتنا بأن كل شيء على ما يرام، ولا بأس بالحصول على بعض العضلات؟”، لكن بالطبع، الحصول على عضلات ليس فقط أمرًا جيدًا، لكنه ضروري لرمي الكرة مسافة 20.63 مترًا، كما فعلت كارتر في “ريو”.
وتضيف كارتر “ينبغي أن نعلم أن الأجساد تتشكل للقيام بشيء ما، وهكذا تشكل جسدي لأداء تلك الرياضة، أعتقد أن العالم يدرك بأننا كنا نروج لشكل واحد، بينما ما زال هناك العديد من أشكال الجسد”.
بالنسبة لكارتر فموقفها إيجابي تمامًا، فهي تمتلك الثقة الكافية لتتأنق أثناء ممارسة الرياضة، كما أنها ترفض الخضوع لمعايير الآخرين، لكن من المؤسف أن اللاعبات الأخريات ما زلن يشعرن بالحاجة لتبرير التزامهن الرياضي أو توضيح أن تلك الهيئة لازمة للفوز في الأولمبياد.
تحدثت لاعبات أخريات عن تلك القضية، ففي عام 2012 قالت جيليان ويليامز إن الوضع كان صعبًا وبالأخص عندما كانت عزباء وترغب في مواعدة أحدهم، حيث قالت “الناس لا يفهمون ذلك، كما أن الوضع يصبح صعبًا في كثير من الأحيان عندما أقف على الميزان فأقول يا إلهي!”.
وبدلاً من الاحتفال بإنجازاتها، تقول وليامز إن الناس يميلون لإطلاق الأحكام عليها وعلى اللاعبات الأخريات حيث يقولون “هؤلاء النساء متوحشات وعدوانيات”، لكن الأمر لا يتعلق بالقوة الغاشمة، فهناك العديد من المعايير الأخرى لتحقيق الفوز مثل الدقة والسرعة والتوقيت، فلسنا فقط مجرد نساء متوحشات.
تحتاج النساء اللاتي يلعبن رياضات رمي القرص أو الرمح أو المطرقة لبعض العضلات أيضًا للنجاح في تلك الرياضة، تقول آمبر كامبل لاعبة رمي المطرقة: “لقد تطلب الأمر الكثير من الوقت لقبول هذا التغير الجسدي، ثم أدركت أن الأمر لا يتعلق بمظهري ولكن بإحساسي ومشاعري، لقد أصبحت قادرة على النظر إلى المرآة وأن أشكر الله على ما وهبني، ثم استطعت أن أتقبل الأمر نفسيًا وعقليًا”.
لكن لا يبدو أن اللاعبات اللاتي يمتلكن بعض العضلات، هن فقط من يواجهن المشاكل، فقط أظهرت دراسة أجريت عام 2015 أن أكثر من ربع اللاعبات عمومًا لا يأكلن ما يكفي من الطعام ليناسب أسلوب حياتهن الرياضي.
فعلى سبيل المثال فازت السباحة ريبيكا أدلينجتون بميداليتين ذهبيتين وميداليتين برونزيتين في الأولمبياد، لكن عندما ظهرت في إحدى البرامج التليفزيونية كانت مترددة في ارتداء البيكيني والوقوف بجوار الفائزة بملكة جمال بريطانيا، فالبرغم من أن جسدها جعلها من أعظم الرياضيين في العالم إلا أنها لم تشعر بالثقة في مظهره.
لا أعتقد أن الغرض الوحيد من أجساد النساء هو عرضها على أغلفة المجلات، فقد أظهرت تلك اللاعبات أن النساء يستطعن السباحة والجري والرمي، ويستطعن أن يتميزن في كل ذلك، وهذا لا يعني أن يكن مثل الرجال.
تقول كارتر “أعتقد أننا – الفتيات – نستطيع رمي الكرات الثقيلة والبقاء في الوحل وأن يبدو مظهرنا جيدًا كذلك أثناء ممارسة الرياضة، وهذا قد يجلب المزيد من الاهتمام بالرياضة والفتيات يدركن ذلك، نعم، أستطيع القيام بذلك وأشعر أنني فتاة تمامًا”.
المصدر: كوارتز