تُواجه مسؤولة الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر المختطفة في اليمن، التونسية نوران حواس، خطر القتل من قبل جماعة مجهولة إذا لم تستجب الحكومة الفرنسية والمملكة العربية السعودية لمطالب خاطفيها.
واختطفت حواس رفقة موظف آخر من الصليب الأحمر، من قبل مسلحين مجهولين، وهما في طريقهما إلى المكتب في العاصمة اليمنية صنعاء (منطقة حدّة) في الأول من ديسمبر سنة 2015، وفيما تم إطلاق سراح الموظف الثاني، تم الإبقاء على حواس، الأمر الذي دفع بالصليب الأحمر إلى إيقاف عملياته في اليمن، ومازالت ملابسات حادثة الاختطاف غامضة ولم تعلن أي جهة مسلّحة مسؤوليتها عن ذلك.
ظهرت حواس نهاية الأسبوع الماضي في شريط مصور نشر على موقع “يوتيوب” وهي جاثية على ركبتيها
وتعمل التونسية صاحبة الجنسية الفرنسية، نوران حواس في وظيفة مسؤولة الحماية في اللجنة الدولية للصليب الأحمر باليمن.
وظهرت حواس نهاية الأسبوع الماضي في شريط مصور نشر على موقع “يوتيوب” وهي جاثية على ركبتيها وبدت في منطقة صحراوية وبلباس برتقالي، بين يدي مسلح يطالب السلطات الفرنسية والمنظمات الدولية بفدية مالية مقابل الإفراج عنها أو إعدامها بعد 72 ساعة.
وناشدت، حواس، في هذا الفيديو المصور الذي لم يعرف مصدره، الرئيس الفرنسي وحكومته وعائلتها وأهلها وأصدقاءها وكل المنظمات الإنسانية ومنظمات حقوق الإنسان والمملكة العربية السعودية بسرعة الاستجابة لمطالب خاطفيها، وإلا فإنها ستتعرض للذبح.
من جهتها أكدت لجنة الصليب الأحمر أن نوران حواس الفرنسية التونسية هي من ظهرت في مقطع الفيديو الذي سرعان ما تم حذفه من موقع “اليوتيوب”، وطالبت اللجنة الإعلام والجمهور بعدم نشر أو مشاركة الفيديو، احترامًا لنوران وعائلتها، وامتنعت اللجنة عن الحديث عن هوية الخاطفين، ودعت اللجنة خاطفي حواس إلى إطلاق سراحها سليمة ولإظهار “التعاطف والاحترام للكرامة الإنسانية”.
حملة لإطلاق سراح “حواس”
وأطلق ناشطون عرب، وسم #اطلقوا_نوران_حواس، تضامنًا مع موظفة الصليب الأحمر المختطفة وللمطالبة بإطلاق سراحها.
فيما وجهت الإعلامية نايلة الحامي في صفحتها على الفيسبوك، دعوة للتضامن مع حواس.
وناشد تونسيون، حكومة بلادهم ومنظمات المجتمع المدني الدولي بالتدخل لإنقاذ نوران حواس وإطلاق سراحها، فيما دعت أحزاب سياسية على غرار حزب التيار الديمقراطي، وزير الخارجية خميس الجهيناوي، إلى إغاثة المختطفة والتحرك من أجل الإفراج عنها.
فيما انتقدت التونسية هادية، بطء تدخل وزارة خارجية بلادها وكتبت في صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “أقل من 24 ساعة على انتهاء المهلة المحددة لتخليص التونسية #نوران_حواس المتطوعة في الصليب الأحمر والمختطفة منذ أشهر في اليمن من قبضة المسلحين الذين طالبوا بفدية مقابل إطلاق سراحها، وزارة الخارجية لا حياة لمن تنادي وكأن الأمر لا يعنيها، المنظمات التونسية وغيرها على خطى الوزارة الموقرة، لم أسمع مسؤولاً أو سياسيًا وجه نداء لإنقاذ #نوران.
وكتب زعيم حزب تيار المحبة التونسي محمد الهاشمي الحامدي في صفحته على تويتر “يا رب احفظ نوران حواس، ويا مختطفوها: أليس فيكم ذرة من إنسانية؟ أتختطفون امرأة تطوعت لمعالجة جرحاكم وأبناءكم؟
يا رب احفظ نوران حواس.
ويا مختطفيها: أليس فيكم ذرة من انسانية؟ أتختطفون امرأة تطوعت لمعالجة جرحاكم وأبنائكم؟ pic.twitter.com/9YRLsYdkDf— محمد الهاشمي الحامدي (@MALHACHIMI) August 15, 2016
بدورها حملت الناشطة اليمنية توكل كرمان ميليشيات الحوثي وصالح مسؤولية مصير نوران، وكتبت كرمان تغريدة على تويتر جاء فيها “تتحمل ميليشيا الحوثي وصالح المسؤولية عن حياة نوران حواس مديرة الحماية في الصليب الأحمر بصنعاء التي اختطفت قبل عام.
تتحمل ميليشيا الحوثي وصالح المسؤولية عن حياة نوران حواس مديرة الحماية في الصليب الأحمربصنعاء التي اختطفت قبل عام١ pic.twitter.com/0Rn4Am6jxa
— Tawakkol Karman (@TawakkolKarman) August 15, 2016
غياب الخارجية التونسية
ولم تصدر وزارة الخارجية التونسية إلى الآن أي رد على الفيديو الذي ظهرت فيه نوران، وكانت الخارجية قد أعلنت في فبراير الماضي، أن نوران حواس، بخير، إلا أنها لم تكشف الجهة التي تقف وراء الاختطاف.
وتتابع الخارجية التونسية، قضية حواس لإطلاق سراحها من خلال خلية أزمة تتكون من بعثة تونسية لدى الأمم المتحدة ولجنة الصليب الأحمر، حسب نص البيان الذي نشرته في فبراير.
وسبق لحواس أن ظهرت في مايو الماضي، في شريط فيديو نشر في موقع اليوتيوب، ناشدت فيه، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند واللجنة الدولية للصليب الأحمر للتدخل لإطلاق سراحها.