مع انتهاء جولة المشاورات الثانية دون نتائج وإعلان المبعوث الأممي إلى اليمن مغادرة الكويت مع استمرار المشاورات في دولة يجري تحديدها لاحقًا، تكون إيران قد حققت طموحها في البلاد التي تطحنها الحرب الداخلية منذ اجتياح إحدى أدواتها (جماعة الحوثي المسلحة) للعاصمة صنعاء في سبتمبر/ أيلول، 2014م.
كانت إيران قد أبدت خشيتها منذ بدء الجولة الثانية، فكان الإعلان عن “مجلس لإدارة اليمن” هو ما جعلها تتحمس إلى أن النتائج ستكون لـ “صالح” ما وضعته، لا يستهدف اليمن بمعناه الجغرافي ولكنه يستهدف الرياض كدولة محورية في الشرق الأوسط، وهذا الأمر بدا واضحًا مع تلك التحليلات التي أظهرتها الصحافة الرسمية والتصريحات من المسؤولين الإيرانيين، والتي تابعها “مُسند للأنباء” إذ عمل في سبر أغّوار الرؤية الإيرانية ومغزى تشكيلها من واقع ما تناولته الصحافة الفارسية خلال الجولة الثانية من المشاورات، وكيف استطاعت تحويل موقف الحوثيين، تجاه قضايا معينة، إلى جانب رؤية النظام الإيراني لرؤية إسماعيل ولد الشيخ التي قُدمت قبل 30 يونيو، وجرى تعديلها في المرحلة الثانية، إلى جانب رؤيته إلى “المجلس السياسي الأعلى” الذي أعلن تشكيله يوم 28 يوليو/ تموز.
الرؤية للمشاورات في الكويت
خلال الأربعين يومًا الأولى كانت إيران واضحة تجاه ما تعّوله على المشاورات وبشأن الحوثيين، فالاجتماعات واللقاءات المستمرة لأمير الكويت وسفراء الدول الـ 18 في اليمن مع الحوثيين، أغراهم إلى جانب الزيارات المتكررة من السفير السعودي وسفراء الدول الغربية وعبداللطيف الزياني أمين عام مجلس التعاون، حتى إن سعد الله زارعي المحلل السياسي التابع للحرس الثوري تحدث بإسهاب عن السجاد الأحمر الذي زين أقدام وفد الحوثيين ووزير الخارجية الكويتي يحتضن محمد عبدالسلام.
عززت تلك الرؤية خلال المرحلة الثانية، فحلفاؤها الحوثيون حققوا استثمارًا واسعًا، في سوق العلاقات والاعتراف الدولي، وذلك حسب العقيد حسين سلامي – نائب الحرس الثوري – لا يعني إلا معنى واحدًا وهو انكسار شوكة “عباد الأصنام الجدد” في تعبير محسن رضائي، وتمكين قادم للصحوة الإسلامية – مصطلح تصدير الثورة الإيرانية – في اليمن على يد الحوثيين، وهو بالتأكيد ما يراه سلامي الذي خطب في يوم “الحرس الثوري” – 10مايو/ آيار – أن انتصار الحوثيين هو انتصار جديد سيدفع إلى الأمام الحراك في البحرين، وحزب الله والحشد الشعبي – حسب التفكير الإيراني.
دافع إيران ألا يكون “هادي” في المرحلة الانتقالية
في يونيو/ حزيران الفائت تحدث محمد عبدالسلام ناطق الحوثيين في مقابلة مع صحيفة “الجريدة” الكويتية أنهم سيقبلون بدور للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مرحلة مقبلة، لكنه تراجع عن ذلك أكثر من مرة في لقاءات مع المسؤولين الدوليين أو في تصريحاته للصحافة التلفزيونية والمقروءة، قبل أن يغير عبدالسلام موقفه بأيام ويعود لمناقشة أن هادي ليس ضمن الحل السياسي، نشرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء تحليلًا عن رؤية ولد الشيخ أحمد التي قدمت نهاية المرحلة الأولى وتتحدث عن “حكومة وحدة وطنية” واصفةً إيها بـ”بصيص” الأمل الذي يمكن من خلاله أن تُنهي الحرب، وكانت متفاعلة بشكل غير مسبوق في الترويج لها بالإنجليزية والفارسية، فهي تضمن حكومة وحدة انتقالية بما فيه مناقشة عدم إبقاء هادي في الرئاسة.
وقال التحليل الذي اطلع عليه “مُسند للأنباء” إن: “المحادثات لإجراء المحادثات هو الغرض الوحيد لوفد هادي في محادثات السلام اليمنية في الكويت، الأساس في أي مفاوضات بين الطرفين هو التفاوض وتبادل التنازلات، ولكن على الرغم من عدة جولات للمحادثات، لم يقدم وفد هادي أي مرونة لحل الأزمة في البلاد، لأن وفد هادي يعتمد على مسؤولين سعوديين (وفد سعودي) كشرط وحيد لتبرير حملتهم واستمرارها أمام التيارات السياسية وعلى رأسهم أنصار الله وما فشلت فيه الحملة العسكرية يريدون تحصيله بالمفاوضات”.
الوكالة “مهر” في التحليل الذي كتبه رامین حسین آبادیان يجيب على التحول الحوثي المتسارع بشأن هادي، ولماذا تُصر إيران – كما يبدو وليس الحوثي – على خروج هادي من منصبه، بالقول: “بقاء هادي في منصبه هو العُذر والمؤامرة الوحيدة الرثة لتبرير الحرب في اليمن و(الشرعية) هي العذر للإجابة على التساؤلات العديدة عن الهجمات السعودية منذ اليوم الأول للغزو” كما يقول الكاتب، لذلك فطهران تحتاج إزالة ما يصفونه بـ “العذّر” للنيل من الرياض لا من أجل إنهاء الحرب أو مصلحة الحوثيين.
آبادیان أشار إلى منحى آخر من تمسك الحكومة اليمنية والرياض ببقاء هادي باعتباره “الشرعية” في اليمن ومن شأن ذلك أن يبعدهم – أي الرياض والحكومة – عن اتهامات وملاحقات جنائية بارتكاب جرائم حرب، وملاحقة الرياض بتهمة شن حرب على دولة جارة وهو ما تعمل عليه إيران منذ مارس/ آذار 2015م ضد السعودية، ومن شأن التفريط بالشرعية أن يفتح المجال الأوسع لإيران لابتزاز السعودية إقليميًا ودوليًا إضافة إلى تشويه سمعة المملكة طوال العقود القادمة.
علي لإريجاني، رئيس مجلس الشورى الإيراني ربط التوترات في الشرق الأوسط بمحاربة الحوثيين في اليمن، وقال في 20 يوليو/ تموز من “يتحمل مسؤولية التصعيد في الإقليم هي ذات الأطراف التي تقصف المدنيين في اليمن”.
ومع بدء المرحلة الثانية كان أمير عبداللهيان المسؤول في الخارجية بعد إقالته من نائب مختص بشؤون الشرق الأوسط، يهاجم الرياض ويقول إنها تحاول تمديد المفاوضات، جاء بعدها إعلان مهلة أسبوعين اختفى السياسيين الإيرانيين من الحديث عن مشاورات الكويت – عدا تلك الأخبار المتداولة عما يجري – حتى أعلن تلفزيون الميادين عن الرؤية الأممية للحل، والتي هاجمتها الصحافة، ووصفتها بالمؤامرة التي تضمن خروجها من مأزق القيام بالحرب، عندما تحدثت عن توقيع الجزء الثاني في مكة المكرمة.
إيران لا تريد نزع سلاح الحوثيين
يوم 19 يوليو/ تموز ظهر موقف محمد عبدالسلام في لقاء تلفزيوني مع “الميادين” وتابعه “مُسند للأنباء” الرافض لتسليم السلاح أو الانسحاب، وأسهب عبدالسلام في تهديد مشاورات الكويت، والتي قال إنها عادت إلى ما وراء صفر البداية، معلنًا عدم قبولهم بأقل من اتفاق سياسي كامل يستثني عبدربه منصور هادي منه، إلى جانب الإعلان برفض جماعته الانسحاب من المُدن، وتسليم السلاح للدولة.
المتحدث باسم الجماعة ورئيس الوفد المشترك قال إن الحديث عن الانسحاب يعني – بالنسبة لهم – تطهيرًا عرقيًا!، ما يعني أن انسحابهم من الثكنات والمواقع يبدو صعبًا إذا لم يكن مستحيلًا، مستدلًا بحديثه عمّا أحدثه انسحابهم من المحافظات اليمنية الجنوبية حيث زعم بانتشار داعش و القاعدة.
في يوليو/ تموز 2014م تحدث عبدالسلام في فضائية إيرانية ناطقة بالإنجليزية، وتابعها “مُسند للأنباء” عقب أيام من اجتياح عمران، بالقول أنهم لن يسلموا الأسلحة، ولا توجد دولة في اليمن وأنهم من يقومون بدور الدولة في البلاد، متوعدًا – وقتها – السعودية بمقاتلة “تكفيرييها” وسط صنعاء، في لقائه مع الميادين قال عبدالسلام “لن نسلم السلاح لأنه سلاح الجيش اليمني وهذا الأمر محسوم ولن نفاوض عليه”، هاجم المتحدث الحوثي السعودية متوعدًا إياها في حال حدوث تصعيد عسكري بالتقدم إلى ما بعد جازان.
برؤية وكالة فارس في تحليل نشر يوم 7 يوليو/ تموز2016، فإن المقصد من سحب السلاح: “يحاول آل سعود تنفيذ مخطط لنزع أسلحة الثوار اليمنيين وأنصار الله واللجان الشعبية حتى لا تكون قادرة على المواجهة مع ما يسمى بالتحالف العربي وهم بمغفل عن أن الشباب اليمني تحول إلى قوة قادرة على التصدي للغزاة والمعتدين وقادرة على الانتقام من جناة التحالف”، أما الانسحاب فهو ” تراجع قوات أنصار الله من المحافظات التي تتمتع بموقع استراتيجي لكي تتحول في المستقبل الى قوة منفعلة غير قادرة على أداء دور مؤثر على الصعيدين السياسي والأمني في إدارة البلاد وهذا يعني حرف مسار ثورة الشباب اليمني”، وإن كانت تبريرات إيران غير منطقية ولا -ذات نسق لغوي مقنع- إلا أن الحوثيين يرددون ذلك بشكل مفرط في وسائل الإعلام.
تعزيز ولاء الحوثيين لإيران يُدخل الرياض في حرب طويلة الأمد
وهو ما عملت عليه إيران لأنها تعرف أن مصير المشاورات الفشل لكن الغرض هو إطالة أمد الحرب وإجبار السعودية على الجلوس في طاولة مفاوضات مع إيران.
سفير إيران السابق في السعودية أحمد دستمالچیان وفي مقابلة مع وكالة أيلينا 19 يوليو/ تموز كشف عن ذلك متحدثًا عن المشاورات اليمنية التي حكم عليها بالفشل منذ البداية لأنها دخلت في أمور خاطئة من ضمنها اختلاف مبادئ المشاورات بين الطرفين وهي ما تمثل العمود الفقري للمحادثات، حسب قوله.
وهي نقطة مهمة كان التركيز عليها منذ البداية من وفد الحكومة والمحللين السياسيين، لكن الأمم المتحدة غامرت في دخول بمفاوضات بدون أسس، الأهم أن السفير تحدث أن “السعودية تخوض حرب استنزاف في اليمن، لمصلحة إيران، فمع الضغوط الغربية والأمريكية والضغط العسكري على الحدود سيتم إجبار الرياض على الجلوس مع إيران في طاولة حوار واحدة، وإنهاء القطيعة، والوصول إلى حل لأزمات المنطقة”، وهو ما تحدث عنه قائد القوات البحرية في الجيش الايراني الأدميرال حبيب الله سياري 24 يوليو/ تموز من أن بلاده قوة كبيرة في المنطقة ولن يكتب النجاح لأي مشروع أو حلّ في المنطقة دون الرجوع إليها.
ويبدو أن الأمريكيين ينظرون من المنظور الإيراني بشأن حل العُقدة في الشرق الأوسط، بجلوس الرياض وطهران لحل الأزمة اليمنية، حيث نشرت مجلة واشنطن “الفصلية” (The Washington Quarterly) في عددها الصادر مؤخرًا صيف 2016 يوليو، دراسة خلصت أن العاصمة اليمنية صنعاء مفتاح للأمن الإقليمي في العالم فهي المؤهلة أن تجمع السعودية وإيران كفرصة لحوار بين البلدين من أجل الأمن في الشرق الأوسط.
الدراسة خلّصت: “وبعيدًا عن السيطرة على أربع عواصم كما يدعي الإيرانيون ويكرره الخليجيين، لدى إيران درجات مختلفة في نفوذها في هذه العواصم، حيث إن اقل نفوذ لها في صنعاء، ولكن إيران ستفقد نفوذها إذا انهارت هذه العواصم كليًا، ولتجنب الفراغ في السلطة يجب على الرياض التخلي عن منهاج بأن محصلتها صفر في أمنها الإقليمي وأيضًا يجب على طهران المساعدة في التخفيف من المخاوف السعودية، وللقيام بذلك يتعين على البلدين ببدء مناقشة اليمن”.
العالمية للحوثيين والولاء لـ”الثورة الخمينية”
دستمالچیان أشار في مقابلته أن من فوائد ما يحدث في اليمن إلى جانب استنزاف السعودية، هو تحويل الحوثيين إلى الاعتراف بكونها قوة عالمية، مشيرًا إلى أن الحرب الحالية، أظهرت ولاء أنصار الله لمبادئ الثورة الخمينية برفض الضغوط السعودية بشأن تغيير موقفها في ملفات إقليمية حتى يتم وقف إطلاق النار، وهو ما أكده محمد صدقي كوشكي عضو هيئة العلماء في طهران، بالقول أن: “الحركة مستوحاة من اتباع المثل العليا للثورة الإسلامية، وأفكار الإمام الخميني في التحرك والسياسيات، ومن خلال ردود الفعل والمواقف لهذه الحركة لاسيما على الصعيد الإقليمي يمكن القول أن أنصار الله مثل حزب الله وفية لمبادئ الثورة الإسلامية”، في كتابه الجديد الصادر بالفارسية يحمل عنوان “حركة أنصار الله في اليمن، التأسيس والتعزيز 2004-2013م”، وتوقع الكتاب أن يكون للحركة دور بارز في المواجهات الإقليمية القادمة.
وهو ما ذكره موقع الوقت في تحليل نشر 26 يوليو/ تموز يتحدث عن دور فيلق قدس في تأسيس جماعات إيران في الشرق بالقول: “يعلم الجميع بأن فيلق القدس وقائده اللواء قاسم سليماني قد ساهموا بشكل فعّال ومنقطع النظير في تشكيل وتقوية قوى المقاومة في المنطقة لاسيّما الحشد الشعبي في العراق والقوات الشعبية في سوريا وقوات حركة أنصار الله في اليمن، والتي أصبحت تمثل اليوم الساعد القوي لجيوش هذه الدول في تحرير أراضيها من الجماعات الإرهابية”.
يوم 25 يوليو/ تموز أجرت وكالة شفقنا التي تهتم بأخبار الشيعة في العالم مقابلة مع سفير إيران السابق في صنعاء علي أصغر قريشي “لم ترد المملكة العربية السعودية بشكل واضح الاعتراف بكون أنصار الله قوة في العالم، ولذلك فلن يكون هناك سلام ويمكننا أن نقول إن الحرب ستستمر”.
تطرق لهذا الأمر أيضًا جواد أمددي الباحث الإيراني في تحليل نشره موقع الوقت يوم 18يوليو/ تموز والذي يناقش تحديات الحوثيين في بناء الدولة اليمنية، بالقول: “لا زالت حركة أنصار الله تواجه تحديًا آخر لا يقل أهمية عن التحديات الأخرى إن لم يكن أكبر، ويتمثل هذا التحدي بعدم اعتراف الكثير من الدول رسميًا بهذه الحركة خصوصًا أمريكا وحلفائها الغربيين، والسعودية وحلفائها الإقليميين لاسيّما من قبل دول مجلس التعاون ودول عربية أخرى بينها مصر، وهذا الأمر شكّل عقبة أساسية بوجه الحكومة التي تعتزم الحركة تشكيلها”.
تشكيل المجلس السياسي
ويبدو أن تحقيق العالمية هو أحد أبرز المساهمين في تشكيل المجلس السياسي بين الحوثيين وحزب الرئيس اليمني السابق، والرغبة الأمريكية – كما أشرنا – في تحقيق الرغبة الإيرانية بجلوس الرياض و طهران في طاولة مشاورات لحلّ مسألة اليمن مع ملفات الشرق الأوسط، وهي بكل الأحوال لن تنزع سلاح الحوثي ولن تتراجع عن إهلاك السعودية بتهديد في حدودها الجنوبية، كلما رأت الحاجة لذلك.
موقع “الوقت” نشر تحليلًا في 3 أغسطس/ آب يحمل عنوان: “اتفاق صنعاء المستقبل السياسي والأمني“، زاعمًا: “ولأن الاتفاق يحظى بدعم من مختلف فئات الشعب اليمني فهو يشكل انتصارًا كبيرًا في تحديد اتجاه المستقبل السياسي لليمن، وخلال الأيام الماضية، تجمعت حشود كبيرة من اليمنيين في العاصمة صنعاء للاحتفال به”، إلا أن الحوثيين وحزب صالح وحدهم من وقعوا الاتفاق وقاموا بتشكيله.
ويضيف أن الغرض من هذا المجلس: “صنع هذ الصفقة السياسية لها آثار على فعالية المشهد السياسي في اليمن في توازن القوى وعلى المدى الطويل يمكن أن تتحول هذه التجربة إلى الناحية الديمقراطية في تشكيل الهياكل السياسية ما بعد التعرض للحرب، ويأتي توقيع هذه الاتفاقية بسبب عدم وجود نتائج في المفاوضات المرهقة والطويلة المستمرة في الكويت، وهي ليست فقط كشهادة على انهيار نتائج المفاوضات، بل هي أيضًا لدعم الحرب الأهلية في اليمن بتوحيد الجبهة في شمال البلاد من أجل الإعداد لحرب طويلة الأمد من الاستنزاف ضد السعودية وحلفائها”.
و”تشير الاتفاقية إلى أن التحالف بقيادة السعودية الآن في ذروة الضعف في اليمن، ذلك أن حرب الاستنزاف في اليمن، وضعت السلطات السعودية في مواجهة دستورية يمنية للخروج منها، والذي لن يكون سهلًا، والتعامل مع السعوديين سيتجاوز بذلك أي اتفاقات بما فيها التنسيق السياسي”، كما يبدو فالموقع يشير إلى إعادة تشكيل البرلمان اليمني، لمواجهة شرعية بديلة.
وترى إيران أن على مجلس الرئاسة اتخاذ إجراءات قانونية مكثفة ضد المملكة العربية السعودية وإلزامها بتقديم تعويضات لليمن، كما أن هذا الوضع الجديد سيكون هناك هزيمة استراتيجية للسعوديين بشكل لا غبار عليه، في وقت جرى تكثيف القصف الجوي بشكل أكبر لقوات التحالف العربية والمقاومة غير المتوقعة من قبل الجيش اليمني واللجان الشعبية ضد محاولة السيطرة على صنعاء وإنهاء الوضع العسكري في الميدان بمحافظات مأرب وتعز ومدن أخرى من قبل السعوديين، ولم يستطيعوا حتى مع الإجراءات الأخرى الممكنة بما في ذلك محاولات الإغواء بين اليمنيين وحتى العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل خلق حوافز جديدة من قبل السعوديين لوضع نهاية مشرفة للحرب”.
تعتقد إيران أن الاتفاق أوجد وحدة يمنية ضد العدوان الخارجي، بالرصاص، واتفاق سياسي ممكن في حكومة شرعية تشكل بشكل أسرع عن طريق موافقة الأطراف اليمنية وتكون أكثر انفتاحًا وخبرة سياسية قيمة في نهاية المطاف لأنصار الله في إدارة البلد أثناء الأزمة، ومن شأن هذه الصفقة أن تبدو بلا شك كمتغير في الساحة السياسية والإقليمية والميدانية أن وجدوا يمنًا موحدًا، وستكون تحت سلطة واحدة هي أكثر تعزيزًا لأهدافها السياسية والميدانية.
وأخيرًا ترى إيران أن هذا المجلس هو تعزيز لأهدافها ببقاء سلاح الحوثيين وإلغاء الشرعية اليمنية، وإجبار السعودية على الجلوس في طاولة واحدة وتأكيد على ولاء الحوثيين لإيران إلى جانب التأكيد على اعتراف العالم بالحوثيين كقوة بالرغم من كونهم جماعة مسلحة.