رغم مرور سنوات على قيام جوليان اسانغ بتسريب المراسلات السرية للدبلوماسية الأمريكية، فإن عددها الذي بلغ عشرات الآلاف جعل بعض ملفاتها الهامة لا تحظى بالاهتمام الذي يليق بها، ومن بين هذه الملفات سلسلة رسائل متعلقة بدولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا محمد بن زايد ولي عهد إمارة أبو ظبي.
الخوف من الإسلام السياسي:
ففي وثيقة أمريكية مؤرخة بتاريخ 29/04/2006 ورد حوار ما بين الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وأخيه عبد الله بن زايد مع مساعدة الرئيس الأمريكي جورج بوش للشؤون الأمنية ومكافحة الإرهاب، فرانسيس تاونسيند، وعند الحديث عن طريقة التعامل مع تيارات الإسلام السياسي والإخوان المسلمين، قال محمد بن زايد أن “فوز حماس في الانتخابات يجب أن يكون درسا للغرب الذي يطالبنا بالديمقراطية والانتخابات الحرة”.
ويضيف محمد بن زايد: “أجزم لك لو حدثت انتخابات في دبي غدا لفاز بها الإخوان المسلمون.. لا نريد الديمقراطية التي تأتي لنا بمثل هؤلاء”، وختم كلامه قائلا: “إننا في حرب مع هؤلاء وأمام تحد من أجل إيجاد طريقة ننهيهم فيها للأبد بحيث لا يعودون مرة أخرى، كما أننا نقوم بتغيير المناهج التي وضعها لنا الإخوان في الستينات من القرن الماضي”.
الخوف على إسرائيل:
وفي أحد الرسائل الأخرى، وفي إطار تحريضه للأمريكيين على إيران، حذر محمد بن زايد أحد المسؤولين الأمريكيين من “أن إيران تحيط بإسرائيل وسوف تهدد وجودها”، مشيرا إلى أن “مفتاح احتواء إيران يدور حول إحراز تقدم في الصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة مطالبة بالعمل بسرعة على إنجاز حل الدولتين، مقترحا أن يتم العمل مع “الفلسطينيين المعتدلين الذين يدعمون خارطة الطريق، وإهمال الآخرين حيث لا وقت لتضييعه”.
ومن جهة أخرى طلب عبد الله بن زايد من المسؤولة الأمريكية، أن تعمل على دفع حكومتها من أجل التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة بين أمريكا والإمارات، قائلا:”إن لم توقعونها معنا لن تستطيعوا توقيعها مع الكويت وقطر والسعودية”، مضيفا: “لا خطر علينا من توقيعها فعامة الشعب لا تعلم أن التوقيع يعني فتح التجارة مع إسرائيل، أني أرى أن التوقيع سيكون طريقا جيدا للإمارات من أجل رفع الحظر عن التجارة مع إسرائيل”.