يتجه الوضع في الحدود التونسية الجزائرية إلى مزيد من التأزم في ظل تواصل فرض السلطات التونسية ضريبة خاصة بالسيارات الأجنبية الداخلة إلى بلادها، تقدر بحوالي 14 دولارًا لكل سيارة، فيما استقبلت وزارة الخارجية الجزائرية، القائم بالأعمال في السفارة التونسية، شكري لطيف، للتشاور في هذه المسألة.
وفرضت تونس مؤخرًا، ضريبة المركبات النفعية أو السياحية على كل أجنبي يدخل التراب التونسي، بموجب الفصل 35 من قانون المالية التكميلي سنة 2014، حيث يلزم كل صاحب مركبة بتسديد مبلغ 30 دينارًا تونسيًا ويسلم له عند العبور وصل يمثل ترخيصًا رسميًا لجولان السيارة، ويثبت عليه طابع جبائي بهذه القيمة، بالإضافة إلى ضريبة أخرى قيمتها أيضًا 30 دينارًا تونسيًا، والمفروضة على الأشخاص، وهي الضريبة التي أعفي منها الجزائريون.
غلق عدة مراكز حدودية بين البلدين
وشهدت الحدود بين البلدين، مؤخرًا، توترًا، إثر احتجاج مواطنين جزائريين على استمرار فرض تونس، منذ سنتين، لضريبة قيمتها 30 دينارًا تونسيًا (نحو 15 دولارًا)، يدفعها أصحاب المركبات العابرين للحدود، ووصلت هذه الاحتجاجات إلى غلق عدة مراكز حدودية في محافظة تبسة، كان آخرها معبري “لحدادة” و”بتيتة” قبل أيام، لأكثر من 4 ساعات قبل تدخل قوات الأمن التي أعادت فتح حركة المرور بين البلدين.
سجل عدد المسافرين الجزائريين الذين يدخلون التراب التونسي منذ بداية شهر أغسطس ارتفاعًا ملحوظًا
وكان البرلمان التونسي صادق على ضريبة العبور ضمن قانون المالية في أغسطس 2014 وتفرض على الزائرين الأجانب لتونس عند مغادرتهم البلاد، وتبرر تونس فرض هذه الضريبة بحاجتها لتمويل المواد المدعمة التي يستهلكها الزائرون خلال إقامتهم بالبلاد.
وسجل المسافرون الجزائريون الذين يدخلون التراب التونسي منذ بداية شهر أغسطس ارتفاعًا ملحوظًا، مقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، إذ ارتفع عدد المسافرين من 10 آلاف إلى 17 آلاف مسافر يوميًا، وذلك على مستوى معبرين حدوديين فقط، حسب مديرية الأمن العام الجزائرية.
من جهتها استقبلت الخارجية الجزائرية، أمس الثلاثاء، القائم بأعمال السفارة التونسية بالجزائر شكري لطيف، وتباحث الأمين العام للوزارة حسن رابحي مع لطيف شروط إقامة وتنقل مواطني البلدين وسبل تحسينها.
أوردت وسائل إعلام محلية، أن السفير الجزائري عبد القادر حجار قد تقدم بطلب رسمي لمقابلة الرئيس التونسي
وأشارت وزارة الخارجية الجزائرية، في بيان لها، إلى أنه تم استعراض ظروف استقبال المواطنين الجزائريين القاصدين تونس خاصة خلال موسم الاصطياف مع التأكيد على أهمية مواصلة العمل المشترك لرفع كل المعوقات أمام حركة الأشخاص بين الجزائر وتونس.
في نفس الشأن، أوردت وسائل إعلام محلية، أن السفير الجزائري عبد القادر حجار قد تقدم بطلب رسمي لمقابلة الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي لمفاتحته في موضوع الضريبة المفروضة على الجزائريين.
ويشتكي العديد من الجزائريين من الضريبة باعتبار ما ألحقته بهم من متاعب مالية، حسب قولهم، خاصة مع دخول عدد من الجزائريين المقيمين على الحدود إلى تونس أكثر من مرة في اليوم، بحكم علاقات القرابة والمصاهرة التي تربط أبناء العائلات في البلدين.
ويخشى مراقبون، تأثير هذه الاحتجاجات المتكررة على العلاقات بين البلدين وتدفق السياح الجزائريين على تونس، الأمر الذي من شأنه أن يؤثرًا سلبًا على الموسم السياحي لتونس هذه السنة.
وتعول تونس على السياح الجزائريين لانقاذ موسمها السياحي، الذي تضرر نتيجة الضربات الارهابية التي شهدتها منشأتها السياحية، كان اخرها الهجوم الإرهابي الذي استهدف منتجع بمحافظة سوسة الساحلية.
ويؤكد خبراء، أن تواصل هذه الاحتجاجات، يمكن أن يساهم في مزيد تأجيج الأوضاع بين البلدين وامكانية استغلال الجماعات الإرهابية والمهربين لهذه الأوضاع.
اتهام المهربين بالوقوف وراء الاحتجاجات
في مقابل ذلك، يتهم عدد من مسؤولي البلدين المهربين بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات المتكررة التي تعرفها المعابر الحدودية البرية بين البلدين، في الفترة الأخيرة، رفضًا للضريبة التي أقرتها الحكومة التونسية سنة 2014، من أجل إرباك الوضع على الحدود وتسهيل عملهم غير القانوني.
نبه حجار إلى الخطر الذي يمكن أن تحدثه الاحتجاجات المتكررة على المعابر الحدودية
في هذا الإطار، قال السفير الجزائري في تونس عبدالقادر حجار، في تصريح لجريدة الشروق الجزائرية “لا أعتقد أن الجزائري الذي يزور تونس مرة أو مرتين في السنة، يتضرر من دفع 30 دينارًا أو 60 دينارًا تونسيًا، المشكلة تخص الأشخاص الذين يدخلون تونس في أكثر من مرة في اليوم، بعضهم يدخلها 3 وحتى 5 مرات”.
مخاوف من استغلال المهربين للاحتجاجات
نبه حجار إلى الخطر الذي يمكن أن تحدثه الاحتجاجات المتكررة على المعابر الحدودية، وغلقها، بالقول “كما تعلمون الحدود الجزائرية في معظمها ملتهبة، سواء الغربية، أو الجنوبية وعلى الحدود الليبية، الحدود الهادئة الوحيدة هي الحدود التونسية، لهذا لا ينبغي أن نختلق مشكلة على حدود هادئة من أجل 30 دينارًا تونسيًا”، متهمًا المهربين بالوقوف وراء هذه الاحتجاجات، وفق ما جاء في الصحيفة.
ويقدر عدد الجزائريين الذي يتوافدون على تونس سنويًا بنحو مليون و200 ألف زائر، لقضاء عطلاتهم، خاصة خلال الموسم السياحي في الصيف.