لماذا تعد بريطانيا فرس رهان في هذا الأولمبياد؟

اعتاد العالم في المنافسات الأخيرة من الأولمبياد العالمي لعدة سنوات على وجود صراع محموم ينحصر بين الولايات المتحدة الأمريكية ودولة الصين في لحصد أكبر عدد من الميداليات الأولمبية، وإعداد أكبر عدد من الأبطال.
لكن منذ أولمبياد لندن 2012 ظهر فرس رهان آخر ينافس الاحتكار الصيني الأمريكي، وقد تجلى بقوة ليصبح ظاهرة في أولمبياد “ريو دي جانيرو” 2016، إنهم أبطال بريطانيا الذين جعلوا المؤسسات الرياضية العالمية تتسائل عن سر التقدم لديهم في الألعاب الأولمبية الحالية، حتى نجحوا في تخطي العملاق الصيني، واحتلوا المرتبة الثانية من حيث عدد الميداليات بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
حيث حصلت الولايات المتحدة حتى اليوم على 35 ميدالية ذهبية – 33 فضية – 32 برونزية بمجموع 100 ميدالية.
وأتت بريطانيا في المرتبة الثانية بمجموع 56 بينهم 22 ذهبية – 21 فضية – 13 برونزية .
أما الصين فتخلفت في المركز الثالث بعدد ميداليات ذهبية أقل من بريطانيا 20 ميدالية – 16 فضية – 22 برونزية بمجموع ميداليات 58، ولا زالت المنافسات مستمرة.
السر في البرنامج الأوليمبي البريطاني
أولت بريطانيا اهتمامًا كبيرًا للتمويل المباشر للبرنامج الأوليمبي البريطاني عن طريق اليانصيب الوطنية، حيث كان مخصصًا لمؤسسات الإدارة والأبحاث الرياضية من أجل تأسيس مشروع رياضي على المستوى العالمي، وهو المشروع الذي انطلق قبيل أولمبياد لندن، وتحصد بريطانيا الآن نتائجه في البرازيل.
وهذا البرنامج الذي جعل المهتمين بالأولمبياد يتسائلون عن العوامل التي تقف وراء النجاحات المبهرة التي حققها الرياضيون البريطانيون في دورة ريو دي جانيرو الأوليمبية.
عوامل أخرى
يرى البعض أن أحد العوامل الرئيسية خلف هذا التقدم البريطاني هو التراجع الروسي، حيث ذهبوا لتفسير السبب الكامن وراء النجاح الذي تحققه بريطانيا هذا العام بغياب المنافسة المباشرة لبريطانيا، وهي روسيا، التي عوقبت بقسوة هذه الدورة عن طريق منع العديد من رياضييها من المشاركة في الأولمبياد بحجة تناولهم منشطات.
تشكيك روسي في الانجاز البريطاني
موقع سبورت إكسبريس الرياضي الروسي، نشر مقالًا تحت عنوان “بريطانيا تحقق رقمًا قياسيًا في عدد الأوسمة الأوليمبية.”
ونشر الموقع تعليقا لأحد قرائه عبر فيه عن استهجانه بقوله “وما الغريب في ذلك؟ البريطانيون استحوذوا على مواقع قيادية في منظمة مكافحة المنشطات العالمية والاتحاد الدولي لألعاب القوى واللجنة الأوليمبية لرياضة المعاقين. إنهم موجودون في كل مكان، ويتمتعون بتغطية آمنة ويتمكنون من التدريب والتسابق دون مشاكل.”
من جانب آخر، انتقدت وزيرة الرياضة البريطانية، تريسي كراوتش، الدول التي شككت في هيمنة فريق الدراجات البريطاني في أوليمبياد ريو.
وذلك بعدما شككت بعثات رياضية في النجاح الذي حققته الرياضيات البريطانيات، بينما تساءلت بطلة الدراجات الالمانية كريستسنا فوغل عن كيفية تمكن الرياضيات البريطانيات من تحقيق هذه النجاحات في أولمبياد ريو علما بأنهن أخفقن في تحقيق أي انجاز يذكر في السنوات القليلة السابقة.
وهو الأمر الذي دفع الوزيرة البريطانيا للدفاع عن انجاز بلادها، حيث قالت إن التعليقات التي تنال من أداء الفريق البريطاني “ظالمة”، وأن الراكبين البريطانيين، بكل بساطة، أصبحوا أفضل من منافسيهم.