التصوير الفوتوغرافي، أو فن الرسم بالضوء، هكذا كان يُطلق على التصوير الفوتوغرافي قديمًا باعتباره نوع من أنواع فنون الرسم، يقوم من خلاله المصور بإعادة إسقاط المشهد أمامه على وسط بتأثيرات ضوئية لينتج في النهاية فن التصوير المنظوري، أو ما يُسمى بالتصوير الفوتوغرافي.
لا يستطيع أحد أن يغض بصره عن أهمية التصوير الفوتوغرافي، لا سيما بعد دوره في توثيق الأحداث التاريخية المهمة، ودوره المحوري في الإعلام، وذلك منذ بدايات اختراع تفنية التصوير وحتى عمل التصوير الآن بالتقنيات الرقمية والإلكترونية المتناهية الدقة، وما لهذا من إختصار للوقت، والجهد، والتكلفة، وما له أيضًا من رصد الأحداث المهمة واللقطات التاريخية، ونقلها وتخزينها، ومنه استطاع العالم تخزين ملايين اللقطات عبر التاريخ لازلت محفوظة حتى الآن.
نعرض لكم في اليوم العالمي للتصوير الخط الزمني للتصوير الفوتوغرافي
المرحلة الأولى
قبل 250 سنة من وصف روجر باكون للكاميرا، يأتي أبو الحسن ابن الهيثم ويصف أول آلة تصوير بدائية وذلك في عام 1039 ميلاديًا، ثم تأتي بعد ذلك بعدة قرون الكاميرا المظلمة، وهي عبارة عن غرفة صغيرة مظلمة جدا في احدى جدرانها ثقب بحجم الدبوس يخترقها الضوء القادم من الخارج ليسقط على الجدار الاخر المقابل للفتحة المطلي باللون الأبيض للحصول على صورة واضحة قدر الإمكان وكانت الصورة المتكونة مقلوبة راسا على عقب وكذلك معكوسة الاتجاهات، ومن ثم بدأت عملية مزج العدسة الزجاجية مع آلة التصوير، ليبدأ المخترعون في الحصول على الصورة بالوضع الصحيح وبوضوح أكثر.
أول صورة تخرج للعالم في عام 1826، من قِبل جوزيف نيسفور نيبس، تم إلتقاط الصورة من أعلى بناء في منطثة بورجوندي الفرنسية، وذلك بةاسطة تقنية الهيلوجرافي، وهي أدق وأول تقنية للتصوير تستخدم قطعة من المعدن حساسة جدًا تقوم بتركيز الضوء بكميات متناسبة مع المعدن المستخدم.
المرحلة الثانية :
استغرقت أول صورة فوتوغرافية ثابتة 8 ساعات لتكوينها، وكان ذلك في عام 1826، تتابعت المحاولات في اكتشاف مواد تقوم بتحسين الصور وتسهل من طباعتها، كان أشهرهم في عام 1839، للعالم جون هيرشل أسهم في مسائل مهمة أدت إلى تحسين العمليات الفوتوغرافية (Cyanotype)، عرف العالم على المصطلحات “تصوير” “نيغاتيف (سلبي)” و”بوسيتيف (إيجابي)”، واستعمل مادة الصوديوم ثيوسلفيت كمثبّت.
كان الأكثر جدلية هو إدوارد مويبريدج ، وذلك بسبب قيامه باولى التجارب لتحريك الصور وقد عرف بالتصوير فائق السرعة ، وشرح كيف حل وفهم العديد من الظواهر العلمية والطبيعية بالإمكانيات المتواضعة المتاحة للإنسان في ذلك الوقت، وهو مكتشف الزوبراكسيسكوب (zoopraxiscope) كذلك، وهي عبارة عن قرص دائري مع سلسلة من الصور، وعندما يتم تناوب القرص أنه يعطي انطباعا للحركة.
أول صورة ملونة ، تم إلتقاطها بواسطة عالم الرياضة والفيزياء جيمس كليرك ماكسويل، وهي أول صورة ملونة ثابتة اخترعها العالم ماكسويل عام 1861.
المرحلة الثالثة:
كان عام 1888 هو العام الأكثر شعبية للتصوير بظهور كاميرا ” كوداك” للساحة، قدمها جورج ايستمان كوداك أشهر الة تصوير انذاك وعرفت باسم (Kodak) التي صنعها بنفسه حيث بدأ عمله كهاوٍ للتصوير ثم كصانع للوح الحساس والة التصوير في روجستر – نيويورك، وكانت الآلة تلك عبارة عن صندوق صغير محمول باليد يتم تحميلها بفيلم طويل وبشكل ملفوف على بكرة فيمكن التقاط مئة صورة به ومغطى بطبقة من الجيلاتين والبروميد وبعد التصوير ترسل الة التصوير بكاملها للصنع حيث يتم تحميلها باخر جديد غير معرض للضوء ويتم ارجاعها لصاحبها وتتم بعد ذلك عمليات الإظهار والتثبيت والطبع وكان شعار المعمل انذاك هو “اضغط أنت على الزر ودع الباقي علينا”.
ومن ثم في 1891 قام وليام كينيدي لوري ديكسون بتطوير “kinetoscopic” وهي كاميرا الصور المتحركة أثناء العمل لتوماس أديسون، ومن ثم بدأ إختراع التصوير السينمائي، ليبدأ بعدها عهد جديد للتصوير ولتأثير الصورة على المجتمع.
أول صورة رقمية، والتي تم إلتقاطها عام 1957، وذلك قبل أختراع الكاميرا الرقمية من كوداك بحوالي عشرين عامًا، تعمل الصورة بتقنية المسح الرقمي لصورة مأخوذة على الفيلم داخل الكاميرا مسبقًا.
أول صورة لأشخاص، وهي صورة لشارع في باريس، وكان من المفترض للمصور أن يلتقط صورة لمعبد بوليفراد دو، إلا أن تعرض الكاميرا للصورة لمدة 7 دقائق جعل من البشر في الصورة ألا يظهروا بالشكل المطلوب، ولكن في الركن السفلي ليسار الصورة، نجد شخص يلمع حذاءه في الشارع، كما أنه بالتدقيق المستمر في الصورة، يمكن إيجاد المزيد من الأشخاص، هل استطعت إيجادهم ؟
أول صورة شخصية في العالم “بورتريه”، ولكنها تعتبر أول سيلفي في العالم أيضًا، حيث قام روبورت كورنيليوس بالوقوف أمام العدسة لدقيقة كاملة قبل أن يغطيها ليلتقط صورة لنفسه، وذلك في عام 1839.
أول صورة مخادعة في العالم، أو صورة خدعة، وذلك في عام 1840 من قِبل هيبوليت بايرد، وهو الذي صارع لويس داجير “مخترع الألواح الفضية” على الحصول على لقب “ملك التصوير”، وفي خطوة متمردة قام بايرد بتصوير ذلك الرجل الذي إدعى أنه غرق بعد أن انتحر.
أول صورة للشمس، إلتقطها الفيزيائيان لويس فيزيو و ليون فوكو عام 1845، وإذا دققت في الصورة جيدًا ستجد فيها العديد من البقع البنفسجية
أول صورة للفضاء، تم إلتقاطها في 24 أكتوبر 1946، تعرض الصورة الأرض باللون الأبيض والأسود، كما صورت الكاميرا بحركة 35 مم، حيث قامت بتصوير صورة كل ثانية ونصفمع ارتفاع الصاروخ المتتالي في الغلاف الجوي.
أول صورة خبرية في عالم التصوير، يُعتقد انه تم إلتقاط هذه الصورة في عام 1847، وهي تمثل اعتقال رجل في فرنسا، وتعتبر أول صورة تم استخدامها في الأخبار.
أول صورة لرئيس، وهي للرئيس جون كوينسي آدامز، الرئيس السادس للولايات المتحدة، وكان أول رئيس يتم تصويره، كما كان جيمس بولك، الرئيس ال11 للولايات المتحدة، والذي تم تصويره في عام 1849، هو أول رئيس يحظى بصورة له في مكتبه.
لم يكن التصوير تأريخًا للأحداث التاريخية فحسب، بل كان عاملًا مهمًا في التأثير على الشعوب، بل والترويج لبعض التوجهات والحركات، بل وأحيانًا ترسيخ الأديان في الأذهان، حيث تطورت الصورة مع الزمن، لتصبح عاملًا مهمًا من عوامل ترسيخ الأفكار في الأذهان، وتحولت من مجرد تأريخ بالأبيض والأسود، إلى سلاح قوي يمكن استخدامه للترويج لمباديء أو أفكار معينة، أو بإمكانه الترويج لقضايا سياسية واجتماعية يمكنها أن تلف العالم كله.