ترجمة وتحرير نون بوست
مع تحسن العلاقات بين تركيا وروسيا، شهدت العلاقات بين إيران وروسيا تحسنًا من شأنه أن ينشئ تحالفات جديدة.
ومن الواضح أيضًا أن الشيعة يحققون نجاحًا يظهر جليًا من خلال إبرام اتفاقية النووي بين إيران والولايات المتحدة وكذلك من خلال الفيديو الذي انتشر مؤخرًا والذي يظهر فيه تمركز روسي في قواعد جوية إيرانية.
ترى ما ردة فعل المملكة السعودية السنية في مثل هذه الحالة؟ المملكة لا يمكن إلا أن توجه ضربات ضد الشيعة الحوثيين في اليمن، من خلال استعمال أسلحة بريطانية.
لكن الأمر مختلف بالنسبة لتركيا، فبعد حادثة تحطم الطائرة، والتي تسببت في انحدار في السياحة، توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى روسيا لتسليط الضوء على صداقته “الخالدة” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وتمكنت تركيا من خلال هذه الزيارة من امتصاص غضب روسيا، كما أصبحت تركيا أحد المساعدين للقوات الأمريكية المتمركزة في سوريا وفي نفس الوقت أحد مساندي القوات الروسية، وهدف كلا الدولتين هو ضرب معاقل تنظيم الدولة في سوريا.
لكن ماذا عن جبهة النصرة، فرع تنظيم القاعدة، هذا التنظيم الذي أسسه أسامة بن لادن؟ وقد غيرت جبهة النصرة اسمها منذ بضعة أيام ليصبح “فتح الشام”، ولا يمكن تحديد موقف جبهة النصرة حول تنظيم الدولة، فقد تكون حليفًا له في بعض الأحيان وقد تكون في صراع معه في أحيان أخرى، وتعد جبهة النصرة، أو بالأحرى الفيلق الممول من قبل قطر، أحد جيوش العصابات البارز في سوريا، واهتمامنا بتنظيم الدولة جعلنا نصرف النظر عما تشكله جبهة النصرة من خطر وتهديد ليس لسوريا فقط، بل للعالم ككل.
لكن روسيا لم تصرف نظرها عن جبهة النصرة، فهي توجه ضرباتها العسكرية لحلب ومحافظة إدلب الشرقية، وتقوم جبهة النصرة بالتصدي لهذه الهجمات، فقد تمكنت سابقًا من التصدي للحصار الذي تم فرضه عليها من قبل النظام السوري في حلب، في المقابل، تمكن النظام السوري من استعادة السيطرة على تدمر بعد معركة ضد تنظيم الدولة كانت قصيرة لكنها كانت دامية وأودت بحياة العديد من الجنود السوريين الذين لقوا حتفهم جراء العديد من الألغام المزروعة في المكان.
لكن ذلك قد لا ينجح مع جبهة النصرة خاصة بعد ارتفاع في عدد السوريين المنظمين لصفوفها مقارنة بعدد السوريين في تنظيم الدولة، وإن دل ذلك على شيء فهو يدل على أهمية تواجد السنة في مثل هذه التنظيمات، فعدد المنضوين تحت راية جبهة النصرة والمؤمنين بأفكارها أصبح أكثر تجليًا من أولائك الذين انضووا إلى تنظيم الدولة.
أما بالنسبة لتركيا، فقد أقر أحد العاملين في المخابرات الألمانية، والذي عادة ما يعمل كمفاوض بين حزب الله الشيعي وإسرائيل خاصة في قضايا استبدال الأسرى، بأنه يجب توجيه إصبع الاتهام إلى حليفة الناتو تركيا بسبب تورطها فيما يسمى بـ”الحرب على الإرهاب”.
فالرئيس أردوغان يقوم بتقديم الدعم لروسيا في عملياتها ضد تنظيم الدولة، ويواصل في نفس الوقت تقديم الدعم للولايات المتحدة الأمريكية، ويتلقى اتهامات من قبل وزارة الداخلية الألمانية، فالبلد المسلم الوحيد في الناتو هو بلد سني، إلا أنه أحد المشاركين في الحرب بين السنة والشيعة، فأي مستقبل ينتظر هذا البلد؟ خاصة بعد التغير الذي شهدته العلاقات بين تركيا ونظيرها الروسي والإيراني، كما انتشرت معلومات تفيد بأن كل من طهران وموسكو قامتا بتحذير تركيا من محاولة الانقلاب الأخيرة، وكان أردوغان قد عبر عن امتنانه لما أظهرته روسيا من رفض لمحاولة الانقلاب.
وفي سياق آخر، على السعودية وقطر الإجابة على عديد الأسئلة، فالعديد يتساءلون عمن يقدم الدعم للمتمردين في سوريا، وتجدر الإشارة إلى أن الدول السنية الخليجية كانت قد دعمت طالبان في أفغانستان كما تقدم الدعم الآن لتنظيم الدولة وجبهة النصرة، أما روسيا وأمريكا فهما ضد كلا التنظيمين ولا تنفك وجهات نظريهما تتقارب.
المصدر: الإندبندنت