بعد مرور أقل من شهر رحيل إعصار هايان عن الفلبيين ولملمة الموت رائحته التي نثرها في المكان مخلّفاً أكثر من 5000 ضحية وخسائر قدرت بـ 1.36 مليار دولار، أخذت الحياة الطبيعية تعود إلى المناطق المتضررة وتفتح المؤسسات التعليمية أبوابها، والسيارات تمشي على الشوارع وتفتح المحال التجارية أبوابها.
في مدينة “أورموج” إحدى المناطق المتضررة من الاعصار، افتتحت أهم المدارس الثانوية أبوابها في المدينة وتوجه اليها الطلاب بزيّهم الموحد في يوم مدرسيّ اعتيادي، كان هناك على باب المدرسة من يتفقد هويّاتهم كالعادة وبامكان المارة مشاهدة أن ثمة حياة عادت إلى المدرسة.
نعم لم تكن المدرسة قد استعادت عافيتها بالكامل كما كانت عليه، بعض الأقسام المتضررة والتي لم يسمح الوقت بعد بترميمها تم تغليفها بالنايلون، وأقفلت الأقسام والصفوف التي تضررت بشكل كبير، بعض الصفوف الدراسية الأخرى رغم عمليات الترميم الأولية التي قامت بها المنظمات الخيرية والحكومية لا زالت بها بعض الأضرار الا أن ذلك لا يمنع من متابعة الدراسة فيها.
ولأن مدينة “أورموج” كانت تعرضت لضرر أقل من جارتها “تاكلوبان” فإن طلاب الأخيرة توجهوا الى “أورموج” لمتابعة تعليمهم حتى تتمكن السلطات والهيئات من ترميم مدارسهم والعودة اليها بشكل طبيعي.
معلمو المدرسة في “أورموج” إلى جانب إعطاء الدروس، فإنهم يقومون بمساعدة الطلاب بالتخلص من الآثار النفسية السيئة للإعصار محاولين جاهدين بث الفرحة والسرور في نفوس الطلاب،ولا تخلو حتى المواعظ المدرسية، التي تعلق على حيطان الصفوف من محاولة تحسين الحالة النفسية للطلاب، وإزالة آثار الإعصار عنها، وأكثر ما يلفت النظر من بين هذه المواعظ، عبارة ” بلا سقف، بلا مأوى، لكن ليس بلا أمل”.
وحسب أرقام المكتب الوطني للإحصاء في الفلبين فإن معدل محو الأمية يبلغ 93.4 ٪ مما يعني أن نسبة عالية من الشعب تعرف القراءة والكتابة في الوقت الذي يبلغ فيه الانفاق على التعليم 2.5 من الناتج المحلي الإجمالي، وفقاً لوزارة التربية والتعليم فإن في الفلبين هناك أكثر من 42 ألف مدرسة ابتدائية وأكثر من 8 آلاف مدرسة ثانوية، وتحتل الفلبين مكانة جيدة من مستوى التعليم في دول العالم.