توصّل أعيان مدينة مصراتة ومشايخ العبيدات، إلى اتفاق يقضي بوقف الحرب في مدينة بنغازي، وشرقي ليبيا، ودعم الوفاق السياسي بالبلاد، حيث وقع وفدان يمثلان الجهتين، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة في تونس العاصمة، اتفاق المصالحة.
اتفقت الأطراف الموقعة على الاتفاق، إلى جانب دعمها الوفاق السياسي في ليبيا، على محاربة الإرهاب بكل أشكاله
وأكد المجتمعون في تونس حرصهم على وحدة التراب الليبي والتمسك بمدنية الدولة، ورفض كل أشكال الانقلابات العسكرية، وطالبوا، في ذات السياق، حكومة الوفاق الوطني باتخاذ التدابير اللازمة لإيقاف عمليات الاقتتال في مدينتي بنغازي ودرنة وإخلاء مدينة بنغازي من جميع المظاهر العسكرية.
وتنتشر في مدن الشرق الليبية العديد من المليشيات العسكرية، الأمر الذي تسبب في ازدياد عمليات الاقتتال هناك وتدهور الوضع الإنساني الذي أصبح يبعث على القلق، حسب العديد من المتابعين.
واتفقت الأطراف الموقعة على الاتفاق، إلى جانب دعمها الوفاق السياسي في ليبيا، على محاربة الإرهاب بكل أشكاله، وحل التشكيلات المسلحة غير النظامية، إضافة إلى حماية المنشآت النفطية وتجنيبها جميع الأعمال العسكرية.
الصراع على النفط يؤجج الأزمة الليبية
وتأمل ليبيا إعادة رفع مستوى إنتاجها من النفط الخام بعد التراجع الكبير الذي أبقى الإنتاج عند مستوى 350 ألف برميل يوميًا فقط، أي ما يعادل ربع الإنتاج قبل بداية ثورة فبراير 2011.
وفي مارس 2014، فوّض مجلس الأمن الدول الأعضاء باعتلاء السفن التي يشتبه في أنها تحمل نفطًا من موانئ يسيطر عليها المسلحون في ليبيا والسماح للحكومة بأن تطلب من وضع تلك السفن على القائمة السوداء للجنة العقوبات.
ومازالت حكومة الوفاق الوطني التي انبثقت عن حوار مدينة الصخيرات المغربية، أواخر مارس الماضي، تواجه رفضًا من الحكومة والبرلمان اللذين يعملان في مدينة طبرق (شرق البلاد) بمساعدة قوات اللواء خليفة حفتر، غير المعترف بها دوليًا.
في سياق متصل أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، أمس الجمعة، أن الأزمة في ليبيا أوجدت “احتياجات إنسانية مهولة” إذ هناك أكثر من 2.4 مليون شخص يحتاجون مساعدات إنسانية (أدوية ولقاحات).
انعكست حالة الانقسام السياسي وانتشار الاقتتال في ليبيا سلبًا على الأوضاع الاقتصادية للمواطن هناك
وأشار كوبلر إلى وجود 300 ألف طفل خارج المدارس وحوالي 350 ألف نازح ليبي، فضلاً عن 270 ألف مهاجر عالقين في هذا البلد الغارق في الفوضى.
تطعيم الأطفال في مستشفيات ليبيا
انعكست حالة الانقسام السياسي وانتشار الاقتتال في ليبيا سلبًا على الأوضاع الاقتصادية للمواطن هناك، حيث يعاني شرق البلاد وغربها من نقص السيولة والتضخم وغلاء الأسعار ونقص بعض البضائع الاستهلاكية الأساسية.