يعمل الآن فريق من 40 شخصًا على إنهاء العمل الفني باسم “الرئيس”، وهو الفيلم السينمائي الذي سيروي قصة طفولة وشباب رجب طيب أردوغان من عام 1954 وحتى عام 1999، حيث يجسد شخصية أردوغان في الفيلم الممثل “ريها باي أوغلو” كما ستقوم الممثلة التركية “أوزليم بالجلي” بتجسيد دور زوجة الرئيس أمينة أردوغان.
ستعود أجواء حي “قاسم باشا”، أفقر أحياء إسطنبول، في باي أوغلو في إسطنبول إلى ما كانت عليه في عام 1960، حيث سيتم تصوير الفيلم فيها، وسيظهر بائع البقالة، والخياط، وبائع الخبز كما كان يراهم أردوغان في طفولته التي بدأت في ذلك الحي، ليتحول الحي بالفعل إلى مشهد سينمائي مستمر منذ بدأ تصوير الفيلم.
يتناول الفيلم أردوغان الطفل، بائع البطيخ في الشوارع، وبائع الكعك أو ما يسميه الأتراك بالـ “صميت”، ليسد جوعه ورمق عائلته الفقيرة، قبل أن يلتحق بمدرسة إمام خطيب الثانوية، ويتخرج منها بتفوق ليلتحق بكلية الاقتصاد في جامعة مرمرة بإسطنبول.
لن يتناول الفيلم جانبًا متحيّزًا أثناء عرضه لحياة أردوغان، فهو يقدم للمشاهد نظرة جديدة على حياته من منظور مختلف وبدون دوافع، ولكن لم يفصح فريق العمل عن وجهة نظر الفيلم في أردوغان ومن أي منظور قام بتصوير شخصيته فيه، كما لم يفصحوا عن إمكانية تناول الفيلم لحياة أردوغان من منظور عاطفي بحت وعرضه على أنه مجرد قصة نجاح بدون أبعاد أخرى.
قام الفريق العامل على الفيلم بالتركيز على الأحداث التي أثرت على شخصية أردوغان أثناء شبابه، كما قامو بعرض الإنجازات التي حققها سواء في الرياضة أو على المستوى الديني قبل أن يتخرج من مدرسة “إمام خطيب”، حيث عرضت أحداث الفيلم علاقات أردوغان الشخصية قبل التحول السياسي الجذري في حياته، كما يلمس الفيلم جزءًا كبيرًا من علاقاته العائلية.
لا يُعد الفيلم من الأفلام الترويجية للشخصيات، ولا يهدف لخلق البروباجندا، وذلك على حسب أقوال فريق العمل في لقائه مع جريدة “خبر ترك” التركية، حيث أكد الفريق على عدم تدخل الفيلم في الشأن السياسي، ولا التحيز لحزب ديني معين، حيث لم يتم الترتيب بين فريق العمل ومستشاري أردوغان السياسين قبل البدء في تصوير أحداث الفيلم بحسب كلام الفريق.
تمت الإشارة في الفيلم إلى منع الآذان للصلاة في كل المساجد في تركيا، وتجريم من يقوم بهذا العمل بعد قيام الجمهورية التركية الحديثة، كما ظهر ردة الفعل العنيفة تجاه أحد أئمة المساجد عندما قام بالتمرد على القرار وقام بالآذان بصوت عالٍ، ليظهر في الصورة طفل يقوم بالآذان نيابة عن الإمام، يبدو أنه أردوغان وقت أن كان في السابعة من عمره.
أحد الإعلانات الأولية للفيلم
يؤكد فريق العمل على عدم الإشارة لأية أحزاب دينية في الفيلم مع عدم الترويج لها، كما يؤكد عن بعده الكامل عن الأحداث الأخيرة الواقعة من محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا، وذلك لأن الفيلم هدفه الأساسي هو التعريف بخبايا حياة أردوغان الشخصية، والتي لم يتناولها أحد من قبل، حيث يُعتبر الفيلم هو أول عمل يتناول حياة رئيس من منظور مختلف وغير سياسي.
أشار فريق العمل كذلك إلى صعوبة اختيار ممثل يقوم بتجسيد دور أردوغان في الفيلم، حيث كانت الشروط أن يكون الممثل ذا تاريخ نظيف في جميع أفلامه، فبعد تجربة المحاولة مع 200 مرشح لأداء الشخصية، تم اختيار الممثل التركي “ريها باي أوغلو”.
الإعلان الرسمي للفيلم
تم ظهور أول إعلان لفيلم الرئيس ليسبب ضجة إعلامية كبيرة كانت متوقعة قرب ميعاد ظهور الفيلم على الشاشة، ومن المتوقع عرض الفيلم في مختلف دور العرض في الرابع عشر من أكتوبر من هذا العام، ويراهن فريق العمل على كيفية تغيير الفيلم لشخصية أردوغان في أذهان الكثير من معارضيه وكذلك مؤيديه، بعرض الفيلم لشخصيته منذ الصغر وحتى كونه رئيس الجمهورية التركية الآن.
كيف سيرى الجمهور أردوغان بعد عرض الفيلم المرتقب ونزوله لساحات دور العرض، فأي أردوغان سنرى؟ وكيف ستكون البروباجندا التي ستخلف الفيلم؟ خصوصًا بعد الأحداث السياسية المتغيّرة التي تشهدها تركيا الآن بعد محاولة الانقلاب الفاشل.