على عكس ما ذكرته بعض الصحف العربية صباح اليوم، فإن قضايا الفساد لم تطح ب”نصف حكومة أردوغان”، وإن كانت قضايا الفساد أطاحت بثلاث وزراء، فإن الحديث عن تعديل وزاري وشيك في حكومة أردوغان بدأ منذ أسابيع وقبل الكشف عن قضايا الفساد، بسبب إعلان حزب العدالة والتنمية عن ترشيح عدد من الوزراء في الانتخابات البلدية القادمة، في مارس آذار 2014، وهو ما يجبرهم على التخلي عن مناصبهم في الحكومة حتى يتفرغوا حاليا لحملتهم الانتخابية ولاحقا لبلدياتهم في حال فوزهم.
وأما الوزراء الذين بدأت التحقيقات مع أبنائهم في قضايا الفساد والذين استقالوا صباح أمس قبل الإعلان عن التشكيل الوزاري الجديد بساعات، وبعد مشاورات بينهم وبين أردوغان، وبين أردوغان ورئيس الجمهورية عبد الله غول، فهم وزراء الداخلية، “معمر غولر”، والاقتصاد، “ظفر تشاغلايان”، والبيئة والتخطيط العمراني “أردوغان بيراقدار”، والوحيد الذي أثار ضجة اثر استقالته هو وزير البيئة إذ بدا أنه استاء من “تخلي” أردوغان عنه رغم ثقته –أي الوزير- بأنه وابنه بريئان من قضية الفساد.
أمر الله إيشلر:
نائب حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي عن العاصمة أنقرة، عين نائبا لرئيس الوزراء، وهو عضو في لجنة الصداقة الفلسطينية التركية في البرلمان، بالإضافة إلى كونه من خريجي كلية الشريعة، ويكتب أحيانا بعض التغريدات باللغة العربية على حسابه الخاص على تويتر، من بينها هذه التغريدات التي كتبها حول الأزمة الحالية التي تعيشها تركيا:
بعض قادة الدول الأشقاء في المنطقة يبذلون ما بوسعهم لتمصير تركيا (تحويل تركيا إلى مصر) ولكن هذه المحاولات حتما ستكون فاشلة.
— Emrullah İŞLER (@emrullahisler) December 25, 2013
الدول التي تحاول تمصير تركيا هي التي تدعي بان تركيا تتدخل في شؤون الغير. هكذا يكون الكذب والنفاق والرياء. وهذا سبب خسرانها دائماً.
— Emrullah İŞLER (@emrullahisler) December 25, 2013
كما علق على فتح الله كولن وخطابه الأخير الذي دعا فيه على الحكومة التركية فقال:
# أردو غان: اللعنة على من يدعو على الغير والدعوة لمن يدعو للغير.
— Emrullah İŞLER (@emrullahisler) December 24, 2013
أعلا أفكان:
وهو وزير الداخلية الجديد، واقرب المقربين لرئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، حيث شغل طيلة السنوات السبع الماضية منصب المستشار الأول لأردوغان، ويفترض أنه سيخوض في المرحلة القادمة “حرب وزارة الداخلية”، لتفكيك الشبكات التي تحدث أردوغان عنها والتي تشير تقارير إعلامية ومصادر داخل الدولة التركية إلى أنها شبكة تابعة لجماعة فتح الله كولن تأخذ توجيهاتها من خارج الوزارة.
لطفي علوان:
وهو نائب العدالة والتنمية عن محافظة قارامان، وعُين وزيرا للمواصلات والملاحة البحرية والاتصالات، أنهى تعليمه الجامعي في مجال الاقتصاد في جامعة ديليوار في الولايات المتحدة الأمريكية، وكان عضوا في لجنة المفاوضات الأوروبية التركية ووكذلك في الجنة البرلمانية الأوروبية التركية المشتركة.
مولود تشاوش أوغلو:
عين وزيرا لشؤون الاتحاد الأوروبي وكبير المفاوضين الأتراك، وهو نائب حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي عن محافظة أنتاليا، ويشغل منصب نائب الرئيس العام لحزب العدالة والتنمية في الشؤون الخارجية، ونشر مساء أمس صورة له مع سلفه باريش ايغيمان قائلا بأنه يعتز بعلاقة الصداقة التي تجمعه بسلفه وأنه سيعمل على التنسيق مع ايغيمان لمواصلة مسيرة المفاوضات التركية الأوروبية.
عائشة نور إسلام:
عينت على رأس وزارة الأسرة والسياسات الاجتماعية، وأثنت بدورها على المسيرة “الناجحة” التي خاضتها الوزيرة السابقة قائلة: “عينت عوضا لوزيرة ناجحة جدا، سأفعل كل ما بوسعي حتى أكون ناجحة مثلها، وإن شاء الله سأعلم كل ما في وسعي لمواصلة الإصلاحات التي بدأتها السيدة فاطمة –الوزيرة السابقة- وحتى أحافظها على إنجازاتها”.
فكري إيشيك:
وزير العلوم والصناعة والتكنولوجيا الجديد، وهو نائب عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي عن محافظة كوجايلي، وتقلد مناصب إدارية كثيرة خلال السنوات الماضية في الإدارة المركزية لحزب العدالة والتنمية، وهو من القلائل الذين يتقنون اللغة العربية.
إدريس غوللوجه:
عين وزيرا للبيئة والتخطيط العمراني، وهو نائب عن حزب العدالة والتنمية في البرلمان التركي عن محافظة اسطنبول، له كتاب حول الحلول والمشاكل في المجالس المحلية، وبالإضافة إلى عمله في بلدية اسطنبول لبضع سنوات، فإنه قد عمل سابقا في ليبيا، وهو يتقن اللغة العربية.
عاكف تشاغاطاي قليتش:
عين وزيرا للشباب والرياضة، ونائب في البرلمان التركي عن محافظة سامسون، ومن المفارقات التي أثيرت في الصحافة التركية فور إعلان حصوله على إحدى حقائب حكومة أردوغان الجديدة، هي أن جده كان نائبا في البرلمان التركي في أواخر الستينات وبداية السبعينات ولكن عن الحزب الأكثر عداء لتيار العدالة والتنمية وهو حزب الشعب الجمهوري.
نهاد زيبكجي:
عين وزيرا للاقتصاد، وهو نائب برلماني عن مدينة دينيزلي، وأخبر وسائل الإعلام بعد إعلان تعيينه أنه تفاجئ بخبر تعيينه وأنه لم يكن يتوقع هذا الأمر، وقال: “لم أكن أتوقع تعييني ، ولكن من طموحات كل إنسان أن يتقلد منصبا تنفيذيا نشطا كهذا، وأنا كنت أطمح إلى هذا الشيئ”، مضيفا: “لسنا في مرحلة صعبة، الاقتصاد التركي الآن من أقوى اقتصادات العالم، قد تمر بعض الأزمات العابرة، ولكني مؤمن بأن تركيا ستخرج من هذه الأزمة وهي أقوى مما كانت علي”.