أثارت صورة تجمع الفنان التونسي صابر الرباعي وضابطًا إسرائيليًا، حفيظة العرب وانتقاداتهم، متهمين الرباعي بالتطبيع، رغم تأكيده أنه تم التحايل عليه.
وانتشرت أمس الإثنين صورة للفنان التونسي صابر الرباعي مع منسق عبور إسرائيلي عند معبر جسر اللنبي (وهي التسمية الإسرائيلية للمعبر في حين الاسم الفلسطيني هو معبر الكرامة) الذي دخل عبره الفنان التونسي لإحياء حفلته في مدينة روابي الفلسطينيّة.
شبهت التونسية إيمان الطيب، صابر الرباعي بالأنظمة العربية
ورغم تأكيد الرباعي في بيان صادر عن مكتب الإعلامي، أنه “لطالما جاهر بمناصرته القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع العدو الإسرائيلي والذي لا غبار على وطنيته وعروبته”، معتبرًا ما جرى هو: “أن الصورة التقطت مع منسق عبور فلسطيني عرف عن نفسه باللغة العربية باسم “هادي”، علمًا بأنه كان مسؤولًا عن تسهيل عبور الفنان صابر الرباعي والفرقة الموسيقيّة المرافقة له بحيث لا يتم التواصل مع أي شخص إسرائيلي، ووافق الرباعي على التقاط الصورة عن حسن نية وبشكل عفوي من دون التنبه لبعض التفاصيل التي تبين له فيما بعد أنها بغاية الأهمية”، فقد لقي الرباعي انتقادًا كبيرًا.
في هذا السياق شبهت التونسية ايمان الطيب، صابر الرباعي بالأنظمة العربية، وكتبت في هذا الشأن على صفحتها في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك “مثله مثل الأنظمة العربية، يتاجرون بالقضية الفلسطينية، في الليل يتصور مع الكوفية والنهار مع ضابط الصهيونية! خيبة أمل”.
https://www.facebook.com/makdissiya/posts/1225873567436807
ونشر الحساب الرسمي لوحدة تنسيق أعمال حكومة الاحتلال في الضفة والقطاع، عبر موقع “تويتر'”، صورة، سرعان ما تم حذفها، تجمع الفنان التونسي صابر الرباعي، بضابط في جيش الاحتلال، يوم الجمعة الماضي.
وكتب منسق حكومة الاحتلال بولي مردخاي، في تغريدة: “نسعد بتعزيز الحفلات الفنية مرحبين بوصول كل فنان، سررنا بتنسيق عبور المطرب صابر الرباعي عبر جسر اللنبي في الروابي”.
من جهته انتقد ياسر الزعاترة ما قام به الفنان التونسي صابر الرباعي، معتبرًا ما قام به الرباعي شبيه لما يقوم به رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في علاقته مع الكيان الإسرائيلي، وكتب في هذا الشأن تغريدة على تويتر جاء فيها “صابر الرباعي يستعير مقولة محمود عباس الشهيرة، زيارة المسجون ليست تطبيعًا مع السجان”، وأوضح أن رجال الرئيس قد لقنوه إياها!
صابر الرباعي يستعير مقولة محمود عباس الشهيرة: "زيارة المسجون ليست تطبيعا مع السجان". واضح أن رجال الرئيس قد لقّنوه إياها!!!
— ياسر الزعاترة (@YZaatreh) August 23, 2016
سعدية مفرح سخرت من قول الرباعي أن قدومه للأراضي الفلسطينية مردّه التضامن مع الفلسطينيين، وكتبت تغريدة على التويتر، جاء فيها “صابر الرباعي يتضامن مع الفلسطينيين بالتصوير مع الصهاينة! لا وإيه؟ يبتسم علشان الصورة تطلع حلوة!
#صابر_الرباعي يتضامن من الفلسطينيين بالتصوير مع الضباط الصهاينة!
لأ وأيه؟ بيتسم… علشان الصورة تطلع حلوة! pic.twitter.com/7ZyxODC1fn— سعدية مفرح (@saadiahmufarreh) August 22, 2016
من جانبها، قالت إدارة مدينة روابي (مشروع سكني ضخم) في بيان لها، أنه من الواضح أن ما جرى من قِبل الإسرائيليين مع الفنان صابر الرباعي أثناء مروره على جسر “معبر الكرامة”، إنما هو خديعة إسرائيلية مبيته تأتي في إطار المحاولات والحملات الإسرائيلية لاستمرار فرض حالة الحصار الثقافي والفني على فلسطين وشعبها وعزلها عن شعوبنا العربية الشقيقة.
ويعتبر الفنان التونسي صابر الرباعي أول فنان عربي يحيي حفلاً فنيًا في مسرح الروابي الفلسطيني.
المثقفين العرب والتطبيع
الفنان التونسي صابر الرباعي لم يكن أول الفنانين العرب المطبعين مع الاحتلال الاسرائيلي، رغم رفض معظم المثقفين والفنانين العرب إقامة علاقة مع نظرائهم الإسرائيليين بسبب استمرار الصراع على الجبهة الفلسطينية – الاسرائيلية.
يتوجب على الفنانين والمثقفين العرب الحصول على تصريح إسرائيلي حتى يسمح لهم بعبور الحدود بين الأردن والضفة الغربية.
الممثلة التونسية هند صبري، سبقت الرباعي في التطبيع مع الإسرائيليين، عندما زارت الأراضي المحتلة (المخيمات والمدن) بصفتها سفيرة اليونيسيف للنوايا الحسنة سنة 2009 خلال إقامة مهرجان القصبة السينمائي الفلسطيني، زيارة رافقتها موجة انتقاد كبيرة لهند، على اعتبار أن ما قامت به يصب في مصلحة الكيان الصهيوني حسب قول العديد من العرب.
ويتوجب على الفنانين والمثقفين العرب الحصول على تصريح إسرائيلي حتى يسمح لهم بعبور الحدود بين الأردن والضفة الغربية.
المفكر والأديب اللبناني الفرنسي أمين معلوف، ظهر هو الآخر على شاشة قناة 24i الإسرائيلية لمالكها ملك باترك دراهي، الأمر الذي أغضب الكثيرين، نظرًا لاعتبار ما فعله معلوف تطبيعًا مع الكيان الصهيوني في ظل حملات المقاطعة، وفي وقت عبر فيه عدد كبير من المثقفين العالميين ونجوم الكرة والعلوم مقاطعتهم لدولة إسرائيل، على غرار العالم ستيفن هوكينج وجون بيرجر وغيرهما.
وأثارت زيارة الكوميدي المغربي جمال دبوز إلى فلسطين المحتلة سنة 2013 وزيارته حائط المبكى ولبس الطاقية اليهودية “الكيبا”، حالة سخط في المنطقة العربية.
وتتخذ اتحادات الكتاب والمثقفين والصحفيين العرب، موقفًا رافضًا لحضور أي مناسبة فنية في الأراضي الفلسطنية، على اعتبار أن هذه الزيارات تدخل ضمن إطار “التطبيع” مع الكيان الإسرائيلي الذي يسيطر على كافة المعابر الحدودية المؤدية إلى المناطق الفلسطينية.