تعتبر رواية “ميديكوس” واحدة من أكثر الروايات رواجا ومبيعا في العالم خلال العقود الأخيرة، فمنذ نشرها في سنة 1987 بيعت منها أكثر من 6 ملايين نسخة في ألمانيا وحدها، وبيعت منها أرقام مشابهة في أمريكا وفي بعض الدول الأوروبية الأخرى، خاصة إسبانيا.
وطيلة عقدين من الزمن فشلت شركات الإنتاج السينمائي العالمية في الحصول على حقوق النشر المتعلقة بهذه الرواية لتحويلها إلى فيلم، حتى نجح المنتج الألماني، فولف باور، في إقناع الكاتب الشهير، نوح غوردون، وفي تبديد مخاوفه من فكرة تحويل روايته لفيلم، حيث وافق صاحب الرواية على تحويلها إلى فيلم بشرط ألا يركز الفيلم على زاوية المؤثرات الخارجية فحسب، وأن يهتم بالمحتوى في المقام الأول.
فيليب شتولتسل، مخرج الفيلم قال في حوار مع DW: “يتعلق الأمر هنا بالدين وبالصداقة عبر الأديان”، فبطل الفيلم هو شخص مسيحي يدعى روب، تربطه علاقة صداقة مع ميردين اليهودي وكريم المسلم، و”هذه الصداقة تجسد فكرة التعايش بين الأديان بشكل عام”، بالإضافة إلى أن “الرواية لم تقتصر على تقديم هذا الجانب الإيجابي لفكرة التسامح بين الأديان فحسب، لكنها تتطرق أيضا للصراعات الدينية في زمن الرواية”.
ويعبر المخرج شتولتسل عن إعجابه بفكرة إظهار التناقض بين التقدم في الشرق والتخلف في أوروبا، فيقول: “نميل هذه الأيام لحبس الدول العربية في فترة القرون الوسطى، من الجيد أن يتأنى المرء للحظة ويفكر في الثقافة وكم الأشياء التي نصفها اليوم بالتقدم وهي مأخوذة في الأساس من العرب.. الكثير من الأشياء التي ننظر إليها اليوم كجزء طبيعي من حضارتنا، جاءت في الأصل من العالم الإسلامي”، مضيفا أن الرواية والفيلم ربما ينجحان في تعليم المشاهد ضرورة “احترام العالم العربي بالشكل الذي يستحقه”.
فيديو تعريفي بالفيلم الذي سجل بالألمانية “دير ميديكوس” والانجليزية “ذي فيزيشين”: