جيل شتين، مرشحة أمريكية من حزب الخُضر “GREEN PARTY” التي لا تتمتع بحملات إعلامية شرسة كالتي يتمتع بها دونالد ترامب عن الحزب الجمهوري أو هيلاري كلينتون عن الحزب الديموقراطي، وعلى الرغم من أنها لا تخوض تلك المعركة الإعلامية الشرسة، إلا أنها نتاج لذلك، يمكن أن تكون المرشحة الوحيدة التي لن تحصل على أي صوت في الانتخابات الأمريكية القادمة.
جيل شتين هي المرشحة الوحيدة التي ذكرت مشكلة الاحتباس الحراري في خططها، كما أشارت إلى إنهاء استخدام مختلف أنواع الوقود من فحم و بنزين وبترول بالإضافة إلى الطاقة النووية بحلول عام 2030، كما أنها وعدت بتوفير فرص عمل حكومية بميزانية تبلغ 500 بليون دولار، بالإضافة إلى وعدها الذي أسمته بـ “الصفقة الخضراء الجديدة”، والذي يختص بالنظام الصحي الأمريكي، ليقوم بالتقليل من نسب مرض السكري والربو في الولايات المتحدة الأمريكية.
لم تكن جيل شتين أول مرشحة من حزب الخضر للانتخابات الأمريكية، ففي مشهد لن ينساه الجميع منذ ما يقرب من 16 عامًا مضى، حينما كان السباق الرئاسي بين جورج بوش ومرشح حزب الخضر “رالف نادير” في ولاية فلوريدا، والذي كان الجميع فيه شبه متأكد من عدم إمكانية حصول رالف نادير على أي صوت أمام جورج بوش، إلا أنه فعل، وبحصيلة قاربت 97000 صوت، وهو ما كلف جورج بوش الكثير في حملته الانتخابية.
تقول جيل شتين في تقرير صحافي لها بأن الولايات المتحدة تمر الآن بوقت عصيب، فلم يظهر على الساحة من قبل مرشحون بهذا الكم من عدم الأخلاقية وفقدان الثقة، وهم أكثر المرشحين الذين يتمتعون بتقلبات حسب مصلحتهم الشخصية، ولكن على الرغم من ذلك، لم تشر استطلاعات الرأي بما تقوله شتين أبدًا، فتأتي هي في نهاية القائمة بنسبة 3.4 من المؤيدين، ومن ثم يأتي حزب التحرريين بمرشحه جراي جونسان بنسبة 8.9، ومن ثم دونالد ترامب بنسبة 37.3 عن حزب الجمهورين، وأخيرًا تأتي مرشحة حزب الديموقراطيين هيلاري كلينتون بنسبة 41.6.
لا تؤهل تلك النسبة المنخفضة جيل شتين للدخول في سباق المناظرات الرئاسية التي يسيطر عليها كل من ترامب وكلينتون، إلا أنها تحاول الضغط للدخول إلى تلك المناظرات، لأنها ترى أنه ليس من حق المواطن الأمريكي أن يصوت في الانتخابات فحسب، بل من حقه أيضًا أن يعرف جيدًا عن مرشحه الذي يقوم بالتصويت له، فترى شتين أن الأمر سيتغير كليًا إذا تسنت لها فرصة المشاركة في تلك المناظرات.
كما تزعم جيل شتين أنها ستقدم المشاكل البيئية إلى المكتب البيضاوي في البيت الأبيض، وستعمل على وضع حدود للتلوث، وغلق المصانع التي مازلت تدور على الفحم، فقد عملت بالفعل في كل ما سبق وأكثر أثناء عملها كناشطة بيئية في حزب الخضر، كما تعد بأنها ستقوم بنقل تلك الأمور الجدلية إلى المسؤولين في حال وصولها إلى البيت الأبيض.
تحدثت جيل شتين عن مشكلة الديون التي يقع فيها ملايين الطلاب الأمريكيين، كما تحدثت عن فشل نظام التأمين الصحي الذي يعاني منها ملايين المواطنين، بالإضافة إلى خطتها بالنسبة للطاقة المتجددة، والتي تزعم أنه بإمكانها تطبيق نظام بيئي يعتمد على الطاقة المتجددة في الولايات المتحدة بنسبة 100%.
جيل شتين المرشحة الوحيدة غير “الفاسدة”
ترى شتين أنها المرشحة الوحيدة غير المُسيسة أو موجهة، فتقول في أحد حواراتها نقلًا عن قناة بي بي إس بأنها المرشحة الوحيدة التي لم تتأثر بفساد جماعات الضغط، ولا تؤمن حملتها بالأموال الفاسدة، أو الأموال الخارجية، وهذا يعني أنها من تدافع حقًا عما يطالب به الشعب الأمريكي، حيث إنها تدعم مشروع استثمار الملايين في تحسين وإصلاح نظام التأمين الصحي، بالإضافة إلى تأمين 20 مليون وظيفة، ومشروع الطاقة المتجددة كذلك، وهو ما لا يتحدث عنه أي من المرشحين الموجودين حاليًا.
يعد التغيّر من الاعتماد على البترول إلى النظام البيئي المعتمد على الطاقة المتجددة مسألة جذرية بالنسبة لجيل شتين، فهي ترى أن هذا سيكون سببًا كافيًا لوقف الحروب من أجل البترول، والتي كلفت الولايات المتحدة البلايين من الدولارات، بالإضافة إلى تكلفة نقل الجنود وحدها والتي كلفت هي الأخرى ملايين من الدولارات، والتي كان سببها المنطقي بالنسبة للشعب الأمريكي هو الحرب على الإرهاب، ولكن في رأي شتين، كلفت حرب أمريكا على الإرهاب إرهابًا أكبر، وجعلت من العالم أقل أمنًا واستقرارًا على عكس ما كان هدف الحرب.
ترى جيل شتين بأن إعادة الجنود الأمريكيين إلى أرض الوطن، والتحول من نظام يعتمد على البترول إلى نظام يعتمد على الطاقة المتجددة، سيجعل من اقتصاد الولايات المتحدة أكثر ازدهارًا، وسيقلل كثيرًا من ميزانية الجيش الأمريكي الضخمة، والتي يمكن استخدام الفائض من ذلك في إعادة ضبط وتطوير نظام التأمين الصحي، وكذلك سد الديون التي تُشكل عبئًا على أكتاف ملايين من الطلاب، في محاولة أن تكون أمريكا بالفعل عظيمة من جديد، وليس كما يراها ترامب.