دوى، صباح اليوم، انفجار ضخم في وسط بيروت أودى بحياة وزير المالية اللبناني الأسبق محمد شطح ومرافقه وآخرين لم يتم الإعلان عن هوياتهم، كما نُقل عدد كبير من الجرحى الى مستشفيات المدينة.
واستهدف الانفجار مستشار رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري الوزير السابق محمد شطح، والذي عمل كذلك سفيرا للبنان في الولايات المتحدة ومستشارا سياسيا لرئيس الوزراء السابق فؤاد السنيورة، كما تبوأ مناصب هامة في عدد من المؤسسات الدولية منها البنك الدولي.
وعُين شطح وزيرا للمالية في حكومة الحريري في عام 2008 ثم عين مستشارا له بعدما فقد الحريري رئاسة الوزراء في أوائل عام 2011.
موقع انفجار اليوم لا يبعد سوى أمتارا قليلة عن موقع التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري مع 21 شخصاً آخرين في 14 فبراير/شباط عام 2005. وأظهرت الصور التي بثتها قناة المستقبل اللبنانية جثثاً ملقاة في موقع الانفجار وسيارات إسعاف تنقل الجرحى فيما تناثرت بقايا سيارة هنا وهناك ربما تكون هي السيارة المفخخة.
ووصف خبراء الانفجار بأنه محاولة لإرهاب قوى ١٤ آذار في لبنان. وكان شطح في طريقه إلى منزل سعد الحريري لحضور اجتماع لشخصيات جبهة 14 آذار/مارس المناهضة للنظام السوري وحزب الله، رغم تواجد الحريري خارج البلاد.
وشهد لبنان في الشهور الأخيرة سلسلة تفجيرات في ظل تصاعد التوتر الطائفي على خلفية الحرب في سوريا المجاورة.
وكان حزب الله اللبناني أرسل مقاتليه إلى سوريا لمساعدة القوات الحكومية التي تواجه تمردا مسلحا. واستهدف تفجيران انتحاريان مبنى السفارة الايرانية في ضاحية بيروت الجنوبية في شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ما أدى إلى مقتل 23 شخصا بينهم الملحق الثقافي الايراني ابراهيم أنصاري، واصابة 146 بجروح.
وكان الوزير السابق قد كتب على حسابه على موقع تويتر تغريدة بالعربية والإنجليزية ينتقد فيها آداء حزب الله السياسي في لبنان.
حزب الله يهول ويضغط ليصل الى ما كان النظام السوري قد فرضه لمدة ١٥ عام: تخلي الدولة له عن دورها وقرارها السيادي في الأمن والسياسة الخارجية
— Mohamad B Chatah (@mohamad_chatah) December 27, 2013
#Hezbollah is pressing hard to be granted similar powers in security & foreign policy matters that Syria exercised in Lebanon for 15 yrs.
— Mohamad B Chatah (@mohamad_chatah) December 27, 2013
وفي بيان سريع وجه رئيس تيار “المستقبل” سعد الحريري الإتهام بإغتيال الوزير الأسبق محمد شطح “للذين اغتالوا والده رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري، وهم أنفسهم الذين يهربون من المثول امام المحكمة الدولية ويستدرجون الحرائق الوطنية الى البيت الداخلي”. وموجها حديثه إلى الوزير القتيل قال الحريري “أن اسمك سيكون مدويا في افتتاح جلسات المحكمة الدولية بعد ايام في لاهاي” في إشارة إلى جلسات المحاكمة الدولية بشأن اغتيال الحريري الأب.
وتواردت ردود أفعال دولية ومحلية على حادث الاغتيال، فقد دان نبيه بري رئيس البرلمان اللبناني الحادث بشدة، و علق معظم الفاعلين في الساحة السياسية في لبنان على الحادث بكلمات الإدانة والاستنكار.
كما كتب ويليام هيغ وزير الخارجية البريطاني على حسابه على تويتر معزيا اللبنانيين
Sad news from #Beirut. My thoughts and sympathy with the people of #Lebanon and the families of all those killed
— William Hague (@WilliamJHague) December 27, 2013
فيما ذكرت قناة المستقبل اللبنانية أن الرئيس الفرنسي اتصل بالرئيس اللبناني معزيا، حيث وصف الهجوم بأنه “عمل جبان”.