“العرب اتفقوا على ألا يتفقوا” لم تكن هذه الكلمات التي ترسخت في الذهنية العربية بيتًا من بيوت الشعر الخيالي، أو ملمحًا من الميتافيزيقيا (علم ما وراء الطبيعة)، كما أنها لم تأت من فراغ، فعلى مدار العقود الطويلة التي مرت على مجتمعاتنا العربية، وهناك حالة من الانقسام والتشتت تأكل الجسد العربي بصورة أفقدته القدرة على مواجهة كافة التحديات – صغيرها وكبيرها – في ظل حالة من الغبش الفكري والثقافي المسيطرة على العقلية العربية فأصابتها بالجمود المغلف بالعناد والعنصرية وكراهية الخير للآخرين.
وهاه ي معركة الرئاسة بمنظمة اليونسكو تشتعل من جديد، لتكشف النقاب عن جولة جديدة من جولات التفتت العربي، فمع اقتراب موعد انتخابات اختيار مدير جديد للمنظمة، خلفًا للبلغارية إيرينا بوكوفا التي ستنهي فترتها الثانية في 2017، كشّرت الدول العربية عن أنيابها في الإعلان عن رغبتها في ترأس المنظمة في دورتها الجديدة، دون الاستفادة من دروس الماضي على الإطلاق، ليصل عدد المتقدمين العرب إلى أربعة مرشحين، هم المصرية مشيرة خطاب، والقطري حمد بن عبد العزيز الكواري، والمفاجأة، اللبنانيين فيرا خوري وغسان سلامة.
اليونسكو والتمثيل العربي
أنشئت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو) عام 1946 كنتيجة لمقررات المؤتمر الذي عقدته الأمم المتحدة في لندن أعقاب الحرب العالمية الثانية، حيث وقعت 37 دولة على الميثاق التأسيسي الذي أفضى إلى نشوء المنظمة، بعد أن صدقت عليه 20 دولة، منها ثلاث دول عربية هي مصر ولبنان والسعودية، وعقدت أول دورة للمؤتمر العام لليونيسكو في باريس، في أواخر 1946، وشارك فيها ممثلو 30 حكومة.
تتخذ المنظمة من العاصمة الفرنسية باريس مقرًا لها، فضلاً عما يقرب من 50 مكتبًا بشتى أنحاء العالم، وتضم 193 دولة عضوًا، وتهدف إلى المساهمة في إحلال السلام والأمن عن طريق رفع مستوى التعاون بين دول العالم في مجالات التربية والتعليم والثقافة لإحلال الاحترام العالمي للعدالة ولسيادة القانون ولحقوق الإنسان ومبادئ الحرية الأساسية.
تعد البلغارية إيرينا بوكوفا المدير العام الحالي لليونسكو، هي المدير العاشر للمنظمة، وذلك بعد تفوقها على المصري فاروق حسني في انتخابات 2009، بفارق 3 أصوات فقط، كما أنها تعد أول امرأة تشغل هذا المنصب، حيث سبقها تسع مديرين سابقين هم: كويشيرو ماتسورا – اليابان (1999/2009)، وفيديريكو مايور – إسبانيا (1999/1987)، وأحمد مختار امبو – السنغال (1974/1987)، ورينيه ماهيو – فرنسا (1961/1974)، وفيتوريو فيرونيزي – إيطاليا، (1958/1961)، لوثر إيفانز – الولايات المتحدة الأمريكية (1953/1958)، وجون و. تايلور – الولايات المتحدة الأمريكية (1952/1953)، وخايمي توريس بوديت – المكسيك (1948/1952)، وجوليان هكسلي – المملكة المتحدة (1946/1948).
تتشكل المنظمة من ستّ مجموعات أو لوبيات تلعب دورًا محوريًا في تسيير العمل داخلها بصورة كبيرة، كما أن كل مجموعة تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال دعم أحد مرشحيها لتولي منصب المدير العام، ومن الملاحظ أن هذه المجموعات الستّ مقسمة على أساس جغرافي، أولاً: المجموعة الغربية: وكان لها نصيب الأسد من المديرين العامين السابقين (بريطاني واميركيان وايطالي وفرنسي واسباني)، ثانيًا: مجموعة أوروبا الشرقية وروسيا: جاءت منها المديرة العامة البلغارية إيرينا بوكوفا (2017/2009)، ثالثًا: مجموعة أمريكا اللاتينية: جاء منها المدير العام المكسيكي خايمي توريس بوديت (1952/1948)، رابعًا: مجموعة آسيا: جاء منها المدير العام الياباني كويشيرو ماتسورا (2009/1999)، خامسًا: مجموعة إفريقيا: جاء منها المدير العام السنغالي أحمد مختار أمبو (1987/1974)، وأخيرًا المجموعة العربية والتي تمثل نحو 10% من إجمالي أصوات المجلس التنفيذي لليونسكو الذي يضم 58 دولة منها 6 دول عربية، هم: مصر وقطر والمغرب وعُمان ولبنان والسودان وقطر، ومع ذلك لم ينجح أي من مرشحيها في الوصول إلى منصب المدير العام حتى الآن.
إيرينا بوكوفا… أول امرأة تتقلد منصب مدير عام منظمة اليونسكو
تاريخ من الفشل
بالرغم من قدم الوجود العربي داخل اليونسكو، إلا أن محاولات التنافس على كرسي الرئاسة لاحت في الأفق مع انتخابات عام 1999، حين اصطدم المرشح المصري الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية، بالأديب والدبلوماسي السعودي الراحل غازي القصيبي، ليفتحا المجال سويًا للياباني كوشيرو ماتسورا لخلافة الإسباني فريدريكو مايور في رئاسة المنظمة، بعدما وجد الرجل الطريق أمامه ممهدًا في ظل الصراع العربي الذي فتّت الأصوات، وقدم صورة سيئة عن التنسيق العربي في المحافل الدولية.
وبعد أقل من عشرة أعوام تقريبًا، يقع العرب في نفس الفخ مرة أخرى، وبنفس الطريقة، حيث ترشح المصري فاروق حسني وزير الثقافة السابق، في مواجهة الدبلوماسي الجزائري محمد بيجاوي، والبلغارية إيرينا بوكوفا، التي نجحت في توظيف الصراع العربي على كرسي الرئاسة لصالحها، لتحقق فوزًا صعبًا على منافسها المصري، بفارق 3 أصوات فقط، ليخرج العرب للمرة الثانية من هذا السباق بعدما كانوا على خطوات معدودة من تحقيق الحلم.
بالرغم من قدم الوجود العربي داخل اليونسكو، إلا أن محاولات التنافس على كرسي الرئاسة لم تخرج للنور إلا مع انتخابات عام 1999
وفي الجولة التالية للسباق الرئاسي لليونسكو في 2013 نجحت البلغارية بوكوفا في الفوز بفترة ثانية بعد تخطيها للمرشحين العربيين، الجيبوتي رشاد فارح، واللبناني جوزيف مايلا، في ظل ما قيل عن الدعم الأوروبي الأمريكي الصهيوني للمرشحة البرتغالية في مواجهة المرشحين العرب تكرارًا لما حدث مع فاروق حسني في الجولة السابقة.
لم تكن خسارة المرشحين العرب في انتخابات منظمة اليونسكو هي الوحيدة التي تكشف الانقسام العربي وغياب التنسيق، ففي انتخابات رئاسة الاتحاد العالمي لكرة القدم “الفيفا” بداية العام الحالي، تكرر المشهد بصورة فاضحة، فبعد تفتيت الأصوات بين المرشحين العربيين، الأردني الأمير على بن حسين، والبحريني سلمان آل خليفة، لم يجد السويسري جاني انفانتينو صعوبة في الفوز باللقب، وهو ما كان بالفعل بالرغم من الجهود التي دامت شهورًا طويلة لإثناء أي من المرشحين العربيين عن خوض السباق، لكن كالعادة دون جدوى.
المصري فاروق حسني والخروج من اليونسكو بفارق 3 أصوات لصالح منافسته البلغارية
لبنانيان ومصري وقطري
وصل التنافس العربي على كرسي مدير منظمة اليونسكو في دورته القادمة إلى إعلان ثلاث دول عن مرشحيها لخوض هذه الانتخابات، والعجيب أن هناك مرشحين من دولة لبنان، هما الوزير الأسبق غسان سلامة، والدبلوماسية فيرا خوري، بجانب المصرية مشيرة خطاب والقطري حمد الكواري.
- فيرا خوري
تعد اللبنانية فيرا خوري الأوفر حظًا بين المرشحين العرب الأربعة، لما لها من تاريخ طويل داخل أروقة اليونسكو، حيث قضت حوالي عشرين عامًا داخل لجان المنظمة وفروعها المختلفة، فضلا عن خوضها للعديد من المعارك الانتخابية التي أثقلتها خبرة وثقل.
تقلدت خوري عددًا من المناصب داخل اليونسكو، حيث كانت عضوًا في المجلس التنفيذي لدورتين، كما ترأست لجانًا لإصلاح المنظمة، بجانب أنها شغلت منصبًا دبلوماسيًا في المجلس الدائم بالفرنكوفونية، لذلك فهي تعرف جيدًا كل ما أنتجته المنظمة من نصوص قانونية واتفاقات دولية، وتعرف جيدًا مشكلاتها وحاجاتها.
فيرا خوري
- مشيرة خطاب
ثم تأتي المصرية مشيرة خطاب في المركز الثاني في بورصة الترشيحات العربية لرئاسة المنظمة، لما تتمتع به من مكانة إقليمية ودولية، فضلاً عن علاقاتها الجيدة مع العديد من سفراء ودول العالم.
تخرجت خطاب في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1967، لتبدأ عملها في وزارة الخارجية عام 1986، ثم تقلدت عددًا من المناصب السياسية والدبلوماسية منها، سفيرة مصر في تشيكوسلوفاكيا خلال الفترة من عام 1990 حتى 1995، فضلًا عن أنها شغلت منصب مساعد وزير الخارجية المصري، والأمين العام للمجلس القومي للأمومة والطفولة، إلى جانب منصب وزير الأسرة والإسكان في حكومة الفريق أحمد شفيق عام 2011.
مشيرة خطاب
- حمد الكواري
يحل الدبلوماسي القطري حمد بن عبد العزيز الكواري في المرتبة الثالثة ضمن المرشحين لخلافة البلغارية إيرينا بوكوفا في منصب مدير اليونسكو، حيث يتمتع بتاريخ طويل وخبرة تمتد لسنوات طويلة داخل الكيانات الثقافية المحلية والدولية.
تخرج الكواري في كلية دار العلوم جامعة القاهرة، ليشغل بعدها عدد من المناصب السياسية والدبلوماسية، حيث عمل مندوب بلاده لدى اليونسكو خلال الفترة من “1979–1984″، كما تقلد حقيبة الإعلام، إضافة إلى عمله الحالي كمستشار ثقافي في الديوان الأميري حاليًا.
حمد الكواري
- غسان سلامة
وفي نهاية القائمة يأتي السياسي اللبناني، وأستاذ العلوم السياسية في جامعة السوربون، غسان سلامة، ليصبح المرشح اللبناني الثاني في قائمة المرشحين العرب على هذا المنصب الأممي.
تولى سلامة حقيبة الثقافة خلال حكومة رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في الفترة من 2000 حتى 2003، إضافة إلى شغله لبعض المناصب الأكاديمية والثقافية داخل لبنان وخارجها.
غسان سلامة
الانقسام العربي
“”إن أفضل ما فيكم أنتم العرب هو أنكم لا تتفقون، ونحن من يختار لكم عندما يغيب الاتفاق بينكم”، بهذه الكلمات التي عبر بها أحد سفراء الغرب عن الواقع العربي، أستهل الدكتور علي الطراح، مستشار المدير العام لمنظمة اليونسكو لشؤون المنطقة العربية، حديثه عن حالة الانقسام الواضحة في الرؤية العربية في مختلف القضايا.
الطراح في مقال له تحت عنوان “اليونسكو والحالة العربية” أشار إلى أن المجموعة العربية في منظمة اليونسكو تشكو حالها لما تعانيه من غياب التنسيق بين أعضائها وهو أمر ليس بمستغرب للجميع، وكل ما نملكه استمرار الشكوى دون تقديم بدائل عملية تنسجم مع منظمة اليونسكو باعتبارها “دار المعرفة” كما يطلق عليها، ملفتًا إلى فشل العرب أكثر من مرة في تولي منصب رئاسة اليونسكو، طالما يدبّ الخلاف فلن يتولى أيٌّ من مرشحي العرب رئاسة أو إدارة المنظمة، ويبدو أن الفشل تحول، أحيانًا، إلى حالة تجلب المتعة للعرب! ويتجسد ذلك في دوام الشكوى واللوم الذي نعتبره مكونًا من مكونات الثقافة العربية.
سفير غربي: إن أفضل ما فيكم أنتم العرب هو أنكم لا تتفقون، ونحن من يختار لكم عندما يغيب الاتفاق بينكم
وأضاف: يبدو أن العرب لا تهمهم “دار المعرفة” التي يجب أن يقوى دورها في كبح الضجيج الثقافي الدائر حول الإسلام، وما يتعرض له ديننا الحنيف من تحامل ومساعٍ ترمي لتحويله إلى مصدر قلق أممي، وافتراق كلمتنا بالطبع قد يشفي غليل من يريد أن يدخلنا في مواجهات ثقافية، واليونسكو هي من تتولى قضايا التنوع الثقافي وتكريس الاحترام المتبادل، إلا أن العرب ما زالوا لا يرون أن المعرفة تعتبر أحد أهم ركائز القوة والأمن، وهم منشغلون، كعادتهم، بقضايا الأمن التقليدي، وهذا ما يشكل لنا عثرة في تولي رئاسة المنظمة.
المجموعة العربية داخل اليونسكو.. غاب التنسيق فغاب التمثيل
التوافق على مرشح واحد
دعوات عديدة أطلقها مثقفون عرب لتوحيد الرؤى، والاصطفاف خلف مرشح واحد فقط لمنصب مدير عام المنظمة الثقافية الأممية، في محاولة للاستفادة من التجارب السابقة، والتي أكدت بما لا يدع مجالاً للشك أن غياب التنسيق والتغريد خارج السرب أول مسمار في نعش التمثيل العربي دوليًا، وهو ما أكد عليه حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب.
الصايغ طالب في بيان للاتحاد بعقد اجتماع تحت رعاية الجامعة العربية ممثلة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، من أجل دراسة الموقف بصورة جيدة، والاتفاق على مرشح واحد تجمع عليه بقية الدول الأعضاء، قائلاً: “التوافق على مرشح واحد ضرورة لا مفر منها لحفظ صورتنا أمام أنفسنا قبل العالم كأمة عربية واحدة”.
وعبر في بيانه عن احترامه الكامل لكل اسم تم ترشيحه ولكل دولة بادرت نحو ترشيح أحد أبنائها أو إحدى بناتها، مؤكدًا على ثقته البالغة من صدق النيات ورقي الأهداف، ومعلنًا أن الهدف المشترك والحلم الواحد في أن يرتقي عربي كرسي اليونسكو هو ما يسعى إليه الجميع، دون الحديث عن تفضيل أو تقويم للمرشحين، أشخاصًا أو دولاً، منوهًا أنه لا يجوز أن يكون الحديث بهذا المنطق، قائلاً: الأصل أن تكون أهدافنا مشتركة وأحلامنا واحدة على الأقل في الثقافة.
من جانبه أكد الناقد الأدبي الدكتور أسامة أبو طالب، عضو مجلس إدارة اتحاد كتابي مصر، أنه وبصرف النظر عن أسماء المرشحين وخلفياتهم الثقافية فلا بد من اختيار مرشح واحد يلتف حوله الجميع حتى لا تتكرر سيناريوهات الدورات السابقة.
أبو طالب في تصريحاته صحفية له قال إنه لو كان حال أمتنا العربية وعلاقات العرب مع بعضهم أفضل مما هي عليه في الواقع لكانوا اجتمعوا على مرشح واحد يتفقون عليه ويؤمنون أنه يمثلهم جميعًا فيدعمون ترشيحه ويتفقون على نجاحه، لكن يبدو ذلك الآن ضربًا من الأحلام للأسف، على حد قوله.
الصايغ: يجب أن تكون أهدافنا مشتركة وأحلامنا واحدة على الأقل في الثقافة
أمّا الدكتور عادل الصفتى، مساعد وزير الخارجية المصرية الأسبق، فأشاد بالتنافس الشريف على منصب مدير منظمة اليونسكو، والذي يمثل نقلة نوعية في تاريخ وصورة العرب خارجيًا لاسيما في المحافل الثقافية الدولية.
الصفتي طالب في تصريحاته الدول العربية بضرورة التنسيق للدفع بمرشح واحد يخوض الانتخابات حتى يحظى بدعم أكبر من كافة الدول العربية يؤهله للفوز بمنصب رئاسة المنظمة، الذي يعد ثاني أهم منصب دولي في العالم، وفوز شخصية عربية به يحقق توازنًا للمنطقة العربية، كونه يعرف الحلول المناسبة للمشاكل التي تعانى منها المنطقة على عكس الشخصية الأجنبية.
هل تنجح الجامعة العربية في الاتفاق على مرشح واحد
صرح من خيال فهوى
بالرغم من الأصوات المطالبة بضرورة الجلوس على مائدة حوار واحدة لاختيار مرشح عربي واحد، مؤهل بتمثيل العرب في هذا المحفل الدولي الهام، إلا أن هناك من يشكك في إمكانية الوصول إلى نقطة اتفاق بشأن سحب ترشيحات ثلاثة من الأربعة المتقدمين.
الدكتور علاء عبدالهادي، رئيس اتحاد كتاب مصر، قلل من جدوى دعوات الاصطفاف والتنسيق، واعتبرها ليست سوى تعبير عن النوايا الطيبة لمن أطلقها فحسب، منوهًا أن أول عقبة أمام ترجمة هذه الدعوات إلى واقع عملي، أن المرشحين في الحقيقية ليسوا ثقافيين، إنما هم سياسيون في المقام الأول.
عبدالهادي عبر أيضًا عن عدم تفاؤله بشأن ما يمكن أن تتمخض عنه تلك الدعوات، مضيفًا أن طبيعة العلاقات السياسية بين الدول فضلاً عن علاقتها بالدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة هي من تحسم الأمر، مستبعدًا وصول مرشح عربي في الانتخابات الحالية لكرسي الرئاسة.
الربوة: إذا كان لبنان فشل في التوافق على مرشح واحد فكيف لدول ثلاث أن تتفق على مرشح واحد؟
وشاطره الرأي السيد الربوة، المحلل السياسي المصري، والذي أشار أن فرص المرشحين الأربعة متساوية، وليس هناك تفضيل لأحدهم دون الآخر إلا في القليل الهين المتعلق بجانب الخبرة وفقط، ومن ثم ليس هناك مشكلة في الاتفاق حول اسم واحد فقط، لكن النزاع السياسي بين الدول ينعكس بصورة واضحة على التنافس على كرسي المنظمة خاصة بين مصر وقطر.
الربوة أشار في حديثه لـ “نون بوست” أنه من المثير للدهشة، والذي قد يسيء للعرب في هذه الانتخابات أن هناك مرشحان لدولة واحدة، متسائلاً: إذا كانت دولة لبنان فشلت في التوافق على مرشح واحد فكيف لدول ثلاث أن تتفق على مرشح واحد؟
أيام قليلة ويدخل العرب معركة انتخابات اليونسكو، وبعد فشل استمر ثلاث دورات بسبب غياب التنسيق والصراع على الفوز باللقب، هل يقع العرب في نفس الفخ مرة أخرى؟ وهل تنجح اللقاءات التشاورية ووساطات الحكماء في تقريب وجهات النظر للاتفاق على ممثل وحيد للعرب؟ ومتى يعلي العرب مصلحة أمتهم قبل مصالحهم الخاصة؟