ترجمة حفصة جودة
أظهرت الصور التي تم التقاطها للاجئين أثناء إنقاذهم قبالة السواحل الليبية، الحدث الذي أصبح يوميًا جنوب البحر المتوسط خلال السنوات الثلاث الماضية.
كان عمال الإنقاذ الإيطاليين قد جاءوا لمساعدة اللاجئين الذين كانوا يحاولون الهرب من ليبيا على متن قارب تهريب مكتظ باللاجئين، حتى إن بعضهم اضطر للجلوس وأرجلهم تتدلى خارج القارب، وفي أثناء عملية الإنقاذ قام بعضهم بالقفز في الماء، محاولين الوصول إلى بر الأمان.
تم التقاط تلك الصور أثناء عملية الإنقاذ التي تمت أمس لما يقرب من 6500 شخص أكثرهم من الصومال وإريتريا، والذين كانوا قد انطلقوا في قوارب صيد خشبية قبل بضع ساعات من إنقاذهم.
كتب عمال خفر السواحل الإيطالية على تويتر أن مركز القيادة يقوم بتنسيق 40 عملية إنقاذ ويساعدهم في ذلك سفن إيطالية، ومنظمات إنسانية، وكذلك وكالة الحدود في الاتحاد الأوروبي “Frontex”
وقال متحدث باسم خفر السواحل “لقد كنا مشغولين كثيرًا اليوم، ففي يوم الأحد تم إنقاذ أكثر من 1100 شخص في نفس المنطقة”.
أظهرت الصور الأساليب الخطيرة التي يستخدمها المهربون الليبيون، حيث يضعون الكثير من الناس في سفن الصيد، وبالتالي لن يتكنوا من الوصول إلى السواحل الإيطالية دون مساعدة الزوارق الخيرية والبعثات العسكرية العاملة في المنطقة.
وبينما انخفضت أرقام اللاجئين بين تركيا واليونان بشكل كبير منذ مارس الماضي عقب الاتفاقية التي تمت بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، إلا أن أرقام اللاجئين بين ليبيا وإيطاليا مازالت شبه قياسية، فقد قام حوالي 100.000 شخص بمغادرة شمال إفريقيا إلى إيطاليا هذا العام بما يعادل أعداد العام الماضي وأقل بقليل من أرقام اللاجئين القياسية في عام 2014.
كان معظم اللاجئين هذا العام يفرون من الفقر والحرب في نيجيريا وساحل العاج أو من الأنظمة الديكتاتورية في إريتريا وغامبيا، أو من العمال الذين كانوا يحاولون كسب عيشهم في ليبيا لكنهم اضطروا للفرار من البلاد بسبب الحرب الأهلية المشتعلة هناك وانعدام الأمن والنظام.
يعمل اللاجئون في ليبيا في ظروف تصل إلى حد السخرة، فبعضهم تعرض للخطف للحصول على فدية وتعرض بعضهم لتعذيب شديد، وقد صرح عمال الإنقاذ من منظمة أطباء بلا حدود بأن الجروح التي يتحملها اللاجئون لا يمكن وصفها.
تقول باولا مازوني – إحدى طبيبات المنظمة -: “قد تمتلك أوسع خيال في العالم، لكنك لن تستطيع أن تتخيل أبدًا هذا العنف الذي يتعرض إليه اللاجئون”.
ولعدم وجود المال لشراء تذاكر الطيران والعودة إلى بلادهم، اختار آلاف اللاجئين أن يهاجروا إلى أوروبا بدلاً من السفر في الصحراء إلى بلادهم، فرحلة الصحراء قاتلة وأكثر خطورة من رحلة البحر الأبيض المتوسط.
منذ عام 2014، عملت منظمات خيرية مثل أطباء بلا حدود، ومؤسسة إنقاذ الطفل، ومركز مساعدة اللاجئين، وكذلك بعثات مكافحة التهريب التي تديرها القوات البحرية الأوروبية، على محاولات إنقاذ هذه الرحلات الخطيرة، بينما قال بعض النقاد إن عمليات الإنقاذ تشجع اللاجئين على القيام بالمزيد من تلك الرحلات، لكنه بالعكس عندما توقفت عمليات الإنقاذ في مطلع عام 2015، زادت أعداد المهاجرين من ليبيا أكثر من أي وقت مضى؛ مما أدى إلى غرق الكثيرين. وجدير بالذكر أنه في هذا الشهر، تعرض زورق منظمة أطباء بلا حدود إلى مداهمة من قبل القوات البحرية الليبية دون سبب واضح.
المصدر: الغارديان