استخدمت كلمة التغيير في السنوات الأخيرة في مئات الحملات التوعوية من قبيل حملة “نعم أتغير” التي أطلقها الشيخ سلمان العودة، وحملات أخرى حملت تسميات متصلة بالتغيير من قبيل “جيل التغيير” وغيرها من التسميات التي عكست رغبة هذا الجيل في تغيير واقعه وإدراكه بسلبية الواقع الذي يعيش فيه.
ومن بين المشاركين في مؤتمرات TED و TED-X مئات الذين تحدثوا عن تجاربهم الخاصة وأساليبهم الخاصة في تغيير ما حولهم أو حتى في تغيير العالم، وقد اخترنا من بينهم أربعة أمثلة لنشطاء غربيين نظر كل منهم إلى التغيير من منظوره الخاص، فاختار أحدهم التغيير بالرسم وآخر بالضحك وآخر بالنوم، في حين رأى عالم الأحياء، مارك بيجل، أن اللغة هي أصل التغيير.
اللغة مفتاح التغيير:
ينطلق مارك من تساؤل بسيط حول سبب عدم تطور الحيوانات، ولماذا تستخدم الحيوانات إلى الآن نفس الأدوات التي كانت تستخدمها قبل قرون، وعلى عكس ما تذهب إليه معظم التفسيرات فإن مارك يرى بأن الأمر ليس متعلقا بالذكاء وبأن ذكاء القردة لم يسعفها حتى في تطوير طريقة أكلها للمكسرات.
وحسب دراسته لتاريخ الإنسان وجد مارك أن تطور الحياة البشرية بدأ فعليا قبل 200 ألف سنة أي مع بداية ظهور اللغات، حيث سهلت اللغات عملية نقل المعرفة وتبادل الخبرات وعقد الصفقات بين بني البشر وهو ما أدى وسؤدي إلى اليوم في تغيير كل شيء من حولنا.
التغيير في البيئة:
تنطلق ناتالي جرميجنكو من مقولة قديمة تقول: “الجزء الأكبر من الروح موجود خارج الجسد، معالجة ما في الداخل يتطلب معالجة ما في الخارج”، وهي المقولة التي قادتها إلى فكرة عيادتها الصحية المختلفة عن بقية العيادات والتي لا تقدم أدوية ووصفات علاج لمرتاديها، وإنما توصيهم لممارسات تساهم في الحد من ظاهرة محددة في الطبيعة كانت هي السبب في المرض الذي يعانون منه:
التغيير بالضحك:
تروي ليزا دونيلي معاناتها في أيام طفولتها من نظرات المجتمع لها كفتاة ومن القيود التي فرضت عليها وكيف أنها نجحت في التفوق على هذه القيود من خلال رسم كاريكاتور والتعبير عن مواقفها وآرائها الناتجة عن معاناتها عبر رسوم كاريكاتورية مضحكة ولكنها معبرة وقادرة على التغيير داخل المجتمعات:
التغيير بالنوم:
عالم الأعصاب المتخصص في الساعة البيولوجية، راسل فوستر، ربط الحياة بأكملها بالنوم، وقال بأن الإنسان مطالب بتغيير نظرته وفهمه للنوم حتى يستطيع تغيير حياته وإنجاحها، وأوضح فوستر أن حياة الإنسان لا يمكن أن تكون سليمة ما لم يحصل الجسد على ما يحتاجه من النوم، مشيرا إلى أن المعيار الأكثر دقة لمعرفة ما إذا كان الإنسان يحصل على ما يحتاجه من النوم هو مدى قدرته على الاستيقاظ دون منبه.