“لبن العسكور”: عاصفة سخرية فتحها المصريون على تدخل الجيش في أزمة ألبان الأطفال

zm-srf-lbn-ltfl-770x450

بدأت القصة بتظاهرات لمواطنين صباح أمس جلهم كان من الأمهات بعد أن اختفت ألبان الأطفال من السوق المصرية بشكل تدريجي، بسبب أسباب تردي وضع الاقتصاد المصري، وشح العملة الصعبة التي تستورد جل الاحتياجات الرئيسية في مصر.

الوضع الاقتصادي في النهاية أدى إلى حظر بيع لبن الأطفال المدعم بمقرات “الشركة المصرية لتجارة الأدوية” المنوطة باستيراد ألبان الأطفال وتوزيعها من خلال مناقصة عامة مع وزارة الصحة، وقصرت الحكومة صرف الألبان على منافذ وزارة الصحة الخالية من تلك الألبان، ومن الجدير بالذكر هنا أن أزمة ألبان الأطفال قد أشارت لها الشركة عبر استغاثة للسيسي نشرت في الصحافة، لنها لم تجد أي صدى حتى وصلت الحالة إلى ما هي عليه.


فيما يُشير العاملون بالقطاع الصيدلي في مصر أن ثمة أزمة تتفاقم بعدما تراكمت منذ أشهر في مجال الدواء مما أدى إلى اختفاء أدوية حرجة من السوق نهائيًا لعدم وجود مخزون دولاري لاستيرادها، أو استيراد المادة الفعالة التي يتم تصنيع الدواء بها في مصر.

كبرى الأزمات كانت في سلعة ألبان الأطفال التي ارتفع ثمنها واختفت تدريجيًا، إلى أن ضج الأهالي بالأمر، وقطع مواطنون طريق الكورنيش لساعات متواصلة؛ مما تسبب في شلل مروري أدى إلى تدخل شرطي، وهو ما عكس الأزمة الكبيرة التي وقعت فيها الحكومة.

الجيش يتدخل كالعادة

لم يعد مستغربًا أنه حينما تتصدر مشكلة إلى الواجهة لا يجد المصريون حلها –الجزئي- إلا في اقتصاد الجيش الموازي، الذي يعمل في كل شئ وبكل شئ، فحينما تغلو أسعار اللحوم في مصر تظهر لحوم القوات المسلحة، وحينما تغلو السلع الأساسية تجد سلع القوات المسلحة في منافذها المنتشرة، والآن القوات المسلحة المصرية تشرف على منظومة التموين المصرية.

إمبراطورية الجيش الاقتصادية تبتلع بشكل يومي مجالًا من المجالات لصالحها بعيدًا عن تخصص الجيش العسكري دون أي سبب واضح سوى اعتماد النظام الحالي على القوات المسلحة في كل شئ داخل مصر.

تدخل الجيش في أزمة لبن الأطفال وفجأة ظهرت 30 مليون عبوة من لبن الأطفال بسعر 30 جنيهًا للعبوة الواحدة بدلًا عن 60 بحسب تصريحات وزير الصحة المصري، ليتم حل المعضلة جزئيًا ولمدة أيام فقط.

حيث سيتم تسجيل كل مواطن عند الحصول على عبوة لبن، ليكون لديه قاعدة بيانات،  ولن يسمح ببيع أكثر من 3 عبوات كحد أقصى عند الضرورة، لمنع إعادة بيعه مرة أخرى بمبالغ كبيرة في السوق السوداء.

وقد أعلنت المصادر الحكومية أن لجان مشتركة من وزارة الصحة والقوات المسلحة ستشرف على عمليات بيع الألبان المدعمة لمنع تلاعب وبيع السوق السوداء.

فتح ذلك تساؤلات عن كيفية تخزين الجيش لهذه الكمية من ألبان الأطفال وتحت أي داعي، دون إعطائها لمنافذ الدولة منذ أول أيام الأزمة، فيما ذهب البعض لما هو أبعد من ذلك في هذا الصدد بافتراض أن الجيش افتعل الأزمة للدخول منافسًا في هذا المجال.

إذن دخل الجيش في النهاية بشكل رسمي في بيزنس ألبان الأطفال هذا المجال الذي تحتل مصر فيه المرتبة رقم 15 عالميًا فى استيراد المنتج بـ 44 ألف طن سنويًا، من إجمالي حجم تجارة عالمي يبلغ 8 مليار دولار.

عاصفة سخرية من سياسة الجيش

هذا التصرف الذي اتخذه النظام المصري بإشراك الجيش في هذه الأزمة، كان له صداه على مواقع التواصل الاجتماعي، التي سخرت من تدخل الجيش الاقتصادي حتى في مجال ألبان الأطفال.

انطلق هاشتاج #لبن_العسكور وغيره ساخرًا مما النظام وطريقة استخدامه للجيش في السيطرة على منافذ الحياة في مصر في كافة المجالات.

ريمون رفعت كتب ساخرًا على هاشتاج لبن العسكور: “لو مش عاجبك الجيش خلي أمك تنزل ترضع العيال”.

أما هيثم أبو خليل فقد اتهم الجيش في تغريدته بـ “السرقة والنهب” لذا يرى أنه من الطبيعي السخرية بهذه الصورة.

أما هذا المغرد فقد كتب ساخرًا أن “خطبة الجمعة كانت عن فضل لبن العسكور”.

شادي الغزالي حرب يرى أن الجيش والقضاء والداخلية لم يهنهم أحد مثلما فعلت تصرفات السيسي ونظامه.

أحمد نجيب ذهب إلى تأليف شعار للجيش بعد تدخله في هذه الأزمة:

دأب المغردون على نشر صور كوميدية ساخرة من فكرة تدخل الجيش في مجال “الرضاعة”، وهو ما يظهر في صورة حسام 

الحساب الذي يحمل اسم حرب بالوكالة غرد ساخرًا هو الآخر مزيلًا تغريدته بشعار ساخر يتحدث عن “جمهورية اللبن الزبادي”.

أما محمد إسماعيل فقد غرد ساخرًا بطريقة غنائية: