تسعى النمسا لتنشيط السياحة العربية في مواسم الركود الاقتصادية، بعد أن سجلت معدلات السياح العرب ولا سيما الخليجيين معدلًا كبيرًا في السنوات الماضية في المدن النمساوية، حيث استقبلت مدينة زيلامسي النمساوية وحدها نحو 70 ألف سائح عربي خلال العامين الماضيين، وتقدر تقارير نمساوية اقتصادية إن نحو 100 ألف سائح سعودي، يزور النمسا سنويًا.
لذا بدأت الحكومة في النمسا منذ فترة اتخاذ إجراءات تسهيلية للسياحة العربية، لاستقطاب أكبر عدد ممكن من العرب إلى بلادهم، حيث سبق أن وافقت السلطات النمساوية، في يونيو الماضي، على اعتماد رخصة القيادة السعودية رسميًا، ليتمكن بذلك حاملوها من قيادة مركباتهم في النمسا بشكل قانوني.
هذا تجاوزًا لصالح العرب، حيث تعتبر قوانين المرور النمساوية من أكثر القوانين صرامة عالميًا، وسبق وأن تسبب سعوديون بمشاكل مع الشرطة المحلية بسبب عدم التزامهم بالقوانين المرورية، كربط حزام الأمان والتقيد بحدود السرعة، ما تسبب بإيقاف عدد من السياح السعوديين، ومخالفتهم بغرامات مالية قد تصل إلى 900 يورو، بالإضافة إلى مصادرة السيارة، إلا أن الواقع الحالي يعكس رغبة قوية لتدعيم النشاط السياحي الخليجي.
السياحة الحلال
وكأحد السبل لجذب السياحة الخليجية إلى النمسا الفترة القادمة، اعتمدت المدن النمساوية المختلفة على الترويج لما يُعرف بـ “السياحة الحلال” في محاولة منها لاستقطاب السياح من دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك على الرغم من تحفظات مواطنين نمساويين.
وذلك من خلال تغيير لوائح التعليمات السياحية في المدن، بحيث تتضمن اللغة العربية، كما تعمل المتاجر على توفير المنتجات العربية والإسلامية؛ كاللحم الحلال في المطاعم، وتحضير الشاي على الطريقة العربية.
كما ستوفر غرف الفنادق خدمات دينية كالمصاحف، وسجاد الصلاة، في محاولة لتقليل وجهات الخلاف بين عادات المجتمع النمساوي، والعادات العربية، والخليجية منها بشكلٍ خاص، في مخالفة لقرار صادر عن البرلمان النمساوي، في فبراير 2015، يحظر استخدام أي نسخ من القرآن الكريم غير النسخ المترجمة بالألمانية.
وتعتبر مدينة “زيلامسي” النمساوية إحدى أشهر الوجهات للسياحة الطبيعية في النمسا، وتحظى بشعبية واسعة لدى السياح الخليجيين خلال موسم الصيف، ومن المرجح أن تكون الوجهة الأولى لتطبيق هذه التعليمات الجديدة الجاذبة للسياحة الخليجية.
وتتوقع وزارة السياحة النمساوية زيادة الأعداد الواردة إلى المدينة والتي تتخطى 70 ألف سائح سنويًا، الرقم الذي يعتبر كبيرًا بالمقارنة مع عدد سكان المدينة ممن لا يتعدون 10 آلاف نسمة، ينتمي معظمهم للطائفة الكاثوليكية المسيحية.
فيما تقدر نفقات السائح الخليجي يوميًا بحوالي 240 يورو في زيارته للنمسا، وهذا الرقم أكثر من ضعف ما ينفقه السائح الأجنبي، وهذا ما يفسر إهتمام الحكومة النمساوية بالسائح الخليجي بما يُخالف بعد قوانينها الداخلية.
جديربالذكر أن سبب شهرة هذا النوع من السياحة هو عدم وجود أي نشاطات أو خدمات تخالف تعاليم الشريعة الإسلامية، وتقوم بها عدة الدول مثل تركيا وماليزيا وبعض دول الخليج خلال السنوات الماضية.
وفي الوقت الذي تحاول تلك الدول، وخصوصًت العربية، تنمية هذا النشاط السياحي، يؤكد خبراء في المجال السياحي إن دولًا أوروبية تخطط لتقديم هذا المنتج لجذب شريحة من طالبي تلك السياحة التي تنمو بمعدلات كبيرة سنويًا.