ترجمة من الإسبانية: نون بوست
بعد أن كان التحالف بين إسرائيل و الدول السنية يقام بطريقة سرية. بات اليوم معلنا للعلن، وأصبح يسير نحو طريق التطور في الشرق الأوسط المقسم على نحو متزايد و متغير.
ففي البداية بدا هذا التحالف على أنه شائعة وأن وجوده منعدم بالأساس، لكن رويداً رويداً تزايدت اللقاءات بشكل مكثف ومتكرر بين ممثلين عن الحكومة الإسرائيلية والحكومتين السعودية والمصرية على وجه الخصوص، وذلك في ظل التركيز على تنظيم الدولة وموجة الإرهاب المتنامية، وعلى الكتلة الشيعية التي تقودها إيران والتي تقوت اقتصاديا بعد الاتفاق النووي مع الغرب.
والعواصم السنية كالرياض، القاهرة، عمان، أبو ظبي والدوحة تسعى حتى الآن إلى التعاون مع الحكومة الإسرائيلية خاصة في القضايا العسكرية وفي مجال مكافحة الإرهاب.
وفي الآونة الأخيرة، نشرت على مواقع الشبكات الاجتماعية صورة أثارت ردود فعل قوية في المجتمع الدبلوماسي الدولي، وكذلك في العالم العربي والإسلامي، وهي صورةٌ للواء السعودي “أنور عشقي”برفقة رجال أعمال وباحثين من بلده أثناء زيارة رسمية لمدينة رام الله الفلسطينية. ويرافقه أيضاً في هذه الصورة الزعيم الفلسطيني جبريل الرجوب الذي قاده إلى رام الله وهي ضاحية من ضواحي القدس ومعهم عدد هام من نواب العمل والوسطيين الإسرائيليين.
وكانت ردود الفعل من بعض القطاعات العربية في الشبكات الإعلامية والاجتماعية تعبر عن الغضب، وتتهم السعودية عامة و مدير المركز الرئيسي للبحوث الإستراتيجية في مدينة جدة باللقاء مع “العدو رغم احتلاله للضفة الغربية”. لكن أنور عشقي لم يعطي اهتماما لهذه الردود، والتقى بعد فترة وجيزة بمحاوريه الإسرائيليين.
وهذا اللقاء أقيم في فندق الملك داود في قلب القدس و دام أكثر من ساعة، وحضرته أقرب شخصيتين لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهما المدير العام لوزارة الشؤون الخارجية “دوري جولد” والجنرال العام “يعقوب اميدرور” وهما المكلفان بالاتصالات مع الفلسطينيين ومع العالم العربي.
وفي رام الله، أثارت الاجتماعات عصبية كبيرة. خاصةً بسبب انصدام الفلسطينيين من حكومات الشرق الأوسط العربي التي قررت تطبيع العلاقات مع إسرائيل دون حل القضية الفلسطينية أولاً. ووفقاً لما قالته صحيفة لافنغوارديا فإن أنور عشقي كان قد تلقى تهديدات بالقتل لكنه قرر تجاهلها و مواصلة التعامل مع إسرائيل.
ومن جهة أخرى تدور حرب دينية بين الأغلبية السنية والأقلية الشيعية الإيرانية على جبهات مختلفة في المنطقة، خاصة في سوريا والعراق ولبنان واليمن، وإلى حد ما أيضا في المملكة العربية السعودية والبحرين، فالمملكة العربية السعودية لديها أقلية شيعية تتركز أساسا في مناطق تواجد النفط، لذلك فهي تقاتل إلى جانب الأغلبية السنية اليمنية ضد المتمردين المدعومين من قبل إيران.
وبغض النظر عن إيران تسبب الأفكار السلفية المتشددة لتنظيم الدولة قلقا كبيرا بالنسبة للدول السنية، فعلى سبيل المثال، في صحراء سيناء المصرية قام الجيش بالقتال ضد تنظيم الدولة، بمساعدات عسكرية إسرائيلية.
والجدير بالذكر أيضاً أن جزءا من التحالف المتنامي بين إسرائيل والدول السنية له علاقة بسياسات الرئيس باراك أوباما، الذي تخلى عن حلفائه السنة من أجل بدء تطبيع تدريجي للعلاقات مع إيران والإخوان المسلمين. فالبلدان العربية السنية دخلت في تحالف مع إسرائيل لأنها وجدت فيه حكومة قوية على المستوى العسكري، الاقتصادي والسياسي طبعاً. وذلك بحسب رأي الأمير تركي الفيصل المتمثل في “تخيل ما يمكننا القيام به إذا جمعنا الثروة السعودية والتكنولوجيا الإسرائيلية”.
ووفقا لمصادر عربية مختلفة، يمكننا الاستنتاج أن الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الذي سيسمي ابنه محمد بن سلمان كملك جديد في عام 2017، إضافةً إلى وزير الداخلية محمد بن نايف، ووزير الدفاع بن سلمان؛ كانوا قد اتفقوا على بناء خطة مستقبلية للمملكة العربية السعودية تستمر إلى عام 2030. خطةٌ تدعي إلى إقامة اتصالات مع الإسرائيليين وإلى إدارة القتال ضد إيران وحلفائها.
ومع ذلك، مازلت توجد في الدول السنية قطاعات مهمة من الرأي العام التي ترفض رفضا قاطعا أي شكل من أشكال الحوار مع إسرائيل.
ففي الفترات الأخيرة تحدث الجنرال العام يعقوب أميدور عن استمرار اتصالاته وعلاقاته مع قيادات القوى السنية. وهي تحالفات مدعومة من طرف الوزير الأول البريطاني السابق “توني بلير”، الذي نشر مقالا يمدح فيه سياسات نتنياهو، ويقول فيه أن على الدول الراغبة في تحقيق النمو الحقيقي أن تتفاوض وتحسن علاقتها مع إسرائيل، وأن التحالف مع إسرائيل فرصة تاريخية لا تعوض.
المصدر: لافنغوارديا