أكثر من 16 شهرًا وتعز وسط اليمن، تتعرض لأبشع حصار يشهده تاريخ الجمهورية اليمنية، إلى ما قبل 21 أغسطس الماضي ما زالت كل منافذ المدينة تحت سيطرة ترسانة عسكرية تتكون من 13 لواءً عسكريًا، من نخبة الجيش اليمني، معززه بسلاح الدولة المنهوب، وبدعم من الآلاف من ميليشيات الحوثي المدربة على الحروب، كل ذلك من أجل تركيع مدينة التنوير والثورات في اليمن، لإجبارها على إعلان الولاء لسلطات الانقلاب في صنعاء.
كعادتها لم تكن تعز بوابة إلا للجمهورية فقط، تتباهى بكبريائها رغم الجراح، حتى اللحظة أكثر من 1200 شهيد و13000 جريح بلا علاج، والمئات من المنازل المهدمة والآلاف من النازحين والمعتقلين في سجون الانقلابيين، كل ذلك ضريبة تدفعها مدينة اللاءات الوطنية، يقاوم أهلها حصارًا هو أشبه بقرار إعدام جماعي لمئات الآلاف من البشر.
21 أغسطس الماضي أول يوم ملحمة لحفاة ريف تعز، الذين تحركوا بإمكاناتهم المتواضعة لفك الحصار عن المدينة الجريحة، وإنقاذ الآلاف من جرائم ميليشيا الحوثي صالح، هذا التركيز على ريف تعز لا ينقص من قيمة بطولات وتضحيات الرجال داخل المدينة أي شيء، حفاة داخل المدينة في مهمة مقاومة ترسانة الحوثي صالح ومنعها من اجتياح المدينة، “مُسند للأنباء” يحاول في هذا التقرير تسليط الضوء على ريف تعز، الذي تحرك بمهمة أشبه بما تكون إنسانية بحتة تهدف لانتشال آلاف البشر من بين أنياب الانقلاب الإرهابي الذي يحقق انتصاراته اليومية بقصف المدنيين خاصة واستهدافهم، حيث لا تكاد تعز تمر عليها 24 ساعة إلا بحفلة وداع لشهيد أو إسعاف جريح فقد ذراعه أو قدمه أو رصاصة أصابته في الرأس، تجعل منه جثة على الرصيف في مرحلة ما قبل النفس الأخير.
الألغام .. حصار من نوع آخر!
على الرغم من الترسانة البشرية، التي تخوض ملحمة التحرير في تعز متمثلة في ألوية الجيش الوطني (35 مدرعًا ، 22 ميكا ، 17 مشاه ) بالإضافة إلى الآلاف داخل التشكيلات العسكرية للمقاومة الشعبية من جميع مكونات المجتمع، تتحرك تلك الكتلة البشرية في طريق واحد من أجل الخلاص، تقف أمامهم موانع النصر الشامل، ليس آخرها حقول الألغام التي يزرعها مسلحو الحوثي صالح في أحشاء مزارع المواطنين وعلى الطرقات وفي منافذ المدينة وكل القرى.
يتحدث القيادي في مقاومة تعز عبده حمود الصغير قائلًا “3 ألوية عسكرية تابعة للجيش الوطني في تعز، لا يوجد فيها فريق متخصص لنزع الألغام، ولا تمتلك أية معدات عسكرية خاصة لهذه المهمة مثل كاسحات الألغام، وأن تلك الألوية تفتقد للسلاح الثقيل الذي إن وجد فبعدد ضئيل لا يقوى على اختراق جبهات العدو خصوصًا في الجغرافيا الوعرة”.
ألغام الانقلابيين تفتك بأرواح النساء والأطفال والرجال بشكل شبه يومي وتضيف إلى عذابات تعز أحزان جديدة، إضافة إلى ذلك فالألغام تشكل حصارًا من نوع آخر، بحيث تمنع الجيش الوطني والمقاومة بمساندة طيران التحالف العربي من إحداث أي تقدم في الجبهات، وبالرغم من كثافة الألغام المزروعة بكميات تكفي لتفجير مدن وإحداث دمار كلي فيها (حسب تصريح لناطق المجلس العسكري في تعز منصور الحساني) ، كل ذلك لم يمنع الحفاة الأبطال من التقدم وتأمين المدخل الجنوبي للمدينة وفك الحصار بنسبة 30% باعتبار أن خط الضباب بالكامل تحت سيطرة الجيش الوطني والمقاومة الشعبية.
وفي هذا السياق ناشد القيادي في مقاومة تعز عبده حمود الصغير، الحكومة ورئاسة الأركان وقيادة المنطقة العسكرية الرابعة إمداد ألوية الجيش الوطني بالفرق الخاصة لنزع الألغام والآليات والمعدات العسكرية الخاصة بذلك.
الانقلاب الهمجي يكثف من هجومه لإعادة خنق المدينة
تحاول ميليشيا الحوثي صالح انتزاع الانتصار الذي حققه الحفاة بتأمين كلي وشامل لخط الضباب حيث يقوم الانقلابيون بتكثيف هجومهم اليومي بكل الأسلحة الثقيلة رغبة بإعادة حصار المدينة بالكامل ومنع إسطوانات الأكسجين والأدوية والمواد الغذائية من الدخول إلى سكان مدينة تعز ليس لشيء سوى أنهم كانوا في صدارة ثورة سبتمبر 1962م وفبراير 2011م ضد مشاريع الدمار ودفاعًا عن جمهورية العيش بكرامة.
يشير القيادي في مقاومة تعز عبده حمود الصغير بأن الانقلابيين يستميتون لإعادة الحصار كليًا على المدينة وتكثيف هجماتهم على الضباب وهيجة العبد يريدون عجلة الزمن تعود إلى ما قبل 21 أغسطس 2016م .