استطاعت تركيا خلال الفترة الوجيزة الماضية تأسيس وتطوير الشركات العسكرية التركية التي أخرجت تركيا من التبعية الكاملة للخارج وحققت اكتفاءً ذاتيًا بنسبة 40% من المعدات والأجهزة والأسلحة العسكرية، واستمرار هذا القطاع بالنمو يعني المزيد من اعتماد تركيا على نفسها في الصناعات الحربية على حساب التخلي عن الخارج، وهو الهدف الذي ترمي إليه الحكومة التركية.
وبحسب ما أكده الرئيس أردوغان فإن تركيا تهدف إلى تحقيق الاعتماد الذاتي بنسبة 100% في الصناعات الدفاعية بحلول العام 2023، لافتًا أن الاعتماد على الخارج في هذا القطاع يتناقص تدريجيًا، ففي العام 2002 كان اعتماد تركيا على الخارج نسبته 80%، في حين أنه انخفض إلى 40% في الوقت الحالي.
صناعة محلية تركية
حاولت تركيا مرارًا منذ العام 2008 شراء طائرات بدون طيار من الولايات المتحدة الأمريكية إلا أن الكونغرس كان يرفض بيع هذه الطائرات لتركيا، فدأبت الحكومة التركية إلى تصنيع الطائرة محليًا وبأيدي مهندسين أتراك.
ولم يكن هذا الحلم بعيد المنال، فتركيا خلال الأعوم السابقة استطاعت تصنيع مروحيات قتالية ودبابات وأجهزة ومعدات عديدة لأغراض العسكرية.
وقد كان لها هذا، إذ استطاعت شركة تركية من صناعة طائرة بدون طيار أطلق عليها اسم “بايكار TB2” وتم تزويدها بصواريخ محلية الصنع أيضًا، وقد نجحت في كل اختبارات التجارب التي أجريت عليها، وذكر مدير الشركة أن ما يقرب من 150 مهندسًا وتقنيًا أشرفوا على صناعة وتطوير الطائرة، يأتي على رأسهم المهندس سلجوق بيرقدار.
تم إلحاق الطائرة بالقوات المسلحة التركية لتساهم في مجال مكافة الإرهاب وتساعد القوات المسلحة في جمع المعلومات، وفيما بعد أعلنت دائرة التطوير العسكري في وزارة الدفاع عن تطويرها لمنظومة صاروخية يمكن تركيبها على الطائرات بدون طيار بحيث يمكنها ضرب أهدافها بشكل دقيق، فهي قادرة على إصابة أهدافها بدقة عن بعد 8 كيلومترات، وتم تجربة الطائرة من هذا الارتفاع واستطاعت إصابة الهدف بشكل دقيق بنسبة وصلت إلى 100%.
بإمكان الطائرة التحليق لمسافة 4 آلاف كيلومتر وبارتفاع 22 ألف قدم ولديها القدرة على رصد كافة التحركات على الأرض وتحلق لمدة 24 ساعة متواصلة في الجو.
إنتاج طائرة “بايكار TB2” وضعت تركيا في مصاف الدول المنتجة للطائرات بدون طيار ولم تعد هناك حاجة لشرائها من الخارج، وبهذا أصبحت تركيا رابع أكبر دولة في العالم تنتج طائرات بدون طيار مسلحة بعد الولايات المتحدة والصين واسرائيل.
وقام سلاح الجو التركي حديثًا بإيكال مهام قتالية لطائرة “بيركار TB2” للمرة الأولى في عملية درع الفرات التي تخوضها تركيا في سوريا، بحسب ما جاء في الحساب الرسمي لسلجوق بيرقدار المهندس المسؤول عن صناعة وتطوير الطائرة.
Bayraktar TB2 IHA Cerablus operasyonu için günlerdir görevde. pic.twitter.com/UAzGhkgXuN
— Selçuk Bayraktar (@Slck_byrktr) August 24, 2016
شركات التصنيع التركية: “توساش” و”أسيل سان”
تمتلك تركيا العديد من الشركات ذات التوجه العسكري مثل “توساش” و”أسيل سان” اللتان حققتا تقدمًا ملحوظًا في السنوات الماضية في مجال الصناعات العسكرية، فبحسب معهد السلام السويدي “سيبرا” الذي يقدم تقريرًا سنويًا حول الصناعات العسكرية، احتلت شركة “أسيل سان” المرتبة الـ 73 واحتلت “توساش” المرتبة الـ 89 عالميًا.
إذ تمكنت توساش خلال السنوات الماضية من إنتاج أكثر من 15 منتجًا جويًا وفضائيًا صناعة تركية خالصة، مثل طائرة “إم 400” التي تستخدم في الإغاثة الإنسانية وتزويد الطائرات الميدانية بالوقود في الجو، وطائرة هليكوبتر “أي دبليو 139” تستعمل في التدريبات العسكرية وكعربة إسعاف أولية جوية، وطائرة هليكوبتر من طراز “أتاك 129” للأغراض العسكرية، حيث تستخدم للاستكشاف والقصف، وغيرها.
وإلى جانب توساش هناك مركز الصناعات العسكرية الإلكترونية “أسيل سان”، الذي يهدف لتطوير الصناعات العسكرية حيث تمكن خلال الفترة الماضية من إنتاج أنظمة التواصل اللاسلكي وأجهزة التخابر الجوية والبحرية والفضائية وأنظمة المراقبة الإلكترونية وأنظمة الدفاع الجوي والصاروخي وأنظمة الرصد والرادارات الإلكترونية، وكان من أهم ما أنتجته الشركة هي صاروخ الفضاء الاستكشافي “غوك ترك”، كما يعمل المركز على تطوير وإنتاج الأسلحة العسكرية الإلكترونية بأحدث التصاميم والتقنيات التكنولوجية.
دبابة آلتاي، صناعة تركية محلية
الإنفاق العسكري
جاءت تركيا في المرتبة الـ 15 عالميًا في حجم الإنفاق العسكري بمقدار 22.600 مليار دولار في العام 2014، علمًا أنها لا تزال بعيدة عن الدول الكبرى في حجم الإنفاق العسكري، حيث تتربع الولايات المتحدة في المرتبة الأولى بإنفاق بلغ 610 مليار دولار وهي أقل من روسيا في المرتبة الثالثة بإنفاق يقارب 84 مليار دولار والسعودية 80 مليار وفرنسا 62 مليار.
الجيش التركي العاشر عالميًا
احتل الجيش التركي المرتبة العاشرة عالميًا في العام 2015 حيث يأتي بعد اليابان، بينما احتل الجيش الإسرائيلي المرتبة الـ 11 عالميًا وعلى المستوى الإقليمي حقق المرتبة الأولى، حيث يبلغ عدد جنود الجيش التركي 410.500 ألف جندي ويبلغ عدد جنود الاحتياط 185.630 جنديًا.