تراشق بالعصي وتبادل للاتهامات، وانقسامات، واقتحام اجتماعات وإبطال بعضها، وفيديوهات مسربة لقياديين يسبون الرئيس السابق، وشبهات رشوة وفساد، ومحاولة تكميم أفواه ومصادرة للآراء، واستغلال نفوذ وسلطة، وأخيرًا ضبط نائبة عن كتلته في وضع مخل مع “عشيقها” في أحد النزل بجزيرة جربة جنوب تونس، نتحدث عن الحزب الأول في الانتخابات التونسية الأخيرة “نداء تونس”، صاحب مناصب رئاسة الجمهورية والحكومة والبرلمان.
يكاد لا يمر أسبوع حتى نسمع بفضيحة جديدة متعلقة بحزب نداء تونس أو أحد قيادييه أو المنتسبين إليه، فضائح متتالية جعلت التونسيين يتساءلون متحسرين: هل يؤتمن حزب كهذا على تونس؟
آخر الفضائح، خبر مفاده أن إحدى نائبات الحزب بالبرلمان، أمسكت رفقة “عشيق” لها داخل نزل سياحي بجزيرة جربة في وضع مخلّ بالآداب
حزب ناشئ، لم يمر على تأسيسه أربع سنوات، قال إنه يستند إلى الفكر الإصلاحي التونسي وإلى التراث الإنساني العالمي وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية، وإنه يرنو إلى تكريس المواطنة وهيبة الدولة وحماية تونس من أيدي العابثين، لكن هل تحقق ما قال إنه جاء من أجله؟
صعب جدًا، فلم نسمع عنه من يوم تأسيسه إلا الفضائح، وآخرها، خبر مفاده أن إحدى نائبات الحزب بالبرلمان، أمسكت رفقة “عشيق” لها داخل نزل سياحي بجزيرة جربة (جنوب تونس) في وضع مخلّ بالآداب، لم تكتف النائبة عند هذا الحد، بل إنها تسببت في إيقاف عون الحراسة الذي ضبطها بمعيّة مرافقها غير المقيم في هذا الوضع المشين، على أن يحال إلى أنظار القضاء بتهم عديدة منها التهجم على النائبة المصون والتطاول على مقامها .
طوبال أخذ المبلغ وخلف وعده، فلم يكتف بكونه مرتشيًا بل متحايل أيضًا
قبلها بأيام قليلة، تقدّم أحد محاميي تونس، بشكاية لدى المحكمة ضد رئيس كتلة الحزب “سفيان طوبال”، بالبرلمان، بتهمة التحايل، بعد أن وعد أحد منتسبي حزبه بالتدخّل له لإنجاح ابنته في مناظرة الملحقين القضائيين والتي تسمح لها بعد ذلك بدخول سلك القضاء، مقابل مبلغ مالي قدره 10 آلاف دينار (4.5 آلاف دولار)، طوبال أخذ المبلغ وخلف وعده، فلم يكتف بكونه مرتشيًا بل متحايل أيضًا.
هاتان الحادثتان، جاءتا بعد ما وصفه تونسيون بـ “الفضيحة الجنسية” لأحد نواب نداء تونس في البرلمان، حيث ظهر النائب الطاهر في فيديو مسرب يمارس “العادة السرية” مع فتاة مغربية عبر تطبيق “السكايب”، تبين في وقت لاحق أنها “هاكر”.
رئيس الحكومة المنتمي للحزب، لم يحد عن طريق رفاقه، فكان وفيًا لمبادئهم وطيب قلوبهم وحسن أخلاقهم، فقد نشرت مواقع تونسية مقطع فيديو مسرب، يظهر فيه رئيس الحكومة الحالي يوسف الشاهد رفقة قيادات من نداء تونس، يسبون رئيس الجمهورية السابق محمد المنصف المرزوقي ووالدته بكلام نابٍ، عقب الإعلان عن فوز الباجي قائد السبسي على المرزوقي في الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية لسنة 2014.
هذه بعض فضائح قيادات الحزب التي تم الكشف عنها وما خفي كان أعظم، فماذا عن كبير القوم ومؤسس الحزب، رئيس تونس الحالي؟
سبق للباجي قبل أن يعتلي سدّة الحكم، أن أهان نساء تونس، وشتم قوات أمنها ووصفهم بالقردة، وحاول تقسيم شعبها ومحافظاتها ونادى بإسقاط مؤسسات الدولة الشرعية.
السبسي، لم يكن رئيس كل التونسيين يومًا، فقد كان رئيس فئة قليلة، رئيس فئة، أجرمت في حق الشعب لسنوات
أما بعد توليه رئاسة الدولة وتمكنه من الحكم، فقد حاول السيطرة على الإعلام بشهادة نقيب الصحفيين التونسيين، وتكميم أفواه الإعلاميين ومصادرة حقوقهم التي كفلها الدستور.
السبسي، لم يكن رئيس كل التونسيين يومًا، فقد كان رئيس فئة قليلة، رئيس فئة أجرمت في حق الشعب لسنوات، سن لها قانون مصالحة اقتصادية حتى تفلت من المحاسبة، فئة ساهمت في تفقير الشعب وتجهيله لعقود عدة، ومازالت تصر على مواصلة نهجها.
حزب نداء تونس لم يفلح يومًا في تنظيم اجتماع أو تظاهرة دون أن نسمع ونشاهد العصي واللكمات خلالها، عصي ولكمات واتهامات متبادلة، كانت سمة اجتماعات النداء، الداخلية والعامة، حتى انقسم الحزب إلى دكاكين حزبية، كل ومجموعته، وهذا أمر طبيعي بين أشخاص لم يكن الجامع بينهم يومًا فكرًا ولا برنامجًا وإنما المصلحة.
كل يوم يمر منذ نشأة هذا الحزب، يزداد التونسيون يقينًا، بعظم الكارثة التي حلت بهم وبلادهم،
حزب أهان التونسيين في مرات عدة ولم يحسب لهم حساب، وأربك علاقات الدولة الخارجية بعد أن قال إنه جاء لإصلاحها واستثمار علاقاته لخدمة البلاد والعباد، هل يؤتمن حزب كهذا، على تونس؟