لو اعترف قادة العرب بالحقيقة القائلة إن إسرائيل قيادة وشعبًا لا تريد سلامًا مع العرب، ولا تعترف بحقهم بالبقاء فوق تراب وطنهم كبقية البشر، فمعنى ذلك أن قادة العرب ملزمون بالاستعداد لمواجهة إسرائيل عسكريًا واقتصاديًا بهدف تغيير المفاهيم الباطلة التي سكنت عقول الإسرائيليين، وهذا ما لا يقدر عليه قادة العرب، لذلك يتهربون من الحقيقة، ويدعون بأن القيادة الإسرائيلية الحالية لا ترغب بالسلام، وتضر بمصالح الإسرائيليين.
فهل هنالك إسرائيليون طيبون مسالمون لا تمثلهم هذه القيادة المتطرفة، أم أن هنالك إسرائيليين متطرفين متوحشين متغطرسين انتخبوا من بينهم هذه القيادة بشكل ديمقراطي؟
يجيب على هذا السؤال البروفيسور اليهودي سامي سموحة من جامعة حيفا، والذي أجرى استطلاعًا للرأي، أظهر النتائج التالية:
يعتقد 62% من اليهود في إسرائيل بأن الفلسطينيين هم عرب استوطنوا في (أرض إسرائيل)
يعتقد 62% من اليهود في إسرائيل بأن الفلسطينيين هم عرب استوطنوا في (أرض إسرائيل) التابعة للشعب اليهودي، وأنه لا توجد للفلسطينيين حقوق قومية في البلاد، لأنهم ليسوا السكان الأصليين، وأزعم أن هذه الأغلبية المتطرفة قد جاءت منسجمة تمامًا مع الأغلبية التي تتشكل منها الحكومة الإسرائيلية الحالية؟
يعتقد 70% من اليهود في إسرائيل بأن جميع الوسائل مباحة في الصراع الإسرائيلي ضد العنف الفلسطيني، وأزعم أن هذه الأغلبية المفرطة هي جرس إنذار لقادة العرب الواهمين بخروج المجتمع الإسرائيلي في مظاهرات تطالب بالسلام مع العرب، وتعترض على تدمير غزة وحصارها، وترفض اغتصاب أرض الضفة الغربية.
يعتقد 60% من اليهود بأن الأخلاق الفلسطينية أدنى من المعايير السائدة في المجتمعات البشرية الاخرى، وأزعم أن هذه النسبة العالية لا تؤكد على عنصرية اليهود في فلسطين، ونظرتهم الدونية للعرب الفلسطينيين، وإنما تعطي هذه النسبة للصهاينة الحق في قتل العربي لمجرد عدم انتظامه في الطابور على الحواجز الإسرائيلية.
لا يعترف 72% من اليهود بأن الضفة الغربية أرض محتلة، ويعتقدون بأن السيطرة العسكرية على الضفة الغربية عام 1967 هي تحرير للوطن اليهودي من الأغراب، وأزعم أن هذه الأغلبية تكشف عن أصول الصراع الدائر على أرض فلسطين، وتقطع دابر كل سياسي يظن بأن هنالك فرصة لصنع السلام مع هذا التجمع البشري الذي لا يعترف بوجود الآخر، ولا يراه بالعين المجردة.
يعتقد 72% من الإسرائيليين بأن الفلسطينيين هم السبب في استمرار الصراع، وأزعم أن هذه النسبة تبرئ المجتمع اليهودي من أي ذنب تم اقترافه بحق الأرض الفلسطينية والإنسان الفلسطيني على امتداد سنوات القتل المجرم.
يعتقد 55% من الإسرائيليين أن النكبة الفلسطينية كذبة كبيرة
يعتقد 55% من الإسرائيليين أن النكبة الفلسطينية كذبة كبيرة، ولم تحدث أبدًا، وأزعم أن هذا النفي لنكبة الفلسطينيين يعكس حقيقة السياسية الإسرائيلية التي تنكر وجود شعب فلسطين، وترى العرب إرهابيين، وتبرر تصفيتهم، ولا تعطيهم أي حق بالوجود فوق تراب وطنهم.
يعتقد 80% من اليهود بأنهم ضحايا للهجمات الفلسطينية، وأن كل عدوان إسرائيلي على قطاع غزة هو عملية عسكرية عادلة ومبررة، وأزعم أن هذا النسبة العالية قد جاءت لتؤكد على عدوانية هذا التجمع الإرهابي، الذي يسكن الانتقام مفاصله، ولديه الاستعداد لاقتراف المجازر بحق الأطفال والنساء العرب دون وجل أو تردد، وقد حصل ذلك في كل بلاد العرب.
لقد جاءت نتائج هذا الاستطلاع لتضع حدًا لأوهام كل قائد عربي أو فلسطيني يهرب من الحقائق، ويدعي بأن المشكلة هي شخص “نتانياهو” والقيادة الإسرائيلية المتطرفة التي لا ترغب بالسلام، والتي لا تعبر عن موقف المجتمع الإسرائيلي الطيب المسكين الحالم المسالم.