يعزز ذلك إقدامها على اغتيال القائد في القسام أحمد الجعبري وهو الذي تتهمه بوقوفه خلف عملية خطف شاليط ومفاوضات التبادل الشاقة التي خاضها وانتهت بالإفراج عن ألف أسير، لم تنسى إسرائيل هذا الثأر أبدا.
وإذا تحدثت عن العداء التاريخي معها ستجد أن إسرائيل لا زالت تذكر تلك المعارك التي خاضتها جماعة الإخوان المسلمين الذين كانوا من أوائل الجماعات التي جاءت للمشاركة في قتالها ودحرها عن أرض فلسطين.
ما يحدث في مصر اليوم من اعتبار جماعة الإخوان المسلمين من الجماعات الإرهابية ودعم إسرائيل المتواصل لذلك، كان نتيجة إيمان الجماعة العميق بعدم شرعية وجود إسرائيل على أرض فلسطين وتحريض الجماعة الدائم من أجل قتالها ودحرها، كان آخر ما حدث على هذا الصعيد خطاب الرئيس مرسي الشهير أيام الحرب الأخيرة على غزة الذي هدد فيه وبشكل واضح أنه لن يصمت على اراقة الدماء الفلسطينية منوها أنه لم ينسى القدس والأقصى في يوم من الأيام معيدا للقضية مركزيتها بعمقها الإسلامي والعربي، فكان ما كان من دعم للإنقلاب عليه وتعزيز لمن قادوا الإنقلاب ضده.
أيضا ذلك الرجل الذي كلما شعرت إسرائيل أنها ستتلقى ضربة في القريب العاجل من حركة حماس تحديدا، ذكرت “الضيف” الإسم الذي ارتبط تاريخيا وجملة وتفصيلا بشل أمل العدو الصهيوني للعيش بأمان على أرض فلسطين.
ما يحدث في قطاع غزة وغلافه المحتل بالإضافة للضفة المحتلة في الأسبوع الأخير يوحي بحالة من عدم الاطمئنان تعيشها الأطراف المعنية سواء في قلب دولة الاحتلال أو في قطاع غزة، أو في الضفة المحتلة، ويظهر ذلك من خلال التصعيد الإعلامي الدائم والمستمر من قبل العدو الصهيوني، فهو لم يتوانى عن إصدار التصريحات المهددة تجاه قطاع غزة، والتي يأتي في معظمها تفصيلا لما يمكن أن تقدم عليه حماس سواء كان على حدود القطاع أو في الضفة المحتلة، وتجلى ذلك واضحا حينما صرّح العدو بالإرتباط الوثيق بين تصاعد العمليات المقاومة في الضفة وبين القيادي في القسام محمد الضيف، وأنه يقف خلف كل ذلك، كما أن الإدعاء بأن الرجل صاحب قرار المرحلة في تصعيد العمليات ضد العدو يعزز ما تحدثت به أن إسرائيل تحاول وبشكل حثيث تصفية حساباتها مع أعدائها التاريخيين، خاصة أنها تعلم يقينا أن قرار حماس مؤخرا بات متحررا من التوقف على شخص بعينه.
الأحداث الإقليمية الواقعة اليوم توضح بشكل كبير أن إسرائيل تعرف أعدائها بشكل جيد وتعرف أين تركز وتوجه جهودها من أجل توجيه الضربات لهم، ليبقى السؤال المطروح، ماذا يفعل أعداء إسرائيل الحقيقيين والتاريخيين لمجابهة كل هذا المكر والدهاء الصهيوني المدعوم أمريكيا وعربيا والذين اعتدنا منهم على طريقة تفكير استثنائية في كل مرحلة جديدة من مراحل الصراع.