ترجمة وتحرير نون بوست
إن الصورة القاتمة التي أصبحت عليها سوريا اليوم، بسبب مقتل مئات الآلاف من الأشخاص وتشرد ملايين الأشخاص الآخرين من مدنهم، وتدمير البنية التحتية قد ينذر بأن الوضع الحالي لا نهاية له، لكن التشاؤم ليس ما نبحث عنه.
هناك دائما أمل في اتخاذ خطوة للأمام من أجل سوريا جديدة، وهو ما تحدثنا فيه مع وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، وممثلين آخرين من المجتمع الدولي.
إن مطالبتنا بتنحي بشار الأسد وأعوانه من السلطة يدخل في إطار الانتقال بسوريا من دكتاتورية عسكرية إلى الديمقراطية والتسامح.
إن السبب الرئيسي للمأزق الحالي في سوريا هو تواصل انتهاكات القانون الدولي التي يرتكبها النظام السوري وحلفاؤه. ولقد وضعنا رؤية واضحة للمفاوضات، لكن الأسد لا يملك أي رؤية أخرى لسوريا سوى الموت والخراب، واللجوء إلى ارتكاب الفظائع من أجل إجهاض العملية التي ستقود إلى التغيير والتحول.
اتخذت المعارضة السورية التي تمثلها الهيئة العليا للمفاوضات خلال هذه المرحلة بالغة الأهمية من التاريخ السوري، التي تتطلب شجاعة وتضحية وواقعية في الالتزام بالمبادئ، قرارا استراتيجيا بمواصلة مشوار المفاوضات السياسية التي تدعمها الأمم المتحدة من أجل دعم الجهود الدولية لتحقيق انتقال سياسي حقيقي.
نحن ندعو إلى التنفيذ الكامل لقرار الأمم المتحدة عدد 2254 الذي يقضي برفع الحصار وتقديم المساعدات للمحتاجين، والإفراج عن المعتقلين، ووقف القصف الجوي والمدفعي وعدم الاعتداء على المدنيين.
إن المعارضة السورية التي تخوض معركة شرسة ضد الجماعات التي تستغل مشاعر الكراهية والطائفية، وترتكب جرائم التهجير القسري والقتل الجماعي، هي جزء أساسي من الحملة العالمية لمكافحة الإرهاب.
عملت الهيئة العليا للمفاوضات منذ ظهورها قبل سنوات على دعم خيار المواجهة الفكرية على التدخل العسكري، للقضاء على الحاضنة الفكرية للتطرف والاستبداد والطائفية. وقد سعت الهيئة العليا للمفاوضات للدفاع عن تطلعات الشعب السوري.
لقد قمنا بوضع مخطط مفصل للانتقال الديمقراطي في سوريا، الذي سيبدأ بعملية نقل السلطة إلى “هيئة الحكم الانتقالي”، التي يتشارك فيها رموز المعارضة السورية مع ممثلين عن النظام السوري ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين، في تقاسم السلطة، من أجل تنظيم انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة، ووضع دستور جديد.
لا يستطيع السوريون خوض حرب التحرير بأنفسهم. يحتاج المجتمع الدولي إلى لعب دور رئيسي من أجل حمايتهم من التأثيرات الخارجية التي تؤدي إلى تفاقم معاناتهم، وخصوصا تلك الدول التي تقف إلى جانب النظام السوري، ولا تتردد في ارتكاب الجرائم على مرأى ومسمع من العالم.
إن استعادة الأمن وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة في سوريا، سيكون لها تأثير كبير على تعزيز الأمن الإقليمي والدولي، ومعالجة أزمة اللاجئين المتفاقمة في جميع أنحاء أوروبا، ومقاومة التهديد المتزايد الذي يسببه استقطاب تنظيم الدولة للشباب.
إن الطريقة الوحيدة للانتصار على تنظيم الدولة هو وجود حكومة في دمشق تشارك نفس القيم مع المجتمع الدولي، وهو ما يعتبر عملية صعبة وشاقة، لكن مستقبل بلادنا أصبح الآن بين أيدينا.
المصدر: التلغراف