استهدفت طائرة أمريكية مساء الأمس الخميس تابعة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية، اجتماعًا لقادة جيش الفتح بالقرب من بلدة كفرناها بريف حلب ما أسفر عن مقتل أبو هاجر الحمصي العائد العام لجيش الفتح، وجرح آخرين أبرزهم أبو مسلم الشامي القائد العسكري لـ “جبهة فتح الشام”.
يذكر أن أبو هاجر الحمصي قاد معركة تحرير محافظة إدلب في العام الماضي 2015 حيث قاد جيش الفتح الذي يشكل مجموعة من الفصائل السورية تقاتل في الشمال السوري، وتخوض حاليًا معارك مع قوات النظام في ريف حلب الجنوبي.
واشنطن تشدد على موسكو أن أي اتفاق معها ينبغي أن يتضمن رفعًا للحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على حلب.
هذه الغارة جاءت بعد أيام عن كلام بين روسيا وأمريكا حول تبلور اتفاق بين الطرفين تبدأ بهدنة في حلب، وتتوج بتعاون وتنسيق بين الجانبين لإضعاف وجود القاعدة في سورية. كما نقل ناشطون سوريين على صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي أن قمران صناعيان يعودان لأمركيا يعملان منذ 11 يومًا لرصد التحركات في عموم سورية بهدف رصد جبهات القتال بين المعارضة والنظام، ولذا يكون استهداف اجتماع قادة جيش الفتح بداية لسلسة استهداف القادة العسكريين في سورية بحسب ما أفاد به الناشطين.
صالح الحموي، قيادي سابق في جبهة النصرة حذّر من يومين عن بدء عمليات تصفية للقادة العسكريين.#سوريا pic.twitter.com/A1Qz9aQ1BP
— فؤاد حلّاق (@Fouadhallak89) September 8, 2016
حلب عادت للحصار
خلال الأيام الماضية في حلب استطاع الثوار في حلب صد عشرات المحاولات من قبل النظام وميليشياته على الأرض بمساندة الطعات الجوية الروسية، لإعادة ما خسرته خلال الأسابيع الماضية في “معركة حلب الكبرى”، وبسبب شدة القصف وكثافة النيران تراجع الثوار إلى خط الدفاع الأول مفسحين الطريق للنظام لإعادة السيطرة على أجزاء واسعة من حي الراموسة، وبهذا التقدم يكون النظام أطبق سيطرته على كامل المناطق في جنوب وجنوب غرب مدينة حلب منذ بدء “معركة حلب الكبرى” في 31 يوليو/تموز الفائت باستثناء أجزاء من مشروع 1070 شقة ومدرسة الحكمة.
وكالة سانا السورية أفادت أن قوات النظام تمكنت من السيطرة على كامل حي الراموسة بدعم جوي روسي.
سوى أن مصادر في جبهة فتح الشام أفادت أن الجيش الحر لم ينسحب من الراموسة بشكل كامل وأن المعارك لا تزال مستمرة في الحي، حيث صدت محاولات عديدة للنظام للسيطرة على كتيبة الصواريخ بالراموسة.
حصار حلب عاد مجددًا
وأكدت كذلك مصادر إعلامية أن قوات النظام استعادت نصف حي الراموسة فقط وأن المعارك لا تزال مستمرة وفصائل المعارضة لا تزال تحاول التصدي لهجمات النظام ومن يقاتل معه من المجموعات المسلحة من لبنان وإيران والعراق.
جهود دبلوماسية
تطرق كل من الرئيسين الروسي والتركي خلال اتصال هاتفي للعلاقات الثنائية بين البلدين وتباحثا آخر التطورات في سوريا، وأكد أردوغان على أهمية التوصل لوقف إطلاق النار في مدينة حلب خلال أيام العيد، وأكد كلاهما على أهمية تطهير المنطقة الحدودية لتركيا في سوريا من المنظمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم داعش. حيث استطاعت العملية تحرير 700 كيلو متر مربع كانت تسيطر عليها داعش وهي ماضية حتى الوصول إلى مدينة الباب حيث تفصلها نحو 10 كيلو متر عنها .
وفي السياق ذاته أجرى كل من الرئيس أردوغان ووزير الخارجية السعودي عادل الجبير مساء الأمس الخميس، حيث سبق الجبير تأكيده في مؤتمر صحفي مع نظيره التركي حول تطابق وجهات النظر التركية والسعودية لما يجري في المنطقة وخصوصًا في سوريا إلى جانب دعم السعودية للعمليات العسكرية التي تقوم بها تركيا ضد تنظيم داعش على حدودها.
ونقلت تي أر تي العربية عن جاويش أوغلو قوله أن تركيا تعمل مع شركائها السعوديين على مساعدة من يريد العودة للمناطق المحررة وقد بدأ هذا فعلًا.
عاجل| #جاويش_أوغلو: سنعمل مع شركائنا #السعوديين على مساعدة من يريد العودة للمنطقة المحررة وقد بدأ ذلك بالفعل
— قناة TRT العربية (@TRTalarabiya) September 8, 2016
اجتماع حاسم اليوم
بدأ وزيري خارجية كل من روسيا والولايات المتحدة اجتماعًا مهمًا ظهر اليوم في جنيف لبحث آخر التطورات في سورية، حيث سيركز كلاهما على خفض العنف وتوسيع إيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري والمضي نحو حل سياسي لإنهاء الصراع. علمًا أنهما سيخوضان اجتماعًا ليوم واحد فقط لذا قلل مسؤولين من إمكانية التوصل لاتفاق نهائي خلال هذه الفترة القصيرة.
اجتماع كيري لافروف في جنيف
بينما أكد آخرين أن كيري ما كان ليتوجه لجنيف لو لم يكن هناك فرصة لتحقيق تقدم، حيث سبق ذهاب كيري لجنيف تصريحات أنه لا داعي لعقد اجتماع بين الوزيرين في هذا الوقت في ظل عدم وجود تقدم يذكر في المحادثات مع روسيا.
وحسب ما نقل عن رويترز فإن إحدى النقاط المحورية التي ستتم مناقشتها هي تشديد واشنطن أن أي اتفاق مع موسكو ينبغي أن يتضمن رفعًا للحصار الذي تفرضه قوات النظام السوري على حلب.
جاء دور معظمية الشام في التهجير
هدد النظام السوري أهالي المعظمية بتكثيف القصف على المدينة في حال رفضهم شروط تسوية تقضي بدخول النظام للمدينة وتسليم المعارضة أسلحتها وتسوية أوضاع المفاتلين وفق إجراءات خاصة بالنظام.
ونقلا عن مصادر في مدينة المعظيمة فإن اللجنة الممثلة لأهالي المدينة عرضت على ممثلين عن النظام أمس، خروج نحو 950 من مقاتلي المعارضة بسلاحهم الخفيف مع أسرهم نحو مناطق سيطرة المعارضة بريف إدلب شمال سورية. وقد رد النظام على هذا الطلب أنه بصدد دراسته.