أدى المحافظون الجدد في مصر، إضافة لوزير التموين الجديد اللواء محمد الشيخ، اليمين الدستورية، الأربعاء الماضي، أمام الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وذلك بعدما أعلن رئيس الوزراء المصري، شريف إسماعيل، أن 6 محافظين جدد سيؤدون اليمين الدستورية أمام السيسي في إطار حركة المحافظين الجديدة.
المحافظين الجدد هم اللواء عاطف عبدالحميد وزير النقل السابق الذي سيصبح محافظًا للقاهرة، واللواء رضا فرحات محافظ القليوبية الحالي الذي سيذهب محافظًا للإسكندرية، واللواء عمرو عبد المنعم أمين عام مجلس الوزراء عُين محافظًا للقليوبية، واللواء عصام بدوي لمحافظة المنيا، وجمال سامي للفيوم، واللواء أحمد محمد حامد حسن للسويس.
كما يُشار إلى أن اللواء أركان حرب محمد علي مصلحي الشيخ، أدى اليمين الدستورية، كوزيز للتموين.
وزير التموين الجديد
حركة تغييرات عسكرية
اتجه النظام المصري الحالي كعادته منذ توليه مقاليد الأمور في البلاد عقب الانقلاب العسكري في يوليو 2013، إلى إدخال المزيد من عناصر القوات المسلحة إلى المناصب المدنية التنفيذية، مع التوسع مؤخرًا في هذه السياسة بإبعاد عناصر البيروقراطية المدنية لصالح عناصر الجيش والأجهزة الأمنية.
حركة المحافظين الجدد تضمنت 5 لواءات سابقين ومحافظ مدني واحد بالاضافة إلى تعيين وزير التموين الجديد من خلفية عسكرية أيضًا.
سيطر لواءات القوات المسلحة على النصيب الأكبر من هذه الحركة، بعدما تولوا مناصب محافظات السويس والقاهرة والقليوبية، إلى جانب وزارة التموين، في مقابل محافظتين من خلفية شرطية، وهم الإسكندرية والمنيا، فيما كانت الفيوم المحافظة الوحيدة التي تولاها محافظ من خلفية مدنية في هذه الحركة.
فبنظرة سريعة على السيرة الذاتية لأصحاب هذه الحركة العسكرية في تغيير المحافظين، نجدهم من رجال الجيش القدامى في الإدارة المدنية، وعلى رأسهم اللواء عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة الحالي، ووزير النقل الأسبق في حكومة عصام شرف التي أتت عقب ثورة الخامس والعشرين من يناير.
محافظ القاهرة الجديد
عبد الحميد شغل أيضًا منصب رئاسة مجلس إدارة شركة مصر للطيران للصيانة و الأعمال الفنية في نهاية عام ٢٠٠٢، ثم ترأس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران فى فبراير ٢٠٠٣ و حتى عام ٢٠٠٨، جدير بالذكر أن اللواء عاطف عبد الحميد قد اتهم في قضية فساد سابقة متعلقة بشركة مصر للطيران وتمت تسويتها.
أما اللواء عمرو عبد المنعم محافظ القليوبية الحالي الذي كان يشغل منصب مدير إدارة الأسلحة والذخيرة بالقوات المسلحة لمدة أربع سنوات، وعُين بعدها مساعدًا لرئيس أركان حرب القوات المُسلحة للتطوير ونُظم المعلومات، كان آخر منصب مدني تولاه هو أمين عام مجلس الوزراء المصري.
محافظ القليوبية الجديد
وسبق أن عُين عبد المنعم مساعدًا لملحق الدفاع المصري بدولة الكونغو الديمقراطية للفترة من 1984 ـ 1986، ثم رئيسًا لمكتب المشتروات العسكرية المصري بواشنطن، خلال الفترة من نوفمبر 2003 حتى يناير 2007، وأمينًا عامًا لمجلس الوزراء بدءًا من 27 يوليو 2013 حتى تعيينه محافظًا للقليوبية مؤخرًا.
أما محافظة السويس فكان نصيبها مدير كلية الدفاع الجوي السابق، اللواء أحمد محمد حامد حسن، الذي يأتي خلفًا للمحافظ صاحب الخلفية العسكرية أيضًا اللواء أحمد الهياتمي، صاحب التصريحات المثيرة للجدل، التي ربما تكون أطاحت به من منصبه.
محافظ السويس الجديد
ومن أبرز ملامح حركة المحافظين الجديدة في مصر أيضًا دخول لواءات الشرطة هذه المرة على خط المنافسة أمام لواءات القوات المسلحة، حيث كانت محافظة الإسكندرية من نصيب لواء الشرطة السابق رضا فرحات.
محافظ الاسكندرية الجديد
شغل فرحات عدة مناصب شرطية قبل أن ينتقل إلى المناصب المدنية أهمها مدير أمن الإسكندرية، ومديرية أمن الإسماعيلية، ورئيس مباحث أمن الدولة، قبل أن ينتقل لمحافظة القليوبية كمحافظ ثم الإسكندرية.
ويبدو أن قطاع الأمن الوطني “أمن الدولة” سابقًا هو من يقود المنافسة نيابة عن الشرطة، إذ تم تعيين لواء شرطة سابق عصام البديوي محافظًا للمنيا، وهو الذي قضى غالبية فترة خدمته في قطاع أمن الدولة.
أما المدني الوحيد في هذه الحركة كان طبيب، شغل شغل منصب نائب رئيس جامعة عين شمس منذ العام 2007 إلى أن تم تعيينه كمحافظ للفيوم.
استكمال لعسكرة المحافظات
يذكر أن آخر حركة محافظات في نهاية عام 2015 قبل الحالية الأخيرة، شهدت تعيين أحد عشر محافظًا جديدًا، بينهم 9 لواءات من القوات المسلحة والشرطة ، واثنان من المدنيين.
بعدما أدى محمد عبد الظاهر اليمين الدستورية محافظًا للإسكندرية، وأحمد الهياتمى محافظًا للسويس، وأحمد ضيف صقر محافظًا للغربية، وإبراهيم نصر محافظًا لكفر الشيخ، ومجدى حجازى محافظًا لأسوان، وعادل الغضبان محافظًا لبورسعيد، وخالد سعيد شحاتة محافظًا للشرقية، ومحمد كمال سعيد الدالى محافظًا للجيزة، وطارق حسن نصر محافظًا للمنيا، ورضا فرحات محافظًا للقليوبية، وشريف حبيب محافظًا لبنى سويف.
بينما شهدت الحركة الجديدة تعديلات في محافظات الاسكندرية والسويس والمنيا والقليوبية، واستبدلوا جميعًا بمجموعة من اللواءات السابقين بين القوات المسلحة والشرطة.
آخر حركة محافظات في نهاية عام 2015 قبل الحالية الأخيرة، شهدت تعيين أحد عشر محافظًا جديدًا، بينهم 9 لواءات من القوات المسلحة والشرطة ، واثنان من المدنيين.
يصف البعض توقيت حركة المحافظين الأخيرة بالمسكن، بسبب احتقان الشارع على خلفية الغلاء والفساد، واعتبر هذا التغيير محدودًا ومجرد مسكنات وليس علاجًا جذريًا لمشكلات المواطنين .
إذ يكرس تغيير المحافظين الأخير سردية فشل الإدارة المدنية لصالح تفوق لواءات الجيش وغيرهم، إذ انطلقت دعوات من أبواق قريبة من النظام تحمل الوزراء والمحافظين مسؤولية فشل النظام وسياساته، دون المساس بجوهر المشكلة الحقيقية، المتعلقة بالرغبة في السيطرة من قبل الجيش على قطاع الإدارة المدنية بصورة غير مسبوقة في تاريخ مصر الحديث.