يبعدان عن بعضهما البعض مئات الأميال، وليس هناك سوى القليل من القواسم المشتركة منها صراعاتهما المحلية، لاتزال القوة الشيعية في لبنان (حزب الله) والمتمردون الحوثيون في اليمن، منفتحين حول علاقة تصوغ السياسة الطائفية في منطقة الشرق الأوسط.
كلا القوتين (حزب الله – جماعة الحوثي) أداتان تابعتان لـ “إيران”، الفارق أن عمر تنظيم حزب الله في لبنان أكبر بكثير من الحوثيين، من ناحية الحصول على قاسم مشترك داخل السلطة في بلديهما، حزب الله حصل على الثلث المُعطل وفق اتفاقية الطائف في أواخر القرن الماضي، فيما الحوثيون استولوا على السلطة باجتياح صنعاء وقلب الحكومة اليمنية المنتخبة في سبتمبر/ أيلول 2014م.
الميليشيا اللبنانية، الوكيل المخلص لطهران، يعتبر نفسه أقوى قوة شيعية عربية في المنطقة، ويرى نفسه على أنه حامي الشيعة الأول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ولا سيما ضد صعود “الجهادية السُنية”.
مع تفاقم التوترات الإقليمية بسبب ضرب التحالف العربي الذي تقوده السعودية للحوثيين، بدأت العلاقات التي كان يتم الحديث عنها سرًا منذ فترة طويلة تصبح مرئية بوضوح.
يحاول “مُسند للأنباء” كشف جوانب تلك العلاقة البنيوية التي تربط “حزب الله” بـ”جماعة الحوثي المسلحة في اليمن”، وكيف يمثلان كأيادٍ إيرانية في الشرق الأوسط لإقلاق أمن شبه الجزيرة العربية.
الدعم المباشر
يتلقى الحوثيون من حزب الله الدعم المباشر منذ التأسيس (تسعينات القرن الماضي) وإن كان “إيديولوجيًا” لكنه تمحور بعد عام 2011م – الثورة الشبابية الشعبية – ليشمل كل الجوانب السياسية والأيديولوجية والإعلامية، نقلت “فاينانشيال تايمز” البريطانية عن مصادر في حزب الله ودبلوماسية ومخابراتية قوله: “إن حزب الله المدعوم من إيران قد يكون يوفر الدعم المباشر لحلفائه اليمنيين، وهذه علامة أخرى على كيفية إعادة تشكيل التنافس بين دول الخليج السنية وإيران الشيعية للصراعات المحلية، ويقول محللون إن العلاقة بين حزب الله والحوثيين قد تؤجج بدورها مخاوف الدول السنية من توسع التحالفات الشيعية”.
وقال مسؤول من الحوثيين، التقته صحيفة “فاينانشال تايمز” في بيروت، تابعه “مُسند للأنباء” إن العلاقات مع الحركة اللبنانية تمتد إلى أكثر من عقد من الزمن، وأضاف: “هذه ليست علاقة يكون فيها جانب واحد في السيطرة، والآخر يتبعه بدون إدراك، نحن نتبادل الخبرات والأيديولوجيا، لدينا الشخصية الخاصة بنا، وطريقتنا في إنجاز أمورنا، ليس الهدف بناء نموذج لحزب الله في اليمن”، وهو ما أكده قائد في حزب الله، حجب اسمه، لأنه لا يسمح لأفراد الحزب بالتحدث إلى وسائل الإعلام، بالقول: “إن الحوثيين وحزب الله تدربوا معًا على مدى السنوات الـ 10 الماضية”.
تدرب الحوثيون مع مقاتلي حزب الله طوال العشر سنوات، وهي مدة كبيرة للغاية، وقال قيادي في الحزب “لقد تدربوا معنا في إيران، ومن ثم، قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن، اليمنيون مقاتلون شرسون وأذكياء، لا يمكنك تخيل ما مروا من خلاله”، وهنا، يشير القائد إلى المعارك الجبلية الشرسة التي حارب خلالها الحوثيون لما يقرب من عقد من الزمن، وكيف استطاعوا الانتصار فيها بمساعدة “حزب الله”.
يعتقد المحللون أن العلاقات العسكرية بين الجماعتين في صعدة والضاحية الجنوبية محدودة للغاية، وهو ما ينفيه قياديان في حزب الله للصحيفة البريطانية بالقول: “إن مئات من المدربين اللبنانيين والإيرانيين والمستشارين العسكريين موجودون في اليمن بالفعل”، وقال مقاتل من حزب الله: “يتعامل الإيرانيون ربما مع بطاريات الصواريخ وأسلحة أخرى، نحن خبراء في حرب العصابات، ولذلك نقدم المشورة حول أفضل توقيت للرد”، وبدوره، قال القائد في حزب الله: “إن ثمانية من عناصر الحزب لقوا حتفهم في القتال في اليمن”، وبالرغم من استحالة التحقق من صحة هذه المزاعم، إلا أنها تدل على اهتمام أعضاء حزب الله في تصوير أنفسهم على أنهم جزء من معركة الحوثيين.
تقارير مخابراتية
فريق “مُسند للأنباء” تتبع المصادر الغربية كيف تحدثت عن العلاقة ووجد أن جزءًا ضئيلًا من تقاريرها تدور حول علاقة حزب الله بالحوثيين والحراك الانفصالي في اليمن، وركزت نوعًا ما على العلاقة التي تربط الفصيلين اليمنيين بإيران، بالرغم من أن إيران تنظر لـ”حزب الله” على كونه الوكيل الموثوق في الشرق الأوسط، وتقول تلك التقارير المخابرتية إن إيران تقوم بتدريب المسلحين الذين ينتمون للحراك الانفصالي والحوثيين، في حين أن وكيل إيران اللبناني (حزب الله)، يوفر بعض التمويل والتدريب الإعلامي للمجموعات المسلحة بالإضافة للتدريب العسكري اللازم، حسبما ذكرت صحيفة وول إستريت جورنال في مارس/ آذار 2013م.
في وثائق ويكيليكس تقرير للسفارة الأمريكية فيه الرئيس صالح – سابقا – حدّث الأمريكيين عن وجود أقراص فيديو DVD تحتوي على صور لعمليات تدريب عسكري للحوثيين على يد حزب الله اللبناني وأن تلك الأقراص موجودة لدى عمار صالح وكيل الأمن القومي، وأن الأمريكيين حين سألوا عمار صالح عن تلك الأقراص نفى علمه بوجودها، الشاهد أن علي عبدالله صالح في لحظة معينة أقر بوجود تدريب للحوثيين من قبل حزب الله لكن تقديرات عمار صالح أن الحلف مع الحوثيين أهم من كشفه للأمريكان.
وتشير بعض المصادر العسكرية إلى أن إيران خصصت الفرقة 190 في الحرس الثوري الإيراني لإمداد الحوثيين بالسلاح برًا وجوًا وبحرًا، ولا تكتفي فقط بإمداد الحوثيين بل امتد ذراعها لتصدير السلاح إلى حزب الله في لبنان لتشكيل خلية مسلحة تحاصر مناطق حيوية وحدودًا مهمة لبعض الدول لتقع تحت ضغط السلاح حسب قناعاتهم ومخططاتهم، وقامت إيران بتدريب عناصر حوثية داخل الأراضي الإيرانية بإشراف الحرس الثوري الايراني نفسه بالقرب من مدينة “قم”، إلى جانب تدريب أفراد من حزب الله.
مع انطلاق الثورة السورية صعب على طهران وحزب الله نقل المسلحين الحوثيين والحراكيين على حد سواء للتدرب في البلدين، فاستعانت بالأراضي الإريترية، وتتمركز مناطق التدريب على الجزر (جزيرة دهلك وما جاورها) وعلى ثلاث مناطق: مرسى بريطي، ومرسى حسمت، ومنطقة تعرف باسم متر، حتى إن هذه الجزر تحولت أيضًا إلى مخازن للسلاح بعد بدء عمليات العربي، وكشف بشير إسحاق مسؤول العلاقات الخارجية في التحالف الإريتري المعارض في 2009م عن وجود معسكر تدريب آخر، في منطقة دنقللو (شرق مدينة قندع وسط إريتريا).
الدور بعد عمليات التحالف العربي
مؤخرًا نشر التحالف العربي مقطع فيديو – اطلع عليه “مُسند للأنباء”- يشير إلى تعليمات يلقيها قيادي في حزب الله اللبناني في إحدى معسكرات التدريب التابعة للحوثيين، قيّل أن الفيديو التقط بالقرب من الحدود السعودية.
في يونيو/ حزيران 2015م، أي بعد ثلاثة أشهر من عمليات التحالف العربي في اليمن، نشرت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية تحقيقًا لدانيال سوبلمان، خلص فيه إلى أن الحرب التي يشنها التحالف العشري بقيادة السعودية في اليمن تحمل تشابهًا ملحوظًا مع الحرب الإسرائيلية عام 2006 على لبنان، بالتالي فإنّ الحرب اليمنية يستحيل أن تُحسم من الجو، مثلما فشلت إسرائيل في الانتصار، على الرغم من إطلاق 12000 غارة جوية على مدى 33 يومًا، ويكتب سوبلمان أن “هذا التشابه ليس محض صدفة، فعندما استولى الحوثيون على صنعاء، بدا للمحللين اليمنيين أنّ الحوثيين كانوا يقرأون ربما كتيب قواعد اللعبة التي مارسها حزب الله”، وتنقل الصحيفة عما تسميه “قائدًا في حزب الله” من بيروت قوله “المقاتلون الحوثيون قد تدربوا معنا في إيران، ثم قمنا بتدريبهم هنا وفي اليمن، لذلك قدّمنا المشورة حول التوقيت الأفضل للرد، والامتناع عن ذلك”.
ويتفرغ سوبلمان لإثبات أن الحوثيين يعتمدون أساليب قتال حزب الله بحرفيتها، بحسب عقيدة عسكرية تفيد بالإبقاء على درجة من المناعة ضد التفوق الجوي للطرف الأكثر تفوقًا، مع الاستفادة تدريجيًا من نقاط ضعف هذا الأخير، وذلك من خلال قصف الأهداف العسكرية والمدنية عبر الحدود، ويفترض هذا النموذج أنّ الطرف الأقوى سيضطر في نهاية المطاف إلى الحد من غاراته الجوية أو وقفها، أو المجازفة أكثر ونشر قوات برية، ومما لا شك فيه أنّ المناورات البرية في الصراعات غير المتكافئة غالبًا ما تكون مكلفة، وتميل إلى ترجيح كفّة المنظمات المسلحة على حد تعبير سوبلمان.
وتقول فورين بوليسي: “كان حسن نصر الله العقل المدبر لمعظم ما حدث على الحدود السعودية اليمنية، وقبل أسابيع من بدء الحوثيين بالرد على أهداف ومدن وقواعد عسكرية على الحدود السعودية، ألمح زعيم حزب الله إلى أنّ حدوث ذلك كان وشيكًا، ففي 6 أبريل/ نيسان2015م، أشار إلى أن الحوثيين كانوا قادرين على ضرب أهدافٍ عسكرية في المملكة العربية السعودية بالصواريخ، والتقدّم في داخل المملكة العربية السعودية، ثم في 17 أبريل 2015م، أشار نصر الله إلى أنّه فيما تحلى الحوثيون حتى الآن بالصبر الاستراتيجي في مهاجمة السعودية، وهذه فرصتهم الآن لمهاجمة المدن والمناطق السعودية كنجران، وجيزان، وعسير.
وتجزم المجلة الأمريكية أنه في 5 مايو/ أيار2015م، بدأ الحوثيون وحلفاؤهم بقصف الأهداف التي حددها نصر الله، بداية باستخدام قذائف الهاون وصواريخ الكاتيوشا، لكنهم زادوا تدريجيًا مستوى هجماتهم باستخدام صواريخ وقذائف ذات شحنات متفجرة أكثر وزنًا وأطول مدى.
في تحليل لصحيفة الحرب الطويلة الأمريكية (أغسطس/ آب 2016م) قالت: إن حزب الله هو من يدير منصات الصواريخ بل قام نائب قائد قوة القدس العميد إسماعيل قاآني بنفسه بالإعلان أن المتمردين الحوثيين تلقوا تدريبا “تحت راية الجمهورية الإسلامية”، وأضاف أن حزب الله يعمل على برنامج التدريب والتسليح هناك، مضيفة حول الصواريخ التي تطلق من اليمن إلى السعودية: “السيناريو الأكثر ترجيحًا ينطوي على أن الحرس الثوري الإيراني، والذي ربما يكون قد قدم المعرفة، إما من خلال فيلق القدس أو حزب الله، فهما يؤديان المهمة للحرس الثوري خارج الحدود، التي تنتج بدورها الصواريخ ويشرفون على قيادة الصواريخ الإيرانية، في مايو 2015، مسؤولون في المخابرات الامريكية أكدوا أن كلاً من فيلق القدس وحزب الله ينشطان في اليمن”.
ويعود الفضل في القوة الإيرانية إلى ما أشار إليه قاآني: “لقد اكتسبنا قوتنا وعظمتنا في المنطقة من خلال قدرتنا العسكرية، ومن خلال الدول والتيارات التي تقف إلى جانب الثورة الإيرانية، وتعمل تحت العلم الإيراني في منطقة الشرق الأوسط”، وفق تعبيره.
نسخة حزب الله الثانية
الحكومة اليمنية تحدثت مرارًا وتكرارًا عن عثورها على وثائق بالمواقع العسكرية الحوثية المهجورة تؤكد مشاركة حزب الله في القتال، وفي مارس/ آذار الماضي كشفت دورية “فورين أفيرز” الأمريكية أن برنامج تدريب وتجهيز الحوثيين في اليمن “إيراني”، كنسخة ثانية من حزب الله في الشرق الأوسط، وحمل التحقيق عنوان: “حزب الله الحوثي”، وكتبه اثنان من المتخصصين في إيران والشرق الأوسط “Alexander Corbeil and Amarnath Amarasingam”، وقالت الدورية إن الرئيس هادي أكد هذا حين قال إنه تلقى رسالة من زعيم الحزب حسن نصر الله، كتب فيها: “وصل مقاتلونا في اليمن لتعليم الشعب اليمني جوهر الحكم”، ما يؤكد تورط الحزب في المعارك هناك.
ونقلت الدورية عن ماثيو ليفيت من معهد واشنطن، قوله “قادة حزب الله مثل أبو علي الطبطبائي، الذي قاد القوات في سوريا، تمّ إرسالهم لمساعدة قوات الحوثي”.
وسبق للولايات المتحدة عام 2013، أن فرضت عبر وزارة الخزانة عقوبات على خليل حرب، وهو قائد سابق للعمليات الخاصة لحزب الله، لتورطه في عمليات بالشرق الأوسط، لا سيما قيادته لأنشطة حزب الله في اليمن منذ عام 2012.
في خطاب ألقاه أول مارس/ آذار الماضي، أدان نصر الله التدخل السعودي في اليمن، قائلًا: “عمري الآن 57 عامُا، وأقول هذا بكل أمانة، لقد كان أعظم شيء فعلته في حياتي هو التحدث من دون خوف في اليوم الثاني من الحرب السعودية في اليمن”، لكنه عجز عن مواجهة اتهامات بتورط حزب الله في الحرب.
وقد نفت قيادة حزب الله تورطها في اليمن، ولكن القوات الموجودة على الأرض كانت واضحة للجميع، بحسب فورين أفيرز، وكما كان الحزب في سوريا ينفي ضلوعه بالقتال، ففي مايو/ أيار 2012، قال مسؤول كبير في حزب الله لـ “مجموعة الأزمات الدولية”: “إن الحزب لم ولن يقاتل في سوريا”، ولكن في عام 2013، ذكرت جماعات المعارضة أن حزب الله كان يزوّد نظام بشار الأسد بالدعم الفني واللوجستي، فضلًا عن تسليح وتدريب الجماعات الشيعية.
في أبريل عام 2014، اعترف حزب الله بدوره في سوريا، وقاد هجومًا على بلدة يسيطر عليها الثوار في مدينة القصير، وفي فبراير/ شباط عام 2014، استولى حزب الله على بلدة يبرود، معقل الثوار التي كانت بمثابة قاعدة لمحاربة جبهة النصرة ضد الحزب، واليوم يشارك حزب الله علنًا في الحرب السورية ويقود العمليات في جميع أنحاء البلاد.
ويبدو أن اليمن كذلك، فخلال مقابلة في بيروت مع أحد قادة الميليشيا اللبنانية، أبو عباس، تحدث عن خطط الحزب في اليمن. وقال: “بعد أن ينتهي عملنا في سوريا، سنبدأ في اليمن، فقوات حزب الله موجودة هناك بالفعل، برأيك، مَن أطلق صواريخ توشكا على المملكة العربية السعودية؟ ليس الحوثيون، بل نحن”.
وأضاف لـ “فورين أفيرز”: “في المستقبل سيكون هناك أسلحة مضادة للطائرات في اليمن”، وتهدف مصلحة طهران في تمويل وتدريب وتيسير أعمال الحوثيين في اليمن، إلى مساعدة إيران على بناء قاعدة عمليات لهجمات ضد المملكة العربية السعودية في المستقبل.
في الثاني من مارس/ آذار 2016، أعلن مجلس التعاون الخليجي بقيادة السعودية أنّ حزب الله منظمة إرهابية، كما اتخذت الجامعة العربية خطوات مماثلة، ووصفت الحزب بأنه جماعة إرهابية في 11 مارس/ آذار2016.
وبالرغم من أن هذه التسميات لن تؤثر على قدرة حزب الله على العمل في العراق أو لبنان أو سوريا، لكنها ستجعل عمليات الحزب في شبه الجزيرة العربية أكثر صعوبة، بعدما رحلت البحرين، والكويت، والإمارات عددًا من الأفراد بعد الكشف عن ارتباطات مزعومة بحزب الله.
حزب الله يُدير إعلام الحوثيين
يُدار الإعلام التابع للحوثيين من لبنان، وتظهر المذيعات اللبنانيات يرتدين الحجاب (الشيعي) وبنفس النسق لإدارة الحرب الإعلامية على تلفزيون المنار والعالم تقرأ المذيعات الأنباء اليمنية، وأبرز تلك القنوات المسيرة التابعة الناطقة باسم الحوثيين، قناة الساحات حيث كشف مدير القناة أحمد الزرقة – الذي تم إقالته في نسيان/ أبريل2014 – أن القناة مملوكة لإيران وأنه جرى تعيين مدير جديد لها القيادي في حزب الله ناصر أخضر(خلال مؤتمر صحافي حضره مُسند للأنباء في حينه).
القناة الثالثة: “عدن لايف”، وهو تلفزيون انفصالي يدعو لانفصال اليمن وكان تابع لعلي سالم البيض نائب الرئيس اليمني بعد وحدة (1990م)، لكن الرجل أنهى علاقته بها، وصرح يحيى غالب الشعبي مدير مكتب علي سالم البيض الذي يملك القناة، في تصريحات أن القناة باتت ملكًا لحزب الله وقال لصحيفة الأيام الصادرة من عدن في17 آذار/ مارس 2015م “إن قناة عدن لايف لم تعد تحت سيطرة الرئيس الجنوبي السابق علي سالم البيض”، مؤكدًا أن كل الجنوبيين تركوها بعد مغادرة البيض بيروت عقب سيطرة حزب الله اللبناني عليها وتسخيرها لخدمة جهات أخرى غير شعب الجنوب.
المجلس السياسي
بمباركة واعتراف إيراني أعلن عن المجلس السياسي بتحالف الرئيس اليمني السابق والحوثيين، وتسعى إيران من خلال ذلك علاوة على إطالة أمد الحرب في اليمن إلى الوصول لصيغة اتفاق تشبه اتفاق الطائف التي أدت لاحتفاظ وكيلها في الشرق الأوسط (حزب الله) بالثلث المعطل في لبنان إلى جانب احتفاظه بالسلاح.
حين لم يضمنوا حلًا يوصل إلى ذلك، قرر الحوثيون أن ينشئوا سلطتهم ليديروها ويفاوضوا بها أشبه بالأزمة اللبنانية عام 2009م، ليضمنوا أن يكون الحوثيون ضمن قوة كبيرة في المستقبل السياسي اليمني، وهو ما أشار إليه محمد البخيتي في ندوة لحزب الله في بيروت 30 أبريل/ نيسان، فيما أشار علي ولايتي – مستشار مرشد إيران – إلى أن الحوثيين يمثلون 40% من سكان اليمن، بفلسفة أحد الطلاب الإيرانيين في حوزة قُم وتحدث لصحيفة محلية إيرانية فإن “السادات” يمثلون 8 ملايين نسمة، بمعنى ثلث سكان اليمن، وبدراسة إيرانية نشرتها وكالة مهر في 24 إبريل فإن تمثيل الحوثيين في أي حكومة يجب أن يضمن الثلث المُعطل، وهذا الثلث هو نفسه ثلث حزب الله المُعطل في لبنان في إعادة استنساخ لاتفاق الطائف الذي ضمن بقاء سلاح حزب الله وضمن معه بقاء الأزمة السياسية اللبنانية، وبينهما تمكنت طهران من الاستحواذ على تلك السياسة وتسيرها لأجلها.
المصدر: مُسند للأنباء